المقالة التاسعة والعشرون…
في هذه المقالة، نتحدث عن الاستعداد في المدينة لأيام العيد المبارك، حيث تجد الازدحام في الأسواق لشراء مستلزمات عيد الفطر المبارك، وأهمها شراء المواد الغذائية التي سيتم تناولها في تلك الأيام المباركة. فتجد قسمًا منهم يقوم بشراء ذبيحة العيد من أسواق بيع المواشي الموجودة في المدينة، بينما يقوم القسم الآخر بشراء اللحوم من أماكن بيعها ووضعها في الثلاجة الخاصة في المنزل…
ويعتبر شراء الملابس من المحلات والأسواق المخصصة لذلك من المتطلبات الأساسية والرئيسية للعيد. فتجد الشباب من الذكور والإناث يذهبون إلى محلات بيع الملابس لشراء ما يحتاجونه من ملابس جديدة يرتدونها بمناسبة العيد المبارك. وتجد أن العائلة قد وضعت في حساباتها مصروفًا خاصًا لشراء هذه الملابس التي لا بد منها، فلا يجوز أن يأتي العيد وأبناء العائلة غير مستعدين لشراء ملابس جديدة. كذلك تجد أن هناك مواد غذائية نعتبرها من كماليات المواد الغذائية يقومون بشرائها، مثل المكسرات والكرزات والحلويات الجافة وغيرها. وما زلت أتذكر جيدًا الحلويات الشهيرة في مدينة الموصل مثل توفي الدباغ، الذي كان وما زال يعتبر من أنواع الحلويات بالدرجة الأولى، وما زال أصحاب هذه الشركة محافظين على اسم وعلامتهم التجارية لمنتجهم الغذائي الذي يدخل بيوتنا في كل عيد…
. أما المكسرات، فقد كان أهالي المدينة والقرى والأرياف يذهبون إلى المحلات الموجودة لبيعها، وتجد الأسرة تقوم بشراء ما مقداره كيلو واحد أو كيلوان منها ليقدموه لضيوف العيد الذين جاءوا ليباركوا لهم هذه المناسبة…
كانت الأسر الموصلية وما زالت تتباهى وتتفاخر وتتهيأ دومًا لمناسبة العيد، فتجد أن ملابس الأبناء شيء ضروري ومطلوب، وتقديم وشراء حاجيات العيد تعتبر من الأمور المهمة لديهم.
كانت الزيارات بين الأهل والأقارب من واجبات ومتطلبات أيام العيد، فتجد العائلة في أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك يتواجدون في منازلهم ويتبادلون التهاني بينهم ، وقد خصصوا اليوم الثاني أو الثالث لزيارة أقاربهم وتبادل التهاني معهم…
كانت مدينة الألعاب الموجودة في منطقة الفيصلية تعجب بالعوائل الموصلية من كل حدب وصوب، وأنت تشاهد أغلب أبناء المدينة وتواجدهم هناك وهم يحملون في جيوبهم أو في محفظاتهم الشخصية ما منحهم إياه أهلهم من مبالغ نقدية، وفرحتهم الكبيرة باللعب والتسلية في هذه المدينة المليئة بكل وسائل الألعاب. نعم، فبعد إكمال العوائل صيام شهر رمضان، سيكون لديهم ضيف جديد هو عيد الفطر المبارك، وهم يستقبلونه بأحسن وأبهى ملابسهم، وفرحتهم داخل قلوبهم كبيرة. وتجد الجوامع بعد أن تعلن وتحدد موعد العيد تقوم بالتكبير والتهليل بهذه المناسبة المباركة.
وإلى مقالة قادمة سوف نتحدث فيها عن استقبال العيد في القرى والأرياف، والذي سوف يكون مختلفًا كثيرًا عن ما موجود في المدينة في ذلك الوقت…
. وكل عام وأنتم بخير…