22 نوفمبر، 2024 11:45 م
Search
Close this search box.

رمضان ……الشهر الملون

رمضان ……الشهر الملون

يقولون عنهم كفرة ….يقولون عنهم أنهم الظالين……يقولون عنهم نصارى……ونقول لهم ملئتم مسامعنا بخطب قذرة كلها لا تقدم ولا تؤخر تتمسحون وتمسكون المنابر النبوية والمنابر الحسينية وأنتم مجرد لعب ودمى بيد أناس لا يفقهون في الفقه شيء….رمضان اتى …..شهر الرحمة أتى …..شهر الفقراء أتى…..سمعت من احد المساجد القريبة من بيتي دعاء حلول شهر رمضان ….تخيلت يوم غدا هو عيد من الله عز وجل وسمعت دعاء هز قلبي واخشعت جوارحي كان صوت الخطيب يهز جدران بيتنا وقلت في نفسي غدا هو شهر الفقراء الكل ستأكل والكل سوف تتصدق والكل سيجد الراحة فوعود المسؤولين بالكهرباء في شهر رمضان نهاية المطاف لهذه المشكلة ومشكلة الماء الصافي في نهايتها و…و…..أتى رمضان ….وياليته لم يأتي علينا في العراق ….خرجت في الصباح بجو ملتهب ودخلت سوق ملتهب بالأسعار فهذه الطماطة ارتفعت بشكل كأن في رمضان هي عملة صعبة وكذلك بقية الخضار وأما الفواكه فحدث بلا حرج لا اعرف هل هذه اخلاق الإسلام التي سمعتها يوم أمس في خطبة الملاعين أصحاب المنابر الحاشرين انوفهم في السياسة ومصائر الناس بايدهم ….رأيت الحيرة في عيون الكثير من الناس بصعوبة الشراء وكأن الشهر الكريم ليس بالكريم على العراقيين والتأفف تخرج بين كلمة وأخرى  فلا راحة في الشهر الكريم من تيار الكهرباء الكريمى يبرد هذه الجحيم العراقي وصيفه الحار ولا ماء في الحنفية لتبريد واطفاء نار الصدور من حرارة اخبار التفجيرات والاسعار …..حسب نظري ….رمضان….أعتقد لم يخلق للعراقيين…ولكم الدليل…
الصورة الأولى ….في بلجيكا وخاصة في العاصمة بروكسل في شهر رمضان بالذات هناك سوق يفتح ثلاثة أيام في الأسبوع الجمعة والسبت والأحد ..هذا السوق يشهد خفض في الأسعار خلال شهر رمضان ليس لها مثيل عن بقية الأشهر كأنه عيد وفرصة لتمرير كل البضائع الى كل الزبائن ، زيتون وتمر والبان ولحوم وغيرها وما تشتهي الانفس هل تعلمون من القائم على السوق هم أناس مزارعين بلجيك وهولنديين “مسيح ويهود” وبعض المغاربة…..واذا ذهبت بعد العصر فكن على يقين بان “علاكة البيت طالعة أبلاش”.
الصورة الثانية عندما يأتي وقت الفطور في أغلب دول اوربا تقوم منظمات إنسانية بالمرور على الاحياء ذات الأغلبية المسلمة وتوزيع الإفطار على شكل علب ذات الطبخ الجاهز….تتوسل بالمارة والناس بقبول عطاياهم ….هذا تصرف النصارى هناك.
الصورة الثالثة ….في إسطنبول واغلب المدن التركية وهي ليست بالبعيدة عنا تفرش الموائد قبل الإفطار تفرش في كل حي وشارع وقرب الجوامع موائد تدعى موائد الرحمن يقيمها أصحاب المال والتجار والمسؤولين هناك ليأكل الفقراء وما أكثرهم في هذا الكون….
ثلاث صور دائما تحضرني وأنا أرى أن الأسعار ارتفعت الى اكثر من 50% وربما بعضها اكثر في اسواقنا العراقية فقط  يجعلني في حيرة من امري واردد السؤال من كان في الجوامع اذا ….ياترى هل هو هذا شهر الرحمة ….أم غيره ….أين ذهب المصطفين في الدعاء …الم يكن بينهم التاجر والبائع والسياسي …..أين ذهبوا…..أين؟؟…ما يحدث في شهر رمضان في العراق هو نفس ما يحدث في أيام عاشوراء واستذكار فاجعة أبا الاحرار عليه السلام فقد تحول شهر الرحمة الى شهر نقمة وتحولت مأساة الحسين ع من موساة الى الفقراء الى مأساة على الفقراء فسعر المواد ترتفع بسبب انقطاع الطرق والطلب على المواد الغذائية وتعطل عمل العباد واليوم يأتي علينا شهر صعب أخر كشهور العراق الملعونة  الحر وانعدام الكهرباء والماء وتلون بالدم العراقي قبل كل إفطار.

أحدث المقالات