9 أبريل، 2024 3:04 ص
Search
Close this search box.

رمضانيات – 4 / يا قاسم الحب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

حين فتحت عيني على الدنيا كان الزعيم عبد الكريم قاسم قد تم أعدامه من قبل البعثيين الجبناء في الثامن من شباط عام 1963 ! لكني أذكر دائماً جدّتي رحمها الله حين تخرج من صندوقها العتيق صور أبنائها الذي ماتوا وهم في عمر الشباب ، كانت صورتان ( لشامل ، ومطشر ) وصورة ثالثة لشخص يحمل رتبة عسكرية كبيرة ! وحين تقبل صور أبنائها كذلك تقبل وبنفس الحب والروح الصورة العسكرية ! ثم عرفت أن صاحب هذه الصورة هو الزعيم عبد الكريم قاسم ! كذلك والدي كان يحتفظ  بصحون من الانواع الراقية رسمت عليها صورة الزعيم ! وينطبق هذا الحب لشخص الزعيم عند أغلب العراقيين الذين عاصروه وعاشوا أيامه !
عجيب أمر العراقيين الذي أحبوا هذا الشخص حباً لا مثيل له ! فقد كان بحق أباً للفقراء والمظلومين في العراق على مدى سنوات حكمه القصيرة ، ولعل الصور الكثيرة التي تنشر في كل يوم والتي تؤرشف لتاريخ وحياة الرجل ، كلها تؤكد أن الزعيم قاسم كان فقيراً بسيطاً طيباً كريماً همه الأوحد هو الشعب والوطن ، لم يكُ طامعاً بالسلطة بالرغم ما يكتب عن أنه قاد أنقلاباً عسكرياً بالضد من الملكية ! الملكية كانت قد اشبعت الناس الذل والهوان والفقر الذي ينخر داخل احشائهم ، كما وأنها باعت الاخضر واليابس في الوطن لامريكا وبريطانيا !
العراق بدأ تطوره وقوته وتطلعاته المستقبلية بعد ثورة الزعيم قاسم عام 1958 وله الفضل في تأسيس جامعة بغداد ووضع حجر اساسها ، وبنى المدن الكبيرة للفقراء والمحرومين ، وكانت مشاريعه لا تتوقف ومازالت شاخصة في كل مدن العراق وبخاصة العاصمة بغداد !
لقد زرع حبه في قلوب الناس بطريقة رائعة حتى توهم الكثير من الفقراء أنهم قد رأوا صورته في وسط القمر !
وحين دخل البعثيون عليه في مبنى الاذاعة والتلفزيون لينفذوا حكم الاعدام فيه بعد محاكمه مخزية لهم ، رفض أن يغطوا وجهه ليستقبل رصاصات الاعدام بكل شجاعة وبطولة قلّ نظيرها !
ومنذ خمسين عاماً بعد رحيله المبكر ظلّ حبه داخل قلوب العراقيين ومازال ، كان يوزع راتبه على الفقراء والمحرومين ومستأجراً لبيت ! لم يمتلك بيتاً طيلة حياته ولم يودع اموالا خاصة به في بنوك عالمية ومحلية !
لقد عاش فقيرا ومات فقيراً !
لكنه عاش داخل القلوب كبطل وقائد نزيه !
ثورته الكبيرة في الرابع عشر من تموز ألتفت كل الجماهير من حولها ولذلك نجحت ، وبأخلاصه وطيبته ، كان الشعب يطلب منه السلاح للدفاع عنه بالضد من البعثيين ، وحقناً لدماء الناس رفض دفاعهم عنه وذهب الى الاعدام !
انه رجل من طراز خاص !
لم أعش فترته ، لكن الناس تجمع عليه ، فمازال حب قاسم لم يتزحزح قيد شعرة من قلوب هم !
هنيئاً لك هذا الحب العظيم في قلوب الفقراء والشرفاء من العراقيين ، ايها القائد الكبير الذي علمتنا معاني التضحية والفداء والاخلاص للوطن يا قاسم الحب !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب