18 أبريل، 2024 9:46 ص
Search
Close this search box.

رمضانيات / 1

Facebook
Twitter
LinkedIn

يطرق باب الدار قبل وقت الافطار بدقائق قليلة ، يخرج رب البيت فتمتد له يد تستجدي منه الطعام ، يعطيها كل ما بحوزته وحوزة اهل بيته ليناموا على صيامهم باستثناء شرب الماء . 

في اليوم الثاني تتكرر الحالة ، 

وفي اليوم الثالث تتكرر الحالة ايضا ، فتخرج له زوجته فاطمة ع وتقول له عليك ببيع هذا الرداء من اجل إطعام اطفالنا الحسن والحسين ليس إلا ؟

فيذهب الامام علي ع الى السوق لبيع الرداء بعدد من الدنانير واثناء عودته للبيت يرى في طريقه امرأة ومن حولها اطفالها يتضورون جوعا ، فيشتري لهم  الطعام بكل ثمن الرداء الذي باعه !

وفي الطريق الى البيت كان يفكر ، كيف له ان يقنع زوجته ، وقد عاد لها بدون طعام الاطفال . في الطريق كان رجلا يقف ويمسك ببعيره ، فقال للامام اتشتري بعيري مني ؟ 

فرد عليه الامام ولكني لا املك من المال شيئا .

فقال الرجل ابيعه لك بأجل مسمى بعشرة دنانير . اشترى الامام علي من الرجل بعيره وهو في طريقه الى البيت حتى اوقفه رجل آخر وقال له يا أخ العرب أتبيعني هذا البعير بمئة دينار ، فباعه واعاد للرجل ثمن الأجل المسمى وزادت له عشرة اضعاف ثمن الرداء ، ثم عاد الى البيت ليقص حكايته على زوجته التي ذهبت بدورها الى النبي محمد ص وقبل ان تحدثه بما جرى لزوجها  كان قد انهى للتو صلاته فانتبه لها وضحك وهو يقول لها : ما فعله علي ابن ابي طالب جاءت فيه الآية التي تقول : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) . 

فأما الرجل الأول الذي باع له البعير فهو جبرائيل ، واما الرجل الذي اشترى منه البعير فهو ميكائيل  ..

تذكرت هذه الحادثة التاريخية المهمة لسيد البلغاء وسيد القوم ابا الحسن علي ابن ابي طالب وهو الذي عاش خليفة للمسلمين على الكفاف ولم يأخذ درهما واحدا من بيت مال المسلمين !

تذكرته في اليوم الاول من شهر رمضان المبارك لعام 2015 ، بينما حكام المنطقة الخضراء الذين يرتدون عمامته السوداء منذ سنوات تلت سقوط الطاغية صدام وزمرته كانوا يطعمون المسكين قبل فترة الانتخابات بايام ويوزعون عليه سندات الارض المزورة والمسدسات على رؤوساء العشائر ، وثمة العديد ممن عملوا في شوارع الكاظمية ( جايجية! ) او يوزعون الخباز للصيام ولمشاية الحسين  ع في ذكرى عاشورا ليكسبوا المزيد من الاصوات ومن ثم يتواروا عن الانظار في مناصبهم لمدة اربع سنوات قادمات يكونوا فيها قد جمعوا من المال الحرام الكثير وقتلوا من الناس الكثير .

 لقد اوغلوا في سرقة البلاد والعباد ، حتى انهم افرغوا اكبر خزينة وميزانية لدولة مثل العراق بثرواته العملاقة بفترة قياسية جدا !

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب