في كل بلاد الدنيا هناك رموزا وطنية في العلم أو الفن أو الأدب، الرياضة، العسكرية وصولا الى الميثولوجيا وغيرها، حتى الصخور والنباتات على الجدران القديمة.
الرمز صورة مكثفة تختزل تاريخ وجغرافية المكونات البشرية والتجمعات السكانية، انها محميات اجتماعية لا تغادر الذاكرات. تظل تتناقل أقوام ذلك المجتمع من جيل الى جيل بشكل شفاهي أو صوري أو سمعي أو كتابي. تتميز بها المجتمعات عن غيرها في الكون الإنساني.
هناك طيور وانهار وغابات وحتى قصص وملاحم وشعر وآثار حجرية ومدافن .
هكذا هي الشعوب تتراكم فيها الحوادث والحالات وكلها تعد رموز لذلك الموطن. الأكثر من هذا أن بعض شعوب العالم تأخذ رموز دول أخرى وتضعها في موضع الاحترام والتقدير.
الرمز في نطاق الأفكار عامل صلة غنية بالوساطة والتماثل. النشيد الوطني العراقي (وطن مد على الأفق ..)، قادنا من أعلى جزء من السماء الى أرضنا، كذلك رأينا أسلافنا وكيف استعملوا الظاهرات الكونية للتعبير عن أفكار ومشاعر لا تزال تكون جزءا من ميراثنا وثقافتنا.
النشيد الذي كتبه الشاعر الراحل شفيق الكمالي كان بمثابة كتاب يرفع النقاب عن رسالة مجتمعية، الشعر والموسيقى التي أحاطت بوجدان المتلفظ جعلت المستمع يشاركه بوعيه وصوته وحماسه وتاريخه. لقد كتب الشاعر عن رموز كثيرة تتعلق بالرجال والزراعة والإعمار والحضارة، فهل تلغى كتابات الشاعر برحيله؟.
لقد كلف زعيم الهند نهرو الشاعر طاغور من اجل كتابة النشيد الوطني الهندي، لقد خلدت الهند الشاعر لأنه خلدها بنشيد وطني.
أيضا قد كلفت الحكومة المصرية الموسيقار محمد عبدالوهاب لنفس الغرض بانجاز النشيد الوطني المصري، وقد خلدت مصر هذه الشخصية ومنح رتبة لواء أيام الرئيس أنور السادات.
كذلك، كلفت الحكومة العراقية السابقة الشاعر شفيق الكمالي وقد كتب النشيد الوطني العراقي الذي يتفاخر فيه بأمجاد هذا الوطن العراق الماء والسماء والثروات البشرية وغيرها. لكن، لم يمجده احد حتى بعد رحيله، رغم كونه كان شاعرا قبل عشرات السنين ممن طلب منه كتابة نشيد وطني للعراق.