23 ديسمبر، 2024 12:52 ص

رمزٌ إنسانيٌّ لا طائفيّ؛ العبّاسُ نخوةُ الإخوةِ

رمزٌ إنسانيٌّ لا طائفيّ؛ العبّاسُ نخوةُ الإخوةِ

لا يستوعب البعض ثورة الحُسين السّبط الإنسانيَّة، فيظنها حرب شخصنة A PRIVATE WAR، مُطالبة بمُلك بني اُميَّة العضوض، ضِمن إرث إمامة الدِّين والدُّنيا. لكن لا أحد يشّكّ بأنَّ الجُّود بالنَّفس أبلغ غاية الجُّود؛ بالنسبة للأخ غير الشَّقيق «قمر بني هاشم العبّاس» وصبر اُمّه على شهادتِه صبراً (حاملاً قِربة ماء= صفيحة Tin، مِن الفرات بفمه بعد قطع كفّه) وعلى علوّ قدر زوجها أمير المُؤمنين عليّ بن أبي طالب وصبره على علوّ قدر زوجه فاطمة البتول بنت الرَّسول صلوات الله عليهم أجمعين.
وبالنسبة أيضاً للصَّفوة الطَّيّبة شُهداء الطَّفّ بين مَن أحسنَ الظَّنّ والبلاء في رمضاء كربلاء، وبينَ مُوقِنٍ بإمامِ زمانه الحُسين الثائر، وفي صفه اُستشهد غير المُسلم، ومِثال «جون بن حُويَّ» مولى مُنتبذ غبراء الرَّبذة الصَّحابيّ الثّائر الجَّليل «أبُ ذر الغفاريّ» رضوان الله عليهما. في مقاتل الطّالبين جون انضمّ إلى أهل البيت الحسَن ثمَّ صحبَ الحُسين في سفره مِن المدينة إلى مكّة ثمَّ إلى العراق وقال اللّهم بيّض وجهي وطيّب ريحي واحشرني مع الأبرار.. قال عنه الإمام محمد الباقر عن علي بن الحُسين إن بني أسد الذين حضروا المعركة ليدفنوا القتلى وجدوا جون بعد أيّام تفوح مِنه رائحة المِسك. تقدَّم مُسرعاً إلى الحُسين يطلب منه الإذن بالقتال.. فقال له: أنتَ في إذن مِني فإنما تبعتنا لطلب العافية فلا تبتل بطريقنا.. توسَّل: “ سيّدي حُسين يابن رسول الله أنا في الرّخاء الحس قصاعكم وفي الشِّدَّة أخذلكم واللهِ أن ريحي لنتن وان حسبي لَلَئيم ولونيَ لأسود فتنفس عليَّ بالجَّنة
(نقيضُها النّار بالكُرديَّة= ئاگر، ئینگلیزی= Fire)
.. لا والله لا أُفارقكم حتى يختلط هذا الدّم الأسود مع دمائكم ”.
الصَّحابيّ الجَّليل «حبيب بن مُظاهر الأسدي»، موالٍ لأمير المُؤمنين على واُستشهد في صف الحُسين في واقعة الطَّفّ في 10 مُحرم 61 هـ 12 تشرين الأوَّل 680م.
الصَّحابيّ الجَّليل «أبُ أيّوب الأنصاريّ»، خصَّه الرَّسول بالنزول في بيته عندما قدِمَ يثرب مُهاجراً، كان أبُ أيوب أيضاً موالٍ لأمير المُؤمنين علي، فولّاه المدينة المُنورة حتى دخلها جُند مُعاوية، فلحق به في العراق، وكان على خيله يوم النهروان. ولم يشهد الطَّف، توفي مريضًا (سنة 52 هـ)، في جيش يزيد بن مُعاوية المُتوجه إلى القسطنطينيَّة وضريحه في هضبة باسمه في اسطنبول سُميَّت تكريماً له بالقرن الذّهبي، عشقها الكاتب الفرنسي بيار جوليان فيّو الملقّب بيار لوتي (مواليد 1850م)، سمّاها في كتاباته “جبل أيّوب المُقدَّس”، ومِن ثمّ أُطلق عليها ” تلّة بيار لوتي”، اُطلاق اسمه على مقهىً كبيراً فيها، مزاراً للسُّيّاح وللمُثقفين. روايات فيّو بينها “راراهو” (1880م) أُعيد طبعها بعنوان “زواج لوتي” (1882م)، “رواية فارس” (1881م) حوادثها في السنغال، “شقيقي إيڤ” (1883م) يتحدّث فيها عن أخيه البحّار الذي نقل له حبّه للابحار… أهمّ أعماله روايته “أزياديه”، أحداثها في اسطنبول القديمة، يتّخذ بطل الرّواية، البحار الوسيم، لقب “عارف أفندي” للتقرّب مِن الفتاة التركيَّة المُسلمة التي أحبّها وفقدها، وهذا ما يبرّر قول لوتي إنّ “روحه نصفها شرقي”. انتهت قصته مع “أزياديه” بوفاتِها في غيابه، فواظبَ على زياراته إلى اسطنبول إلى قبرها في مقبرة “طوپ قپو Topkapı Sarayı قصور وقبور سلاطين الدَّولة العُثمانيَّة لأربعة قرون بين عامي 1465- 1856م”.
الصَّحافي المغدور «جمال خاشُگجي» يزور دارة اخته في مِنطقة أيّوب هذي.
http://www.3dmekanlar.com/ar/topkapi-palace.html
الحُسين ينعى شقيقه الحسَن (عليهما السّلام):
أأدهنُ رأسي أم أُطيب محاسني * ورأسكَ معفورٌ وأنتَ سليبُ
بُكائي طويلٌ والدُّموعُ غزيرةٌ * وأنتَ بعيدٌ والمزارُ قريبُ
غريبٌ وأطراف البيوت تحوطه * ألا كُلّ مَن تحت التُّراب غريبُ.
نظَّمت شُعبة المدارس الدِّينيَّة في العتبة الحُسينيَّة، ندوة قُرءانيَّة في كُليَّة التربية للعُلوم الانسانيَّة بجامعة كركوك.
اُخت قُدس العراق كركوك العراق المُصغر، بصرة الانفتاح الإنسانيَّة، اُمّ عراق الأعراق.
وهذه نور البصراويَّة تلبس السَّواد في مُحرم وتحرص على قراءة الإنجيل:
https://www.nasnews.com/نور-البصراوية-تلبس-السواد-في-محرم-وتحر/