23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

رمزية الصورة والحدث في قشرة الملح للقاص واثق الجلبي

رمزية الصورة والحدث في قشرة الملح للقاص واثق الجلبي

رمزية عالية تصل حد السريالية ، لغة شعرية ثرة غنية بدلالتها وعباراتها الحداثوية ، أسلوب قصصي فريد من نوعه جعل من فضاءات السرد واللغة عموده الفقري في بناء نصه الأدبي ، غياب للمكان والزمان ، وحضور كبير لخلجات النفس الإنسانية ومشاعرها بكل اضطراباتها ومدياتها ألا متناهية ، وانفعالاتها التراكمية ، هكذا بدت المجموعة القصصية قشرة الملح للقاص والشاعر واثق الجلبي التي صدرت عن دار ميزوبوتاميا، والتي احتوت على ثمانية وعشرون قصة قصيرة ، شغلت عالما خاص في فن القصة القصيرة ، عالما تجاوز فيه القاص اطر القصة التقليدي من بداية وعقدة وحل ،وقفز إلى ما هو ابعد من ذلك ، ليختزل ما يريد إيصاله إلى القارئ ، بلغة سردية جعلت من الرمزية بوصلتها ،والتي سعى من خلالها القاص إلى أن يكون حاضرا بين اسطرها كشاعر يمتلك لغة أدبية تزاوج بين ، المفردة والمعنى والرمز ، ليترك القارئ امام تساؤلات لانهاية لها ، في جدليات أزلية (الولادة والموت ، الخير والشر ، الفضيلة والرذيلة )،تلك الثوابت الفطرية التي تحكم حراكنا المرهون بقدرتنا على فهم الأشياء والتعامل معها ،لقد أجاد القاص واثق الجلبي بان يسافر بالقارئ إلى أقصى ما يمكن للنفس البشرية ان تصل إليه في مجاهيل الذات ، وأماط اللثام عن حقيقة الصراع القائم بين الأنا بكل ما تحمل من غرائز ورغبات وبين الآخر،عبر مجموعة من الرسائل المشفرة التي مكنها القاص من الإفصاح عن نفسها ،استقدمها من مثيولوجيا التراث والدين اللذان نشا بين كنفيهما ، عبر إسقاطات تاريخية تنم عن اطلاع واسع تمتع به القاص ، مكنه من وضع هذا العدد الكبير من الشخصيات التي لها مدلولاتها وحضورها في بيئتنا الفطرية الاجتماعية ، كلا حسب تأثيره الآني في هذا الحضور ، فلم تخلو قصة من جزئية تاريخية او دينية تمثل حضور لنبي او شاعر او شخصية أسطورية ، جعلها القاص جسرا عائما  ، وشاخص يستطيع القارئ من خلالهما التشبث ببعض خيوط الفكرة المراد إيصالها إليه ، فأستحضر كلكامش وروحه المضطربة الباحثة عن وهم الخلود ، وسليمان وسلطانه اللامتناهي ، وقابيل القاتل الأول ، وهابيل الضحية الأولى ، وموسى وعصاه رمز القوة المصطنعة  ، وابرهة الطغيان والجبروت ، وعلي بابا اللص المغامر ..تلك الأسماء التي شكلت جزء من ذاكرتنا الجمعية التي فرضتها علينا عوامل الانتماء والعقيدة ،لقد استحضرها القاص بوعي مثقف وإحساس شاعر ليجعلها تراتيل انشودة أرادها أن تصل إلى القارئ لتثير فيه القليل من الشجن والكثير من التساؤلات .

وقد افرد القاص واثق الجلبي في مجموعته قشرة الملح ، عدة قصص تناول فيها موضوع ذو أهمية كبيرة في حياتنا المعاصرة ،وسط هذه الفوضى الفكرية التي تعانيها مجتمعاتنا الإسلامية والإشكالية الحاصلة بين النص والتطبيق ، وبين مفهوم الإيمان ، ومعنى الكفر ،والصدق والرياء.. من خلال تناوله شخصية رجل الدين الذي أطلق عليه مصطلح (الشيخ) ، ليكون ممرا له أراد من خلاله إيصال أفكاره ورؤاه في هذا الموضوع المهم والخطير ،وذلك عبر تناوله عدة ثيمات حملت شيء من الفنتازيا والخيال كما في قصص (البلدة ، الرحيل ، اللقاء ، تعارف )، مستخدما لغة سردية كانت اقل وطأة وصعوبة على القارئ من باقي القصص التي احتوتها هذه المجموعة القصصية .. واعتقد إن السبب في هذا التحول لدى القاص جاء  لتجنب الوقوع في أي سوء فهم او التباس لدى القارئ ، نتيجة لحساسية الموضوع لدى مجتمعاتنا التي يشكل الدين جزء من حراكها اليومي.

قشرة الملح ، هي تجربة متميزة  في عالم القصة القصيرة ، حملت مجموعة من الثيمات لا تنتمي لمادياتنا التي تشكل محيطنا الانساني  ، بقدر انتماءها لعالم المشاعر والأحاسيس والانفعالات النفسية المسيطرة على ذلك الجزء المادي من حياتنا  .

رمزية الصورة والحدث في قشرة الملح للقاص واثق الجلبي
رمزية عالية تصل حد السريالية ، لغة شعرية ثرة غنية بدلالتها وعباراتها الحداثوية ، أسلوب قصصي فريد من نوعه جعل من فضاءات السرد واللغة عموده الفقري في بناء نصه الأدبي ، غياب للمكان والزمان ، وحضور كبير لخلجات النفس الإنسانية ومشاعرها بكل اضطراباتها ومدياتها ألا متناهية ، وانفعالاتها التراكمية ، هكذا بدت المجموعة القصصية قشرة الملح للقاص والشاعر واثق الجلبي التي صدرت عن دار ميزوبوتاميا، والتي احتوت على ثمانية وعشرون قصة قصيرة ، شغلت عالما خاص في فن القصة القصيرة ، عالما تجاوز فيه القاص اطر القصة التقليدي من بداية وعقدة وحل ،وقفز إلى ما هو ابعد من ذلك ، ليختزل ما يريد إيصاله إلى القارئ ، بلغة سردية جعلت من الرمزية بوصلتها ،والتي سعى من خلالها القاص إلى أن يكون حاضرا بين اسطرها كشاعر يمتلك لغة أدبية تزاوج بين ، المفردة والمعنى والرمز ، ليترك القارئ امام تساؤلات لانهاية لها ، في جدليات أزلية (الولادة والموت ، الخير والشر ، الفضيلة والرذيلة )،تلك الثوابت الفطرية التي تحكم حراكنا المرهون بقدرتنا على فهم الأشياء والتعامل معها ،لقد أجاد القاص واثق الجلبي بان يسافر بالقارئ إلى أقصى ما يمكن للنفس البشرية ان تصل إليه في مجاهيل الذات ، وأماط اللثام عن حقيقة الصراع القائم بين الأنا بكل ما تحمل من غرائز ورغبات وبين الآخر،عبر مجموعة من الرسائل المشفرة التي مكنها القاص من الإفصاح عن نفسها ،استقدمها من مثيولوجيا التراث والدين اللذان نشا بين كنفيهما ، عبر إسقاطات تاريخية تنم عن اطلاع واسع تمتع به القاص ، مكنه من وضع هذا العدد الكبير من الشخصيات التي لها مدلولاتها وحضورها في بيئتنا الفطرية الاجتماعية ، كلا حسب تأثيره الآني في هذا الحضور ، فلم تخلو قصة من جزئية تاريخية او دينية تمثل حضور لنبي او شاعر او شخصية أسطورية ، جعلها القاص جسرا عائما  ، وشاخص يستطيع القارئ من خلالهما التشبث ببعض خيوط الفكرة المراد إيصالها إليه ، فأستحضر كلكامش وروحه المضطربة الباحثة عن وهم الخلود ، وسليمان وسلطانه اللامتناهي ، وقابيل القاتل الأول ، وهابيل الضحية الأولى ، وموسى وعصاه رمز القوة المصطنعة  ، وابرهة الطغيان والجبروت ، وعلي بابا اللص المغامر ..تلك الأسماء التي شكلت جزء من ذاكرتنا الجمعية التي فرضتها علينا عوامل الانتماء والعقيدة ،لقد استحضرها القاص بوعي مثقف وإحساس شاعر ليجعلها تراتيل انشودة أرادها أن تصل إلى القارئ لتثير فيه القليل من الشجن والكثير من التساؤلات .

وقد افرد القاص واثق الجلبي في مجموعته قشرة الملح ، عدة قصص تناول فيها موضوع ذو أهمية كبيرة في حياتنا المعاصرة ،وسط هذه الفوضى الفكرية التي تعانيها مجتمعاتنا الإسلامية والإشكالية الحاصلة بين النص والتطبيق ، وبين مفهوم الإيمان ، ومعنى الكفر ،والصدق والرياء.. من خلال تناوله شخصية رجل الدين الذي أطلق عليه مصطلح (الشيخ) ، ليكون ممرا له أراد من خلاله إيصال أفكاره ورؤاه في هذا الموضوع المهم والخطير ،وذلك عبر تناوله عدة ثيمات حملت شيء من الفنتازيا والخيال كما في قصص (البلدة ، الرحيل ، اللقاء ، تعارف )، مستخدما لغة سردية كانت اقل وطأة وصعوبة على القارئ من باقي القصص التي احتوتها هذه المجموعة القصصية .. واعتقد إن السبب في هذا التحول لدى القاص جاء  لتجنب الوقوع في أي سوء فهم او التباس لدى القارئ ، نتيجة لحساسية الموضوع لدى مجتمعاتنا التي يشكل الدين جزء من حراكها اليومي.

قشرة الملح ، هي تجربة متميزة  في عالم القصة القصيرة ، حملت مجموعة من الثيمات لا تنتمي لمادياتنا التي تشكل محيطنا الانساني  ، بقدر انتماءها لعالم المشاعر والأحاسيس والانفعالات النفسية المسيطرة على ذلك الجزء المادي من حياتنا  .