لعبة الرمح رياضة تقليدية قديمة وهي ضمن العاب القوى ومن يمارسها يستخدم القوة الناتجة عن الدوران والتحوّل والدفع التي تنتقل الى الرمح بتأثير الجسم والذراع ولاعب الرمح يعدوا سريعا لمسافة 30 م وعندما يصل الى موضع الرمي يبادر في ابطاء عدوه بينما يتراجع الذراع والكتف الى حاملان الرمح باقصى حد للخلف وستدارة عنيفة وبدفعه قوية بالجذع والذراع يلقي المتسابق الرمح ، وهو مصنوع من الخشب ويكون طرفه منتهيا بقطعة معدنية مدببه ويبلغ طوله 2،60 م ويصل وزنه 800 غرام .
هذه المقدمة لرياضة الرمح التي حصل فيها العراق على بطولة العالم للمعاقين وبالخصوص لرماة الرمح من قصار القامة .
وقد حصد هذا الانجاز للعراق ابن الناصرية اللاعب احمد غني ( الملقب فليطح ) في منطقته كونه مثابرا على التدريب . وبدا احمد غني الذي طوله ( 100 سم) حياته مع الرياضة عندما جلب ادوات لرفع الاثقال في بيته واخذ يترب عليها ومن ثم ذهب الى مركز الناصرية للتدريب مع اتحاد المعاقين وكانت رئيسة الاتحاد كوثر علي تشرف على الاتحاد وعندما رأت احمدا مثابرا اتصلت بالاتحاد المركزي وضمته ضمن العاب البارالمبية وتدرب على رمي الرمح لقصار القامة مع زميليه كوفان حسن من دهوك وولدان نزار من الحلة واول معسكر دخله فليطح في فندق شيراتون ببغداد وبعدها قال له المدرب كريم عبيس انت ماتفيد الفريق فعليك مغادرة المعسكر الى اهلك … وعاد الى بيته واصيب بحالة نفسيه حادة وبعدها هوّن على نفسه وحصل على رمح من المدرب محمد ريحان وبقي يدرب في مدينته البطحاء بدون أي مدرب ولمدة 6 أشهر وبعدها شارك في بطولة المنطقة الوسطى التي اقيمت في النجف الاشرف وشارك بها ولدان وجراح ووريا وتفوّق فليطح على كوفان برقم 35م واعتبرت له الانطلاقة الاولى حيث اتصل به المدرب احمد صاحب الرماحي من النجف وتم استدعاؤه للمنتخب الوطني العراقي وشارك في اول بطولة خارجية في الكويت وكسر الرقم العالمي 40،47 م ورمى 40،75 م .
ومن ثم مثّل العراق في عدة بطولات خارجية في جيكسلوفاكيا 2011 وحصل على المركز الثالث على العالم وفي بطولة الامارات ايضا المركز الثالث على اسيا .
وحصل العراق على الوسام الفضي في بطولة لندن برمي الرمح لقصار القامة عن طريق اللاعب احمد غني بعد سجل رقما قدره 43،27 م في افضل محاولاته الست ليحصد المركز الثاني بينما حصل اللاعب الصيني على الوسام الذهبي وسجل رقما قدره 47،95م .
.وكان لاعب العراق احمد غني بطل العالم وحامل الرقم العالمي في رمي الرمح لقصار القامة خير ممثل لبلاده في جميع البطولات التي المحلية والعربية والدولية التي اشترك بها .
مع كل هذه الانجازات التي حققها هذا اللاعب للعراق ولمدينته الناصرية ولكنه يعاني من شظف العيش وهو يبيع الخضراوات في بسطيه باحد اسواق البطحاء كونه متزوج وله طفل ولم يحصل على تعيين او تكريم يستطيع من خلاله مواصلة مشواره التدربي وتطوير قابلياته وعندما عاد من لندن بالوسام الفضي للعراق لم يستقبله أي مسؤول سوى تكريم رئيس مجلس النواب لجميع اعضاء وفد البارالمبية ..اما في مدينته الناصرية فقد وضع المسؤولون جميعا القطن في اذانهم من اجل عدم سماع انجازات هذه البطل العالمي الذي رفع اسم العراق في المحافل الدولية مع العلم ان العلم الذي كان يرفعه دائما اطول منه ..
وهكذا بقي لاعب العراق بالرمح احمد غني مثابرا على التدربي كونه يحب هذه اللعبة وضحى من اجلها ويطمح الان المشاركة في بطولات اخرى لكي يحقق نتائج اخرى تليق بسمعة الرياضة العراقية ..ويؤكد فليطح بان رمحه سيبقى يهز لندن وأي دولة اخرى سيشارك بها .
فليطح يعود بأوسمة الذهب للعراق بالألعاب الرياضية وطوله متر واحد ..بينما تصرف المليارات على العاب اخرى يعود لاعبوها بالفشل والخذلان كون المجاملة والمحاباة عنوان المشاركة لهم..
ويبقى رمح فليطح الذهبي تاريخا ناصعا لرياضة العراق الجديد .