23 ديسمبر، 2024 3:43 ص

رمتني بِدائها وانسلت

رمتني بِدائها وانسلت

احد الامثال العربية الشائعة و المتدوالة بين عامة الناس، والمراد منه؛ هو ان يعيب الانسان على اخيه بعيب هو فيه، ولهذا تجده يرمي الاخرين بالعيب لكي يبريء نفسه مما هو فيه.

بعد مجيء ولي الامر، لِحُكام العرب عامة والخليج خاصة دونالد ترامب “رئيس الولايات المتحدة الامريكية” الى منطقة الخليج وبالتحديد المملكة العربية السعودية، وعقد مؤتمر القمة العربية الاسلامية الامريكية في الرياض، وما نتج عن هذه القمة من سيناريوهات قد اعدت سلفاً، من قِبل دونالد ترامب، كان نتاج هذه القمة هو الخروج بعدة ملفات من اهمها قضية مكافحة الارهاب وتجفيف منابعة!.
الذي يهمني ما في الامر هو ، ان من يرعى الارهاب فِكرياً وعقائدياً ويدعمه دعماً مادياً ويضفي له الصبغة الشرعية تجده يتهم غيره بالارهاب، وفي الواقع تجد كلاهما داعم للارهاب، “غراب يقول لغراب وجهك اسود وكلاهما اسودان”، والشواهد على دعمهما للمجاميع المتطرفة كثيرة على ذلك فما جرى في العراق والمنطقة خير دليل، وهذا ما فعلته المملكة السعودية مع قطر باتهامها لها بما يتعلق بمسألة الارهاب، لكي تبريء ساحتها من الارهاب، بعد ان تم تضييق الخناق على المملكة من قِبل ولاة امرها “الامريكان” وبرعاية العم “دونالد ترامب” عراب اللعبة.

عالم السياسة فيه الكثير من المفارقات والمتناقضات يجتمعنة معاً، اشبه بالشيء الذي يجعلك تفرح وتحزن في الامر ذاته وفي آن واحد، فلنستشهد ببعض الامثلة على هذا النحو، فالدول العظمى كالإدارة الامريكية على سبيل المثال التي تدعو الى الحرية وترسيخ الديمُقراطية والتعايش السلمي ونبض العنف، تجدها بالمقابل تذبح شعوباً كاملة بقرار ظالم وجائر، ومن الامثلة الاخرى ايضاً في هذا الصدد الصهيونية “اسرائيل” التي تدعو المجتمع الدولي الى مكافحة التطرف والقضاء على المجاميع المسلحة وفرض عقوبات شديدة على الدول المنتجة لسلاح النووي، فبالمقابل تجدها تجند الآلآف لدس اسفين الفرقة بين الشعوب عن طريق عملائها “المرتزقة” المنتشرون في العالم، وبنفس الوقت انها تمتلك اضخم ترسانة نووية في المنطقة ان لم نقل في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية!.

حُصرت قطر سياسياً واقتصادياً بسبب سياستها كما فُعل بالعراق سابقاً بسبب سلاح الدمار الشامل من قِبل اشقائهم في العِرق والدين وهذه هي عادة الاشقاء العرب، لم يكن حصارهم هذا شعوراً بالمسؤولية تجاه الامتين العربية والاسلامية او لِإزالة حاكم ظالم ظلمَ شعبه، وانما من اجل ارضاء ولاة الامر “الامريكان” لتنفيذ اجندات قد فُرضت عليهم وما على الرعية الا بِاطاعة ولاتها المتمثلة بالادارة الامريكية، بذريعة بان قطر تتدخل في الشأن الداخلي للبلدان وداعمة للمجاميع الارهابية وهذا لاخلاف عليه، ولكن بالمقابل وكان السعودية بمعزل عن هذا الامر التي تعتبر هي مركز الافتاء والغطاء الشرعي لكل المجاميع المتطرفة ابتداءاً بالقاعدة وباقي جميع الحركات انتهاءاً بداعش الحالي، والسيناريو لم ينتهي بعد بسبب استمرار فتاواهم ومشايخهم مشايخ السواء التي تصدح حناجرهم بالحقد والعداء واقصاء الاخر بشتى السُبل.