23 ديسمبر، 2024 5:45 ص

رمتني بدائها وانسلت

رمتني بدائها وانسلت

من الأمثال العربية المعروفة هي قول : رمتني بدائها وانسلت ، وهو مثل يضرب لمن يريد أن يعير صاحبه بعيب هو فيه ، فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به ، ويخرج نفسه من القضية كأن لم يكن هناك شئ ، هذا المثل تذكرته عندما سمعت احد الشخصيات البارزة في الحكومة العراقية ، وهو يتوعد بالقصاص من الذين ساهموا في تدمير العراق ، ويخصص المحافظات الغربية ، وتناسى تلك اللحظات التي جرت في مخيمات الاعتصام في الانبار ، ومن كان يتفاوض معهم ؟ ومن هو الذي وافق على تلك البنود التي وضعوها أصحاب المخيمات وكانت 13 بندا ، منها انسحاب القوات المسلحة والشرطة من المدينة ، وتعيين عشرة آلاف شرطي في المحافظة ؟ وتقديم مليار دولار بدل تعويضات لأهالي الأنبار ؟ وكانت الموافقة على أغلبها من قبل الحكومة المفاوضة ، وكل ذلك وهو يقول : أن داعش جاءت من ساحات الاعتصام ؟ من أين لك هذه المعلومة ؟ ومتى كانت داعش تؤمن بالاعتصام والمظاهرات ، ألم تقل أن داعش ومن معها لايعرفون سوى لغة القتل والسلاح ؟!!! فكيف عرفوا لغة الاعتصام ؟ وكانت الحدود مع سوريا مغلقة وتوجد جدران كونكريتية واسلاك شائكه، وخندق حفرته الحكومة الموقرة على طول الحدود بالإضافة إلى حرس الحدود مع سوريا ، فمن أين دخلت داعش ووصلت إلى الفلوجة التي تبعد عن الحدود 400 كم ، والذي يقطع كل هذه المسافات الطويله ويصل إلى الفلوجة ، الايستطيع إسقاط بغداد بساعة واحدة ؟ ، واليوم ماهذا الترنم بكلمات رنانه ، وتبين الحرص على العراق ، إذ أين كانت هذه المواعيد خلال ثمان سنوات ، وانتم على رأس الهرم ، ماذا جنينا منها سوى سقوط الأنبار ، نينوى ، صلاح الدين ، والجريمة العظمى هي سبايكر ، ماذا نسميها هذه السنوات ؟ هل هي سنين عجاف ؟ ام سنين رفاهية وتطوير ؟ ام سنين مأساة إنسانية واحزان في كل بيت من بيوت بلدي الجريح ، فلا نترنم ونتبختر بأننا نحن فقط ، وغيرنا لم يكن شئ يذكر ، والمقارنة واضحة بين الأمس واليوم ، بالأمس يعم الحزن والأسى في بلدي للأسباب التي ذكرت ، واليوم فرح رغم الدماء التي سالت ولبت نداء الجهاد في سبيل تحقيق الانتصار وتحرير الأرض من شر أقبح تيار تكفيري ، وسقطت دولة الخرافة.