23 ديسمبر، 2024 7:42 ص

ركوب الموجة في مشاريع الإصلاح لقتل المشروع الوطني

ركوب الموجة في مشاريع الإصلاح لقتل المشروع الوطني

سندخل إلى مقالنا هذا من باب مدينة العلم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وسنظل متنقلين بين كلماته لنحكم على ما يجري وما يتم طرحه من حلول أو مشاريع إصلاحية لإصلاح الوضع العراقي ووقف التدهور الحاصل فيه ووضعه من جديد على الطريق الصحيح ، وإبتداءً يرشدنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى أمر في غاية الأهمية بقوله (عَجِبتُ لِمَن يَتصّدى لإصلاح الناس ، ونفسُه أشَدُّ شيءٍ فساداً فلا يُصلِحُها ويتعاطى إصلاحَ غيرِه ! ) فهي بديهية يجب أن نعرفها إن فاقد الشيء لا يعطيه ، وأنه لا يملك وسائل الإصلاح ولا يسعى لإمتلاكها لأن الإصلاح الحقيقي يعني إجتثاثه هو أيضاً . وهذه نقطة مهمة ومؤشر للحكم على مدى جدية ما يطرح من مشاريع أو حراك بإسم الإصلاح . وننتقل لأمر آخر وقد شخصه لنا أيضاً أمير المؤمنين بقوله ( شَرُّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلاْشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً ، وَمَنْ شَرِكَهُمْ فِي الاْثَامِ ، فَلاَ يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً ، فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الاْثَمَةِ ، وَإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَنَفَاذِهِمْ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَأَوْزَارِهِمْ وَ آثَامِهِمْ ، مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ ، وَلاَ آثِماً عَلَى إِثْمِهِ ، أُولئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَؤُونَةً ، وَأَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً ، وَأَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً ، وَأَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً ، فَاتَّخِذْ أُولئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وَحَفَلاَتِكَ ، ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ ، وأَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيَما يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللهُ لاِوْلِيَائِهِ ، وَاقِعاً ذلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ. ) وعندما نعكس هذا الكلام على الواقع العراقي نجد أن الحراك هذه الأيام لإستبدال الوجوه وليس لإستبدال التوجه وهو أمر ترقيعي أو بالأحرى هو عملية خداع للناس وضحك على الذقون ومسايرة للموجة وركوب لها وذر الرماد في العيون لكي تعمى عن رؤية الحقيقة وهي بقاء الفساد والكتل والتوجهات الفاسدة بأقنعة جديدة بدل الأقنعة القديمة البالية . ونعتقد أن أهم الأسباب التي دعت الكثير من الجهات السياسية للدعوة للإصلاح هو التعتيم على المشروع الوطني الإصلاحي الحقيقي الذي طرحه المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني وهو مشروع خلاص والذي كانت من أهم بنوده (3 – حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان .
4 – يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .
5 – يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب ) . ومن هنا نرى أنه لا خلاص للشعب العراقي من أزماته المتعاقبة ومن محنته المستمرة إلا بتبني المشاريع الوطنية الحقيقية والإبتعاد عن الحركات الإنتهازية ذات الزوبعة الإعلامية لغرض الوصول بالشعب والوطن إلى بر الأمان