7 أبريل، 2024 9:12 ص
Search
Close this search box.

رقص الافاعي وحوار الألف عام !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يستطع السيد الكاظمي ان يصبر أكثر كي يعلن عن فلسفته في قيادة المرحلة ، التي تمثلت ، أي فلسفته السياسية ، في مقولتين في فلسفة السياسة على الطريقة العراقية .
المقولة الاولى ” الف عام من الحوار ولادقيقة مواجهة ” وعلينا أن نبصم له بالعشرين بشرط ان يكون في مواجهة خصوم يتبنون مبدأ الحوار للوصول الى حلول للازمات . الواقع يقول ان مثل هذه الفلسفة في مواجهة خصوم لايفهمون غير لغة السلاح وامتلاك الحقيقة المطلقة ، ليست سوى تسويفاً ورسالتين الواحدة أتعس من الأخرى في معناها ومبناها.
الاولى الى الفصائل المسلحة والسلاح الخارج عن خدمة الدولة تقول ” ابشروا وهللوا فقد جاءكم فرج المائة عام من الحوار بعد ان كنتم تعدّون العدة والعدد للمواجهة ، وبذلك كفاكم الكاظمي شر هذه المواجهة وفتح امامكم ابواباً مشرعة للعمل على المرتاح !
الثانية للجمهور المنتظر من السيد الكاظمي الفرج والتفريج تقول، إن لاحل قريب في الافق وعليكم انتظار نتائج حوار الالف عام ، ففيها الحلول وطرق الخروج من المأزق الذي نخوض فيه وبه معاً ..مذكراً إياهم بشهرزاد التي انقذت نساء البلاد بقصص الالف ليلة وليلة ، وعلينا ان نستفيد من تجارب الاقدمين الناجحة . وانا احيل هذا الجمهور الى قراءة رواية ” مائة عام من العزلة ” للروائي الكولومبي الراحل غابريل ماركيز ، ففيها ، عبرة لمن اعتبر عن تلك المواجهات التاريخية من ثوار حقيقيين لصناعة وطن على مقاسات الكرامة والاحترام ، لكني احيل السيد الكاظمي ايضا الى رواية ” الفا وعام من الحنين ” للروائي الجزائري رشيد بو جودرة، التي غاص فيها بتجليات الماضي والحاضر ليصل الى نتيجة مفادها، صيانة الهوية الوطنية شرط رئيس لأي مشروع حضاري..
فتكون بذلك قراءة هذه الألفيات على منحنياتها مفيدة لأطراف النزاع الذي سينعقد حوارهم تحت شعار ” الالف ميل يبدا بخطوة واحدة ” !
إما مقولة الرقص فوق رؤوس الافاعي ، فما هو موجبها ومحتواها الحقيقي غير التلاعب بالألفاظ لتسويق خطاب ملتبس ، فالرقص عادة إما على المسرح القائم على مبدأ الايهام أو في السيرك القائم على مبدأ الادهاش ، وفي كلتا الحالتين فان الوضع العراقي ليس بحاجة لا لرقص ايهامي ولا لرقص ادهاشي فالكل ترقص والحمد لله !
من الانصاف القول ان السيد الكاظمي يمور داخله بالنوايا الحسنة والامنيات ويرتجي ان ينهض يوما من نومه ليرى العراق على الشاكلة الفرنسية او البريطانية احتراما للعلاقات التاريخية مع الانكليز ، ويجد نفسه يحتسي القهوة او الشاي في مقهى شعبي بشارع السعدون متأملا في الناس وهم يحيونه بخفة وعدم اكتراث ، لكن في السياسة المئات من النوايا الحسنة تقود الى الجحيم !!
كنت من اكثر المتحمسين للكاظمي ، وبنيت اهرامأ من ” الاحلام ” ! على مجيئه وقلت كما قال غيري من اصحاب النوايا الحسنة ” ها ربما اتى الفرج ولو متأخراً” لكني وجدت نفسي ومع الآخرين كالجالسين على سطح سفينة نبحث عن طريق للنجاة ( مع الاعتذار للراحل القباني على تحوير من طرازالنوايا الحسنة ) !
سيادة رئيس الوزراء المحترم ..بدون فذلكة ولا المدح الذي يشبه الذم ، اقول لك ..بل ونقول لك ..العراق يحتاج الى فلسفة سياسية من نوع آخر .. سيادة الرئيس ..
لم تعد السياسات القديمة نافعة ولا القائمة على الرقص وحوارات الالف عام ..نحتاج الى..
فلسفة تقوم على هيبة الدولة دون أخذ الإذن من الآخرين ..
فلسفة تقوم على فرض القانون على رئيس الجمهورية حتى المتسول في الشارع..
فلسفة بناء الدولة المؤسساتية الصحيحة ..
فلسفة محاربة حيتان الفساد واعادة اموال العراق وليس اصطياد “الزوري ” ذراً ” للرماد..
فلسفة الدولة والدولة وحدها من حقها حمل السلاح وانت القائد العام للقوات المسلحة ..واي سلاح خارج قواتك اهانة للدولة كلّها ..
مع الاحترام والتقدير ..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب