بين الفنية والأخرى عودنا مقتدى الصدر على الظهور بشيء جديد وبإطلالة جديدة ( بالعراقي طلعة جديدة ) ولكن هذه المرة طلعة مغايرة تماما لما كان متوقع وهي بنفس لو كان صادقا فيها وسوف يستمر على هذا قراره سوف تحل الراحة على الشعب العراقي من وجع الرأس الذي دائما ما كان يسببه مقتدى له , قرار اعتزال السياسية الذي اتخذه مقتدى الصدر هل يا ترى جاء نتيجة قرار شخصي أو هناك من أشار عليه باتخاذ هذا القرار ؟ وما هو الداعي والسبب الحقيقي الذي يقف وراء اتخاذ هذا القرار ؟؟ لو كان القرار شخصي يعني مقتدى الصدر ( صفن بينه وبين نفسه ) واتخذه فما هو السبب هل هو رأى في نفسه عدم القدرة والإمكانية وعدم توفر شروط القائد السياسي في نفسه ؟ أم انه يرى نفسه شخصية سياسية متكاملة ؟ لو كان غير كفوء فلماذا ادخل نفسه وأدخل الناس التي تتبعه في متاهة السياسة التي لأترحم وكانت محصلتها النهائية هي الفشل الذريع والخذلان الواضح له ولأتباعه , بالإضافة إلى ما جلبه للشعب العراقي من آلام وويلات فكل قراراته السياسية كانت ضد الشعب وليس لصالحه ومن أمثلتها تأجيل التظاهرات الشعبية ضد الحكومة في 25 شباط لمدة ستة اشهر وبعدها أمر بالخروج في مسيرات شكر للحكومة على انجازات لم تحقق مطلقا , ومشروعه الإلهي بسحب الثقة الذي تنازل عنه في النهاية , إدخاله الشعب في العراقي في حرب طائفية وبعد ذلك الحرب الأهلية في الجنوب مع قوات الجيش والشرطة هذه جملة بسيطة جدا جدا من قراراته وانجازاته السياسية وكل تلك الفترة المنصرمة يتصور نفسه سياسي ولكن في النهاية يجد نفسه غير سياسي ويقرر الاعتزال . أما انه يجد نفسه سياسيا محنكا أو سياسي على المستوى المتوسط فلماذا قرر الاعتزال ؟ هل يريد أن يحرم الشعب من حنكته السياسية ؟ أو انه يريد أن يرى مدى شعبيته عند الشعب العراقي , الظاهر انه تصور عند اتخاذه هكذا قرار سوف يخرج الشعب بتظاهرات واسعة تطالبه بالعزوف والتراجع عن هذا القرار : شاب يحمل لافته يقول لو اعتزلت انتحر , وشابه تحمل لافته تقول ابقي أرجوك مقتدى بحبك , شباب يهتفون ( مقتدى العراق يصبح مظلما … ) , بالفعل أن هذا القرار قد أشعر الناس بالانزعاج لأنها سوف تفتقد تصريحاته المضحكة التي كلما شاهد الشعب إحداها ضحك بكل جوارحه , نعم سوف يفتقد الشعب لهذه التصريحات التي تجعله دائما يضحك وعيونه تفيض من الدمع جراء الضحك , ولكن بنفس الوقت سوف يتخلص من تدخلاتك المزعجة في شأنه وتقرير مصيره ولسان حال الشعب يقول : ( كلعة بلا رجعة ) أو ( سبع حجارات وراك ) أو ( طسيس وداعت بليس ) . نرجع إلى التساؤل الثاني وهو هل هناك من أشار عليه بالاعتزال ؟ وهو مرجح أيضا لان كل السياسيين وحتى اللجنة السياسية التابعة لمكتبه لم ترى فيه الكفاءة السياسية ولم تجد فيه القائد الروحي الحقيقي الذي يعطي الحلول الناجعة كلما تطلب الأمر , وهناك مبرراً آخر لهذا الأعتكاف يطلقه بعض أُلئك المغرر بهم ، كما في قول أحد أتباعه ومريديه في إحدى غرف الفيسبوك ( … سيد مقتدى ان خاطب اتباعه بأنه سيعتزلهم كنوع من التربية الاجتماعية ومعبراً على عدم قبوله بما حدث علما انه نبههم كثيرا لاحداث سابقة وهذا فهمه التيار على ضرورة الالتزام التام باوامر قيادته … ) أي أن أعتكافه سبق وأن نوه عنه الرفيق مقتدى لأتباعه وأن هذا الأعتكاف المفاجيء لم يأت من نتيجة فشله وفشل تياره على الساحة السياسية العراقية ، مضافاً للمفاسد والجرائم التي إرتكبها تياره بحق الشعب ، لذلك هو تناسى هذه الجرائم والمفاسد وأراد أن يربي أتباعه التربية الأخلاقية والروحية كما ذُكِرْ ، ويستطرد هذا التابع ( … اما مسألة الاعتكاف فهذا نهج من زمن السيد الشهيد وهي اخر 10 ايام من رمضان والسيد مقتدى الصدر متمسك بهذا النهج … الآن السيد يعرف جيدا ان تدخله بقوة يؤدي الى سفك دماء اكثر وهو منتظر الشعب ليتحرك لا ان يقولوا دائما ان التيار يريد قتل الناس …) خلاصة هذا يسمى : عذر أقبح من فعل ، لم يعرف عن السيد محمد صادق الصدر ( قدس ) أنه من أهل الأعتكافات أو من أربابها وهؤلاء الهمج ينسبون للسيد الشهيد ما ليس فيه من أجل تبرير وتحديد موقف الرفيق القائد مقتدى ، علماً لم نسمع لامن الرفيق القائد ولا من مكتبه أنه إعتكف إلتزاماً منه بنهج السيد الوالد ( كما يسميه الرفيق نفسه ) وإذا كان فعلاً الرفيق القائد ملتزماً بهذا النهج !! فلماذا لم نسمع عنه أنه إعتكف إلتزاماً منه بهذا النهج ! خلال السنين المنصرمة … أم أنه لم تكن هناك 10 أيام أواخر ولم يكن فيها شهر رمضان ؟ ألم نقل إنه عذر أقبح من فعل !! إذاً سواء كان إعتكافه بقرار شخصي أو بإشارة من جهة أخرى ، فهو كان فاشلاً بالعملية السياسية ولم يكن سياسي ولم يصل حتى لمستوى الحرف ( س) في كلمة سياسي ووجد نفسه دائماً عرضة للسخرية من قبل الآخرين لذلك قرر الهرب من السياسة وليس الاعتزال , ونحن نقول للرفيق مقتدى : ( رحت وأرحت الشعب برواحك )
وهذا الأمر الوحيد الصحيح الذي فعلته بحياتك السياسية يمكن للشعب أن يشكرك عليه ….