7 أبريل، 2024 4:02 م
Search
Close this search box.

رفقا ًبالقضاء العراقي ياسادة

Facebook
Twitter
LinkedIn

تتعرض اليوم المؤسسة القضائية  الى حملة شعواء على ثلاث مستويات مهمة وذات ثقل في الساحة الاجتماعية والسياسية العراقية . أولى هذه المستويات هو السلطة التشريعة والهجوم الشرس من قبل بعض اعضائة في كل مناسبة وذلك بتوجيه تهم مختلفة تارة بحق بعض القضاة وتارة إخرى بحق المؤسسة برمتها،
وقد نتفق مع بعض التصريحات من حيث وجود فساد في بعض حلقات القضاء العراقي ولكن ليس من المنطقي ان نتهم مؤسسة كاملة لوجود بعض الحلقات الفاسدة أو أن نعمم حالة الفساد على كل مفاصل المؤسسة القضائية العراقية والتي حافظت الى اليوم على درجة كبيرة من المهنية والابتعاد عن التجاذبات السياسية والتي تحدث هنا وهناك.
لكن لنسأل إنفسنا : هل ان افراد القضاء العراقي منزهون بالمطلق ؟ الجواب :انهم بشر وهم من ابناء المجتمع العراقي ولهم أصدقاء وأقرباء ولهم صلات اجتماعية وعلاقات سياسية مع هذا السياسي وذاك المسؤول .
هم أذاً يخضعون بشكل أو بأخر الى تأثيرات هذه المنظومة الاجتماعية والسياسية التي تحيط بهم ، فهم أولاً وأخيراً أحد افراد هذه المنظومة .ولكن الى اي مدى يكون هذا التأثير ، أعتقد جازماً أنه محدود ولايؤدي الى قرارات تحمل طابع هذا التأثير السلبي.
بعض رجال البرلمان والسياسة  يحكمون عى القرارات التي تصدر من القضاء بمسحة عاطفيةً أو بدوافع اثنية او قومية أو مذهبية وبذلك، فإذا كان القرار لصالح جهة ما ، فأن القضاء عادل وإذا كان العكس فأن القضاء يكون مسيس وبالتالي  يقع القضاء تحت تاثير هذا الاحكام العشوائية التي تصدر من هنا وهناك.
المستوى الثاني من الهجوم القاسي والشرس من قبل الاعلام العراقي.وانا بتقديري ان هذا المستوى من الهجوم ممكن أن يؤدي الى نتائج سلبية في المستقبل يتعلق بزعزعة  ثقة الناس بالمؤسسة القضائية ،فمع تكرار النقد وابراز السلبيات وبشكل مستمر سواء في الاعلام المطبوع أو المسموع أو المرئي أو في الصحف الالكترونية  يخلق رأياً سلبياً عاماً تجاه هذه المؤسسة . وأذكر هنا مثلا:  ذات  يوم كنت في ضيافة أحد القضاة العراقيين ، وحضر أحد الصحفين المعروفين ومعه ملفاً خطيرا يتعلق بالقضاء العراقي ، وكان هذا الصحفي متحمساً جدا لتناول هذا الموضوع عبر وسائل الاعلام العراقي محشداً معه العشرات من الاقلام الصحفية العراقية  للمساهمة في شن حملة كبيرة ومرتبة على المؤسسة القضائية وشخوصها.
مضيفنا القاضي:  قال بالحرف الواحد مخاطباً هذا الصحفي إذا كنت تحب وطنك وتحب أن يكون فيها قضاءأ عادلاً عليك الرفق بهذه المؤسسة ،وان تكتب لها وتجنب ان تكتب ضدها ، وقال لابد ان يلمس الناس في هذا البلد ان مؤسستهم القضائية مستقلة وعادلة .
المستوى الثالث من الهجوم هو من نفس المؤسسة القضائية فهناك تجاذبات واسعة وكبيرة بين افراد القضاء العراقي ادى الى خلق جو غير طيب ومشحون بين افراده. لذا ادعو من هذا المنبر الى الوقوف مع المؤسسة القضائية العراقية ودعمها اعلامياً وتشريعياً ومادياً وتوفير الحماية اللازمة وتهيئة أجواء نفسية هادئة للقضاة العراقيون واستحداث دائرة في مجلس القضاء الاعلى تتولى حل ومتابعة القضايا ومتعلقات القضاة في حياتهم الخاصة مثلا : لايجب على القاضي مراجعة الدوائر الاخرى لانجاز بعض المتعلقات الشخصية ولايجب على القاضي الوقوف في طوابير معينة.
لابد ان يمنح اجازة سنوية جيدة يمكنه استغلالها لغرض الاستجمام في اي بلد يرغب.
لابد ان ان نتأمل الف مرة قبل مسائلة اي قاضي لاننا ان فعلنا ذلك سنؤسس لِسِنةً غير جيدة ستطال الاخرين وتجعل  لأذرع المؤسسة التنفيذية اليد الطولى في الضغط على افراد القضاء.
لابد من توفير حماية كافية وسيارة أمنة وبيت جيد ومناسب وحياة مترفة لكل قاضي لاجل تحصينه وحمايته لانه ثروة وطنية واجتماعية مهمة.
انني اناشد من كل قلبي السيد مدحت المحمود كصحفي عراقي واكاديمي ان يهتم بأفراد القضاء العراقي وهو الشخص الذي كما يصفه بعض القضاة بأنه مفخرة للقضاء العراقي من حيث علميته. وللحديث بقية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب