23 ديسمبر، 2024 11:38 ص

رفقا بهذا الشعب ايها الساسة … 

رفقا بهذا الشعب ايها الساسة … 

من جديد يشهد المشهد السياسي تصعيدا في حدة التصريحات من قبل بعض الاطراف السياسية المتصدرة فيه ولكن بنبرة مختلفة هذه المرة متخذةً شكل التملص من مسؤولية الاخفاق الواضح في ادارة مؤسسات الدولة خاصةً ما يتعلق منها بلمفات الامن والخدمات والقاء اللوم على بعض الكتل السياسية والاحزاب المساهمة  في الحكومة لعرقلتها أهم المشاريع الاستراتيجية مثل قانون البنى التحتية والبطاقة التموينية وبناء المستشفيات المتطورة وغيرها من  المشاريع المهمة الاخرى , ولانستطيع ان نجرد توقيت طرح هذه الامور بهذه الطريقة من دوافعها السياسية التي تحمل في طياتها اغراض انتخابية لا سيما واننا اصبحنا على مقربة من انتخابات مجلس النواب المفترض اجراؤها مطلع العام المقبل ويبدو ان من اهم اسباب  تلك الحدة في الكلام هو ما جاءت به نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي شكلت بالنسبة الى البعض مفاجئة غير متوقعة , متمثلة بالتحول الطفيف في اتجاه بوصلة الناخب العراقي نحو احداث تغيير قد تتكتمل صورته في انتخابات مجلس النواب المقبلة اذا ما بقي الحال على ماهو عليه , ان التجارب السابقة في كيفية تعامل بعض الكتل السياسية والأحزاب الممثلة في الحكومة باعلى المستويات تفيد بأنه وكل ما اشتدت الازمات عمد البعض على اقحام الشارع العراقي كوسيلة ضغط باتجاه الوصول الى تحقيق مكاسب سياسية معينة وكل يدعي عمقا استراتجيا جماهيريا يكسبه شرعية  من خلال تمثيله لهذه الشريحة او تلك  غير مبالين بحراجة ما  تؤول اليه الامور وما يرافق ذلك من تدهور امني واحتقان شعبي طائفي سياسي بين المكونات لابل حتى بين صفوف المكون الواحد وهذا ما بات يلوح بالافق بعد التهديد بفضح ملفات سميت بالخطيرة متعلقة بمعاناة الانسان العراقي فبعد ثمان سنوات اكتشفنا اليوم ان المعلومات التي تصل الى الحكومة بخصوص الكهرباء وساعات التجهيز كاذبة واليوم ايضا اكتشفنا ان قانون البنى التحتية والمدارس والمطارات قد عطل من قبل كتلة بعينها واليوم اكتشفنا ان بناء المستشفيات المتطورة التي يعالج بها المرضى قد عرقلت بسبب انتهازية اشخاص بعينهم … وكاننا اليوم نعاني ولم يمض على عمر الحكومة سوى اشهر وبوادر الفشل لم تزل في طور التكوين الاولي لذا تتطلب العلاج المبكر… ؟  والسؤال هنا لماذا الان صار الحديث يدور بهذه الشاكلة واذا كانت هناك مشاكل بهذا الحجم لماذا تعالج بمشاكل اخرى وكأنه موضوع تحدي شخصي واين تقديم التنازلات والنزول عند مصلحة الشعب ثم اذا كانت يد الحكومة مغلولة لماذا لايصار الى معالجة جذرية تطلق يدها في تنفيذ برامجها الخدمية ومشاريعها الاستثمارية من خلال تعديلات دستورية مدعومة على الاقل باتفاق مكونات كتلتها النيابية الاكبر التي شكلت الحكومة من اجل اضفاء صفة الرصانة والمهنية ومحاربة الفساد الذي بات ينخر كل مفاصل مؤسسات الدولة العراقية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تستخف يوميا بدماء ومقدرات وارض شعب العراق والنهوض بالواجبات الوطنية التي تكفل تحقيق كل متطلبات العيش الذي يحفض للانسان العراقي كرامته , اما المناكفات بين ساسة العراق فالتجربة اثبتت انها تنعكس بشكل او اخر على الشارع العراقي لتزيده احتقانا وتدهورا وما هذه الى مقدمات لسيناريو جديد ستكون فاتورته باهضة الثمن ايضا وحشد الراي العام من خلال  نظرة ضيقة وشعارات ومزايدات مفادها بان لاوجود لكم بدوننا ونحن لكم سفينة النجاة ومع وعود بتحقيق كل الامنيات ما بعد الانتخابات النيابية القادمة نبقى نعيش بدوامة بانتظار الفرج والواقع باق على ما هو عليه .