لا زالت المرأة في المجتمع العربي تعاني وتعاني رغم التطور الهائل الذي احدثته التكنولوجيا بنقل ما هي الحريات للمرأة في المجتمعات وتنوعها واختلاف الثقافات . ورغم كل الجهود الحثيثة من قبل الناشطين في مجال حقوق المرأة للتوعية ونشر ثقافة ان المرأة كيان مستقل لها حريتها وخصوصيتها حالها حال الرجل . يبقى العقل العربي منغلق خلف عاداته وتقاليده التي ادت الى انهاء وجود المرأة ككيان وتحولها الى ماكينة تعمل وفق ما يراه الرجل مناسبا لها .
الاغرب من ذلك اننا نرجع الى عصر الجاهلية شيء فشيء من حيث العادات والتقاليد والبعد كل البعد عن الشريعة السمحاء التي بينت للناس الحقوق والواجبات للمرأة والرجل على حد سواء . لكن العقول المنغلقة في مجتمعاتنا العربية تبقى ترفض فكرة ان المرأة حرة . وهذا خير دليل على ان الامة العربية امة جاهلة وتتجاهل ومتجاهلة لفكرة ان المرأة مساوية للرجل بالحقوق والواجبات التي شرعتها الكتب السماوية والرسل وأيدها العقل البشري .
في بلاد العرب لو ظهرت اي صورة للمرأة العربية في اي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي ينظر لها المجتمع على انها خرجت عن الطريق وأصبحت عار ولا بد من اقامة الحد عليها . لكن وبنفس الموضوع بطريقة اخرى اخس وأقذر لو ظهر الرجل وهو عاري يمارس الجنس الفاحش والأوضاع المخلة بالأدب يعتبر ذلك شجاعة ويكرم عليها وتقف عشيرته معه وترفض المساس به او بسمعته . فأين العدالة وأين الانصاف . وفي بلادنا أيضا لو احبت المرأة رجل معين تعتبر هذه جريمة وعار لحق بالعائلة والعشيرة لكن لو ان الرجل في بلاد العرب ضاجع الف من النساء يعتبر ذلك شجاعة . في بلاد العرب لو قادت المرأة السيارة فهذا حرام ولا يجوز وفيه شك في الوقوع بالآثام مع العلم ان السيارة هي بيت مستقل للمرأة لكن لو ذهبت مع السائق الهندي او الباكستاني الغريب فهذا جائز وليس فيه شك للوقوع في الاثام .
الحقيقة ان المرأة في المجتمع العربي عورة وناقصة عقل وليس لها اي تصرف او حكمة او قرار في البيت او المجتمع ولا يحق لها حتى التشاور في امورها الشخصية ما لم يتخذ القرار الرجل هكذا ينظر الى المرأة . هذه هي الحقيقة ولا يجب انكارها . لكن الحقيقة ان الاسلام ونظرياته لم يصدر منها اي شيء من هذا بل بالعكس اعطاها حق التصرف الكامل في الحياة وأعطاها حق التمليك والرأي والقرار والمشاورة وان في السلام الكثير من النساء اللاتي كن في مواقع المسؤولية ولهن القرار والتأثير . وكما قال رسول الانسانية رفقا بالقوارير اي انهن مثل الزجاج ان تضغط عليها تنكسر وان تركتها يمتلئ عليها الغبار اذا تصرفوا معهن على هذا الاساس لان المرأة عمود المجتمع فان هدم تهدم المجتمع وان ثبت صلح المجتمع . المرأة زرع الله الجميل في ارضه فأحسنوا رعايته.