23 ديسمبر، 2024 6:18 م

رفقا بالقوارير ( زينب عليها السلام ) أنموذجا

رفقا بالقوارير ( زينب عليها السلام ) أنموذجا

هو يعلم بحتفه منذ الصغر, هو طاهر مطهر بكتاب سماوي, هو يحمل غيرة علوية هاشمية, كان يقف على يسارها, لأنه يعلم جوهرها المكنون, ولكي لا يرى ظلها الغرباء, فلماذا أتى بها إلى كربلاء؟! وهو يعلم أنها ستسبى!
ثورة تسير من كربلاء إلى الشام, قضية قد تسور العفاف عباءة ستر لها, لتعجز كل نظريات الرفق بالمرأة, وكل تخر صات العلمانية ضد الإسلام, فسترها أصبح ثورة.
ألأول من شهر صفر الخير, أصبح يوما إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة, وهو اليوم المزامن لأكبر جريمة ضد المرأة المسلمة, والتي كان يزيد أبن أبي سفيان قائدا فيها لهذه الجريمة, أما من وقف ضدها, وأصبح سفيرها, فهي امرأة من بيت النبوة, شهد لها التأريخ بعفافها وطهر منبعها.
إن ما يثير السخرية اليوم, هو ما يذهب له الإعلام الغربي المعادي للإسلام, بتصوير الإسلام أنه قيد لحرية المرأة, و احتكار صريح لرأيها, فعندما نرى ما فعله الإمام الحسين ( عليه السلام ), من جلب مصونته الغالية معه إلى كربلاء, وهو يعلم علم اليقين بأنه سيقتل, وهي ستسبى بعده, عندها سنقف بسخرية مما يحاول الغرب إيصاله.
لقد أراد الحسين ( عليه السلام ) من هذا, هو إيصال صوت المرأة عبر بوابة الزمن, وجعلها قضية تقف أمام عنف الجهل المركب ,حول مكنون المرأة, فعندما تقف تلك المرأة سليلة الحسب والنسب, الفاقدة لرجالات أهلها الغيارى, أمام طاغي عصره, سليل البغايا, وبكل صلابة, لتقول له ( ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، إني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك), بخطبة لم يشهد لها التأريخ مثيل قبلا وعبر العصور, هنا تخرس الألسن.
ليعلم العالم بأسره, إن للمرأة في ديننا الأصيل, مكانة خاصة, وتقدير يفوق كل تصور, وما نشاهده اليوم من حركات دخيلة, باسم الإسلام لا وجود لها, بل يزول عنا الشك عندما نرى, علاقة تلك الحركات التي أصبحت معلومة لدى الجميع, بالموساد الإسرائيلي, والحركات المتطرفة الأخرى.
ها نحن نشاهد اليوم, إن هناك يوما مخصص, وهو أول أيام شهر من أشهرنا الحرم, ليكون يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة, وتجد المرأة تلعب دورا بارزا في مجتمعنا, بحجاب العفاف, وعباءتها الزينبية, حاضرة في كل الميادين, صارخة بشعار أطلقه قائدا من قواد النهضة الإسلامية, رفقا بالقوارير.
لازالت زينب ( عليها السلام ), سفيرة لقضية تخطت العصور, وصرخة مدوية ضد جمع الشواذ, ومن يجد في المرأة مشروعا حيوانيا, ليهاجم به سليلي النسب, بغية سد النقص الحاصل في نسبه.