23 ديسمبر، 2024 9:49 ص

رفقا بالقوارير المصلحات ..ﻻمرحبا بالهائجات الصائلات !!

رفقا بالقوارير المصلحات ..ﻻمرحبا بالهائجات الصائلات !!

جاهل يريد أن يتزوج أستاذة جامعية ، فقير معدم يطمح بأن يقترن بإمرأة فاحشة الثراء ،ذميم يتمنى خطبة إمرأة صارخة الجمال ، عاطل يريد سيدة أعمال ، متسكع يود أن يقترن بإمرأة ذات عفة ودين ، صعلوك يحلم بفتاة ذات حسب ونسب ، هرم – يكح ويعطس- وسلال اﻷدوية الى جانبه تلال يريد أن يتزوج بفتاة في العشرين، رجل لم يعط زوجته اﻷولى حقوقها ولو بالحد اﻷدنى ينوي الزواج عليها بثانية – حتى تكمل السبحة- كنا بتقصير وظلم إجتماعي واحد ، صرنا بإثنين !!
يامعاشر الرجال رفقا بالقوارير لأن نظرية المرأة التي ترفع شعار ” ظل راجل وﻻ ظل حيطة ” خاصة باﻷفلام المصرية التي شوهت كل قيم المجتمع العربي والإسلامي وأعرافه ومثله وتقاليده وأفسدت أخلاقه طيلة قرن كامل من الزمان منذ أول فيلم في السينما المصرية التي أطلقها اليهود في مدينة الاسكندرية “الازهار الميتة” عام 1918 وإنتهاء بفيلم ” شيخ جاكسون ” من إنتاج 2017 وأنا متابع لهذه السينما منذ نشأتها على سبيل النقد والتمحيص والتحليل للإطلاع على مايدور من حولي عن كثب مع التحفظ وغض البصر المطلوب ولكي لا أكون مثل بغل الطاحونة وحمار الناعور أدور حول قطب الرحى بعينين مغمضتين وﻻ أدري الى أين المسير ، وأنوه الى أن العكس ليس صحيحا بالمرة فالرجل الغني إذا أراد الزواج بفقيرة ، والوسيم بقبيحة فبها ونعمت والحديث يصدق على بقية الزيجات بالمعكوس، كونه هو صاحب القرار والمبادرة !
التكافؤ والتناظر مع القدرة والتوازن ولو بدرجات متفاوتة على أن تكون متقاربة أمر أقره الشرع وشجع عليه حفاظا على صلاح الزيجات وديمومتها ، ولصيانة اﻷسرة وضمان إستقرارها ، نعم لكل قاعدة إستثناء وﻻشك ، إﻻ أننا جعلنا من كل إستثناء قاعدة أسسنا لها وبنينا عليها والعبرة بالغالب الشائع لا بالقليل النادر كما يقول اﻷصوليون والنتيجة = المحاكم تغص بملفات الطلاق بمعدلات مخيفة تنذر بعواقب وخيمة ﻻتحمد عقباها والتي وصلت الى 62.5% بمعدل طلاق واحد كل 2.9 دقيقة!
وفي حال الإصرار على إمتهان المرأة التي أنجبتك وأرضعتك وعلمتك وصانتك وحفظتك وصبرت عليك بهذه الطريقة المذلة ( ظل راجل ولا ظل حيطة ) و( زوج بنتك وإخلص منها ) و ( أبو البنات ما يبات متهنّي) و( بنت العم ﻷبن العم ) و( أُخذ بنت الشبعان ولا تأخذ بنت النگضان) ونقيضه ( أُخذ بنت العمال، ولا تأخذ بنت المال ) كما في اﻷمثال الشعبية العراقية ، و(لسان البنت متل شعرها كل فترة بدو قص) و( البنت لو طلعت عالمريخ آخرتا عالطبيخ ) كما في اﻷمثال الشامية ، و( يا مشاور النسوان يا خسران) و ( اقعدى فى عشك لما ييجى اللى ينشك ) بمعنى ينشها كالذباب ، و ( بيت البنات خراب) و ( إن ماتت أختك انستر عرضك) و ( البنت يا تسترها يا تقبرها) كما في اﻷمثال المصرية ، و (ما في الشتا ريح دافي وما في النسا عهد وافي… ﻻ تغرك شمس الشتا ولا تغرك ضحكة النسا) كما في أمثال شمال أفريقيا ، فأعلم ان الخطوة اﻷولى ربما ستمضي بسلام على حين غرة ولكن على مضض، إﻻ أن نهايتها ستكون تعيسة بهدم هذه الحيطة حجرا على حجر ء وبأسرع مما تتوقعون.
ولايفوتني أن أنوه الى أن من النساء من سبق شؤمهن خيرهن بخلاف الهادئات المتزنات الحكيمات المصلحات ، سرن على آثر أخريات ضربت بهن اﻷمثال عبر التأريخ وكن مثارا للفتن والقلاقل واﻷحقاد لعل من أشهرهن الـ” حولاء” وهي خبّازة بني سعد والتي تناول رجل رغيفا من خبز كانت تحمله على رأسها فشكته الى زعيم قومها مدعية ان السارق أراد إهانته بصنيعه فثار وثارت قبيلته وقُتل منهم 1000 رجل وصارت مضربا للامثال حتى قيل ” أشام من خبز الحولاء “.
وأشأم من البسوس التي صاحت ” واذلاه ، واجاراه وأنشدت أبياتا استنفرت فيها إبن أختها – جساس – بسبب ناقة تدعى ” سراب ” فإندلعت حرب ضروس سميت بإسمها ” حرب البسوس ” استمرت اكثر من 25 عاما بين قائل تغلب وبني شيبان قتل فيها خلق كثير !
ومنشم تلك العطارة التي تبيع العطر والحنوط فكان زعماء القبائل اذا ارادوا حربا غمسوا أيديهم بعطرها ، وتحالفوا عليه حتى قالت العرب ” دقوا بينهم عطر منشم ” اذا عزموا حربا وتعاهدوا على الموت فيها !!
ولقد شخصت إعلاميات وسياسيات ومسؤولات ونائبات وناشطات في كتل وأحزاب ومؤسسات ومن مختلف الطوائف – كرديات ، شيعيات ، سنيات ، ايزيديات ، تركمانيات ، شبكيات ، فيليات ، مسيحيات – ومنذ عام 1980 والى يومنا هذا من إعتدن على إثارة الفتن والضغائن وتحريش الرجال ضد بعضهم بعضا في كل شاردة وواردة على خطى الحولاء ومنشم والبسوس ، أعاذنا الله وإياكم من شؤمهن وشرورهن ولعل من اﻷمثال التي تصدق فيهن – وابو المثل ما خله شي ماكاله – المثل الفرنسي : ” سلاح المرأة لسانها فكيف تدعه يصدأ بعدم الاستعمال ” والمثل الصيني ” إذا اخفق الشيطان في التسرب إلى مكان أوفد امرأة” من هذا النوع وأنصح مثيرات الفتن من السياسيات والاعلاميات الكف عن التحريض فورا ﻷن ماعاناه الشعب العراقي من المآسي والحروب تكفيه وهو ليس بحاجة الى مزيد من التصعيد والتفرقة والتحريش من قبلكن ، بقدر حاجته الى إصلاح ذات البين وتأليف القلوب والتهدئة ، وإبدأن بمكافحة الفاسدين في كتلكن وتحالفاتكن قبل غيرها لنصدق ما تدعين من حرب على الفساد أعمى غبارها العيون وأغمض الجفون ، فيما لم يسق أي من الفاسدين حتى اﻵن الى السجون بل ورشح بعضهم نفسه مجددا في الانتخابات واثق الخطى يمشي ملكا وهو الممنون ..شدكولن ؟!! . اودعناكم اغاتي