سبق وأن تنبأت بالموضوع الذي أثاره السيد وزير النقل يوم أمس الأول ، وتصديتُ له من خلال مقالتي (حضارة سومر وبابل ونظرية المؤامرة ، الأنوناكي والنيبيرو) على صفحتي في (كتابات) في 3 آب 2016 ، أرجو الرجوع اليه لفهم ملابسات هذه القضية بتفصيل أكثر ، وهي مجرد نظرية أثارها العالم الموسوعي الألماني (زكريا سيتشن) ، والموضوع لا يستدعي موجة السخرية التي أثارتها مواقع التواصل الأجتماعي ، بدلا من الفضول الذي يدفعنا للتقصي والبحث لماضي أجدادنا البعيد ، وبنفس الوقت ، ما كان على السيد الوزير اثارتها أمام الرأي العام ، بسبب طبيعة مجتمعنا وهو التسرع ، والبحث عن مادة للتندّر ! ، وبنفس الوقت ، تكمن الخطورة في أن هذه من أن هذه النظرية تسلب أجدادنا جهودهم وأبداعهم في البناء والثقافة ، وكأن حضارتهم قد بُنيت لهم بالنيابة من قبل مخلوقات فضائية (الأنوناكي) ، الآتون من كوكب (نيبيرو) بواسطة سفن فضائية ! ، لأن السيد (سيتشن) كان متعجبا من مدى رقي تلك الحضارة ، من ناحية اللغة ، والقانون ، والمحاكم ، والمدارس ، والثقافة والهندسة التي سبقت زمانها ، وأن كل حضارات الأرض مدينة لها ، لأنها أقدمها على الأطلاق .
يكفي أن تبحث في (الغوغل) عن ما يسمى (بطارية بغدادBaghdad Battery ) التي عمرها أكثر من 2000 عام ، ولا زالت تشكل غموضا وتحديا لدى علماء الآثار العالميين !،وغيرها من مئات الألغاز التي يزخر بها العالم القديم والتي تحتاج الى الحل والتأويل ، ولنستبدل الأنهماك في السخرية الجارحة والتقريع ، بالبحث والتساؤل المشروع والتقصي والدراسة والأنفتاح الفكري الذي نفتقده ، كثيرا !.