23 ديسمبر، 2024 6:09 م

رفقاً بــ (أصخيل)..!

رفقاً بــ (أصخيل)..!

 لا يختار الإنسان قدره؛ فيولد في عائلة لا دخل له بإختيارها, ويسمى بإسم إصطفاه له غيره, هكذا هي الحياة.. في أحيان أخرى, يعيش الإنسان بسيطاً قانعاً بما هو عليه وكما يقال “لا ضرع فيحلب ولا ظهر فيركب”؛ غير إن الصدفة أو (القسمة) تصدّر أسمه إلى الواجهة حتى وإن كان تحت الثرى؛ فيتدخل (الفوتوشوب) ليعمل له هيئة جديدة, كما فعلها مع (حسين) الذي أتخذه صدام والداً..!
لم يكن المرحوم (أصخيل) سوى فلاحاً بسيطاً, تزوج زواجاً كلاسيكياً لينجب أبناءاً وأحفاداً, صار أحدهم صهراً لرئيس وزراء جمهورية العراق في عصر ديمقراطي جداً. كل هذه الأحداث جرت بعد رحيل (أصخيل) إلى الدار الآخرة, ولم تزل تجاعيد النسيان تلّف ذلك الأسم إلى وقت ليس ببعيد..دورة ثانية لرئيس الوزراء, والد المبجلة (إسراء)؛ تغير معها كل شيء, فلم يبق (أصخيل) ذلك الإنسان البسيط الذي يرقد بسلام في قبره؛ إنما تحول إلى أسم ملأ الدنيا وشغل العراق..مؤسسات حفيده ترى النور مع قرب الموسم الإنتخابي, وصور الحفيد تنتشر في كل مكان.
بالطبع ليس لإسم الجد دخل في ما وصل إليه الحفيد؛ بل هي المصاهرة التي صيّرت من (أبي رحاب) وجده أرقاماً في عراق الأمبراطوريات الساذجة.. الموضوع أخذ بعداً آخراً؛ فالرجل البسيط, يتحول إلى شرير تطوله لعنة الشعب المكتوي بنيران الإرهاب والفساد الذي تختزله سلطة صهر الرئيس..
في الولاية الثالثة, ستكون ولادات كثيرة تحمل هذا الأسم, تيمناً وتبركاً؛ بيد إن اللاعنين سيتكاثرون, فلن يتغير شيء طالما بقي صاحب السلطة وأذرعه المشلولة..كل إنفجار, وفضيحة, وتردي خدمي أو كهربائي, سيكون الملجأ الوحيد للتعبير عن المأساة, هو (اللهم العن أصخيل وخلفته)..قد يكون الرجل بريء مما يسرقون..!