اعلنت وزارة التربية ان اداء الامتحانات الوزارية للصفوف المنتهية يشمل الطلبة الناجحين او المكملين بثلاثة دروس وعشر درجات، ما عدا هذه الحالات يعد الطالب راسباً في صفه، اي ان الوزارة نفت الدخول الشامل لاداء الامتحانات في رد على الشائعات التي يتداولها الطلبة وذويهم.
حسناً فعلت وزارة التربية ونأمل ان تتمسك بقرارها الى النهاية، لانه حتى لو غيرت رأيها فان الوقت سيكون قد فات على الطلبة للمراجعة والدراسة لتعويض ما خسروه وتخطي تخلفهم عن اقرانهم بعد ان حددت السادس والعشرين من شهر آيار موعداً لاداء امتحانات السادس الاعدادي وقبله بقية الامتحانات للدراسة المتوسطة والابتدائية .وبالمناسبة سيكون الدخول لطلبة الصف السادس الابتدائي شاملاً.
الواقع ان الدخول الشامل واضافة الدرجات وقبول الراسبين بثلاثة دروس واحداً من الاسباب الرئيسة لتدهور التعليم في العراق وتدني مستوى طلبتنا الدراسي والنظرة الدونية في الخارج للطلبة العراقيين واخضاعهم الى اختبارات لتحديد مستواهم العلمي بعد ان كان التعليم والطلبة يشار اليهم بالبنان في المنطقة والعالم، ويعدون وفقاً للاحصاءات آنذاك من المتقدمين على اقرانهم في الجامعات والمعاهد والمدارس.
وفي كل الاحوال اثبتت العملية التربوية ممارسات سلبية وقرارات عشوائية وارتجالية انعكست سلباً على التعليم ونوعه وسمعته. وهذا ما يفرض مراجعة السياسة التعليمية والارتقاء بنوعية التعليم واهدافه، لا يزال في الوقت متسع للتخلي عن الحجج والذرائع السياسية والامنية، فمن يريد تعليماً جيداً يستطيع ان يختط استراتيجية لذلك ويتجاوز ما نحن فيه من تخلف وتساهل ألحق ضرراً فادحاً بالبلاد وبمستقبل الاجيال.
بناء دولة قوية ومتطورة تقتضي الضرورة الاهتمام بالتعليم الاخذ بالاساليب الحديثة، وتحريم الهبات والمكاسب التي تخفي وراءها اهدافاً سياسية، فكلما كان التعليم رصيناً ومستنداً الى النظريات الحديثة والتقيد بالمبادئ والمساواة والعدالة بين المجدِّين الذين لا يجوز مساواتهم بالمتكاسلين والاتكاليين والمتذرعين بالظروف لمداراة تدهور مستواهم العلمي، كانت العملية التربوية والبلاد بخير وترتقي سلم التطور وتكون طاقاتها وكفاءاتها وملاكاتها المؤهلة للتصدي لاعادة اعمار البلاد وبناء الدولة المدنية العصرية.
ان جيلاً متعلماً وواعياً سيكون بعيد عن التطرف وينبذ العنف ويؤمن بالتسامح واحترام الاخر والعيش المشترك مع المختلف معه وينهض بما تعلمه ببلادنا.