23 ديسمبر، 2024 12:23 ص

” رفح ” .. هموم الهجوم اسرائيليّاً

” رفح ” .. هموم الهجوم اسرائيليّاً

  على الرغم من لا دهشة ولا ما يفاجئ في ايّ خطوةٍ تخطوها حكومة نتنياهو او سواها في الإتجاه المعاكس للرأي العام العالمي والقانون الدولي , وهذه ليست من المسلّمات البديهية منذ تأسيس اسرائيل فحسب  فإنها من صلب العقيدة الصهيونية  .. فمنذ نحو شهرٍ يصرّح نتنياهو ويكرر بأنهم بصدد الهجوم واحتلال مدينة رفح في قطاع غزة – الملاصقة للحدود المصرية , لماذا اعادة هذا التصريح بنحو كلّ يومين او ثلاثة , واحياناً أقلّ من ذلك .! ؟ , انّ فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على حركة حماس وعدم تمكّنه من احتلال كامل اراضي القطاع بمدنه واراضيه المحدودة المساحة طوال هذه الشهور المنصرمة والى غاية الآن , قد جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي يبحث عمّا يعوض عن ذلك وليحفظ اكبر قدرٍ ممكن من ماء الوجه , وسطَ تزايد واشتداد التظاهرات الإحتجاجية من بعض الأسرائيليين لوقف الحرب وخصوصاً من عوائل الأسرى التي اعتقلتهم حماس في السابع من اكتوبر للسنة الماضية , وجد نتنياهو نفسه وقد تسرّع في اعلان نّيته في اجتياح مدينة رفح , وجاء اكتشافه لهذا التسرّع بعد ورود تقارير ومعلومات من الإستخبارات الإسرائيلية عن وجود اربعة كتائب تابعة لحماس داخل مدينة رفح < ذات المساحة المقدّرة ب  55 كم مربع والتي يبلغ عدد سكانها قبل الحرب بنحو ربع مليون نسمة , لكنّ العدد ارتفع الى اكثر من مليون ونصف بعد نزوح سكّان مدن القطاع اليها بعد الحرب > , وهذا ما يشكّل في قراءة هيأة الأركان الإسرائيلية واجهزة الإستخبارات بأنّ رفح ستكون ارضاً خصبة لحرب العصابات او ” الكوماندوز الفلسطيني ” اذا ما زحف الجيش الإسرائيلي نحوها , فضلاً عن الأعداد المجهولة العدد ! من النازحين الجدد في رفح للإنضمام والإنخراط في المعركة ( والذين لم يعد لهم ما يخسروه ! ) , وهنا تبرز التقديرات الأولية لخسائر عديد القوات الإسرائيلية اذا ما اقتحمت , بالإضافة الى الخسائر الأخرى في الدبابات والآليات المدرعة ومرادفاتها العسكرية – مضافاً اليها التكاليف الأقتصادية الأخرى ذات العلاقة .

من زاويةٍ أبعد , فلابدّ أن يغدو ضمن حسابات القيادة العسكرية الأسرائيلية ” حتى ضمنياً او افتراضياً ” عن وجودٍ ما لصواريخٍ قصيرة المدى او اسلحة اخرى في او داخل ما يجري القاؤه عبر المظلات من بعض او احدى الطائرات العربية من المساعدات الغذائية والدوائية في مياه البحر الملاصقة او القريبة من الساحل الأيسر للقطاع < وبالرغم من ضعفٍ لمثل هذه الإحتمالات القابلة لللإحتمال والورود > لكنّ حسابات الحرب والمعارك المسبقة تتطلّب حساب حتى اكثر من ذلك .!

من هنا , ومن خلال ذلك , وبإدراكٍ استباقيٍ لنتنياهو , بأنّه كلّما أكّدَ وشدّد في تصريحاته على النيّة لإجتياح رفح , فكلّما واجهَ ردودَ افعالٍ متضادة او تحذيرية من < الولايات المتحدة , الأمم المتحدة , مصر ودولٍ عربيةٍ وغربية , ومن عموم المجتمع الدولي > لذلك الأجتياح الأفتراضي الذي يغزو الفضاء الأفتراضي , وظلّ رئيس وزراء اسرائيل يناور بتصريحاته هذه ويوظّفها ويجيّرها لمرور وتمرير عنصر الوقت , كيما يقترب موعد الهدنة المفترضة جداً بين حماس والكيان الصهيوني , التي يجري طبخها وإعدادها وإخراجها قبل شهر رمضان بإتّفاق أممي او عالمي , بما يساعد نتنياهو من التملّص من مغامرة اجتياح مدينة رفح .!

إنّما ولكنّما من عدم وجود وحضور أيٍّ من ادوات الجزم والحسم لما مُدرج في الأسطرِ الأخيرةِ في اعلاه , لكنّ حساباتنا او تقديراتنا الأوّلية في الإعلام تميلُ الى التشكيك في حقيقة وصحّة اجتياح مدينة رفح من قِبل القوات الإسرائيلية الخاضعة لإعتباراتٍ سيكولوجية وانتخابية وسواها لبنيامين نتنياهو , وللمسألةِ أبعادٌ اخرياتٌ ما انفكّت كأنها رهينةَ معتقلة للأسابيع القلائل القادمة , وربما اكثر قليلاً , او أقلّ كثيراً لحدٍ ما .!