2 يونيو، 2024 5:17 ص
Search
Close this search box.

رغم نزوحهم … طلاب تلعفر ينالون درجات عالية !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تقول الحكمة ” إن الحاجة امالابداع ” فنلاحظ كم من عظماء العالم ومفكريه وفلاسفته وعلماء في مختلف حقول العلم والمعرفة  قد ابدعوا واستنتجوا نظريات وابحاث امست طريقا ينير البشرية برمتها بلاتمييز بين اسود أو ابيض أو منطقة دون اخرى وهم عاشوا ظروفا عصيبة ان لم تكن قاهرة من فقر مدقع وفقدان الوالدين أو فضلا عن ظروف البلد من حروب وكوارث طبيعية وبيئة غير مناسبة كلاً بحسب زمنه وسكنه ومنها على سبيل المثال الروائي الامريكي العالمي المشهور جون شتاينبك الذي كان بائعاً للصحف اليومية وهو يتيم الأب ومن أسرة فقيرة لا تملك قوت يومها والحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1960 وجائزة بولتز الامريكية للرواية ، وصاحب شركة بانوسونك  للإلكترونيات  الذي عمل صباغاً للأحذية في طفولته وريعان شبابه وهو الاخ الوحيد لأسرة مؤلفة من عدة أشقاء قضوا نحبهم بأمراض عديدة لانهم لم يملكون مصاريف العلاج والرعاية الصحية ، اما صاحب شركة تويوتا اليابانية والتي سميت سياراتهاً باسمه تقديراً لجهوده العالية في ابتكار هذه السيارة ذات التقنية العالية فقد كان يتيم الاب ايضاً ومن أسرة فقيرة والابن الوحيد لامرأة طاعنة بالسن تملك ماكنة غزل قديمة تنسج بها لتوفير القوت اليومي لطفلها الوحيد الذي أصبح فيما بعد صاحب أغنى شركة بالعالم وذات سمعة عالمية وغيرهم الكثير من عمالقة العالم الذين خدموا البشرية بابتكاراتهم  واختراعاتهم على الرغم من قساوة الظروف التي عاشوها بالمراحل العمرية المختلفة .
أن الامثلة التي ذكرناها والبلدان التي عاشوا بها لم تمر بظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة كالتي حدثت وتحدث بالعراق وانما كانت ظروف أسرية محددة تتعلق بكل واحد منهم ، ولم يشهد نزوحاً من مناطق سكناهم الى منطقة اخرى كالذي حدث للعراقيين ونحن في القرن الحادي والعشرين وفي ظل التطور التكنولوجي العملاق الذي بإمكانك ان تتحكم بالعالم بكبسة زر وانت جالس بمنزلك تراقب العالم بشاشة صغيرة لا تتعدى كف اليد إذ شهد العالم العراق حسب التقارير الاممية موجة نزوح تجاوزت ثلاثة ملايين نسمة كانت للقومية التركمانية حصة الاسد فيها الى بقاع العراق المختلفة من شماله الى جنوبه وهم يعيشون ظروفاً اقتصادية واجتماعية يندى لها جبين الانسانية .
ولكن ما حققه طلاب هذه الأسر النازحة في المدارس ذات المراحل المختلفة من نتائج ونسب عالية بشهادة مديريات التربية في محافظات التي يقطونها في بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف وفي محافظة بابل على لسان مدير تربيتها السيد حسين سالم خلف ” أن الطلاب النازحون حققوا نسب نجاح عالية في جميع المراحل حيث تجاوز عدد الناجحين 532 طالباً بمختلف المراحل الدراسية للفئات العمرية كافة من مجموع 889 وبنسبة فاقت ال 59% إذ لم تؤثر الظروف الامنية والمالية واوضاعهم المعيشية على طموحهم واصرارهم على متابعة المحاضرات وتحقيق النجاح مما حفز المعلمين والمدرسين على بذل المزيد من الجهود والمتابعة بشكل دوري وتقديم المساعدات لهم واعطاء محاضرات اضافية للتعويض عن ما فاتهم وحل مشاكلهم لعبور هذه المرحلة المهمة من حياتهم ” .
أنها رسالة ارادت الأسر النازحة ايصالها عن طريق ابنائها لعصابات داعش الارهابية بأن عجلة الحياة لم ولن تتوقف مهما حاولوا من اجرام ومحاولات خبيثة  لوقفها وان المستقبل القريب كفيل بأثبات ذلك  وان الرد عليهم سيكون قويا بساحات الوغى والعز والكرامة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب