يلعب التسقيط دوراً رئيسياً في سجالات المجتمع العراقي في المقاهي والمرافق العامة وحتى الدوائر التي اكتظت بالبطالة المقنعة دون البحث عن الاسباب والمسببات لهذه القضية الأنية او تلك المسألة وقد اخذت بالتوسع كثيراً خاصة في السنوات التي تلت سقوط النظام المباد .
نازحوا تلعفر هذه الفئة المغلوبة على امرها التي لم تسلم من مثل هذه المهاترات والاشاعات والتحريض المستمر الذي بات يؤثر على روحهم المعنوية ويزيدهم هماً على هم ، تارة التهجم عليهم يأتيهم من على بعض خطباء المنابر وتارة اخرى من القنوات الفضائية ناهيك عن كلام الناس هنا وهناك فضلاً عن الاتهامات الزائفة لقواتهم الامنية بالتخاذل والتقاعس في الدفاع عن مدينتهم أمام عصابات داعش التي شنت أقوى هجمة بربرية وحشية على قضاء تلعفر مدعومة بحملة نفسية وحرب اعلامية هائلة لم يشهد لها العصر الحديث نظيرا متناسين بأن هؤلاء الرجال هم اولئك الابطال الغيارى الذين كانوا يدافعون عن ارض وعرض تلعفر على مدى عشر سنوات متتالية وعن محافظة نينوى ايضا لاسيما حينما كانوا يقدمون يومياً قرابين الشهداء فداءً للعراق العزيز فلا تجد بيتاً تركمانياً تلعفرياً من أقصى المدينة الى أدناها الا وفيه شهيد أو مفقود أو جريح جراء العمليات الارهابية والتفجيرات الدامية التي حصدت مئات الالاف من أرواح الابرياء بما فيهم الاطفال والنساء والشيوخ بلا تفريق بين هذا المذهب أو ذلك .
ولكن الذي يزيد المصيبة ويعصر القلب هو التجاهل المتعمد الذي مارسته الحكومة السابقة مع التلعفريين على الرغم من حجم التضحيات التي قدمتها هذه المدينة العزيزة على مدى عشر سنوات ونيف كما اسلفنا ولكن الآية القرآنية المباركة تغني عن الاسطر والكلمات الرنانة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) فقد أبى هؤلاء الابطال أن يتهموا بالتخاذل أو التقاعس عن أداء الواجب المقدس وتلبية نداء المرجعية الرشيدة بالجهاد الكفائي وكلاً حسب موقعه فكانوا من اوائل الذين شاركوا في عمليات تحرير جرف النصر ورسموا أروع ملامح البطولة والفداء وقدموا خمسة شهداء بعمر الشباب ليسجلوا اسمائهم بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ مع باقي اقرانهم من القوات الامنية المرابطين في قواطع عمليات الثرثار والرمادي والفلوجة والكرمة وغيرها من مناطق العراق الساخنة على سبيل المثال لا الحصر قبل أيام ادلى الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى السابق تصريحا دقيقا في برنامج الساعة التاسعة على منبر قناة البغدادية ليكشف فيه بأن ضابطا تلعفريا غيورا قد أنقذ حياته أبان بيع الموصل من قبل محافظها أثيل النجيفي وهو أخر منتسب انسحب من الموصل وللأمانة بأن الضابط المذكور التحق مباشرة بعد انسحابه من نينوى مع زملائه بقاطع عمليات صلاح الدين وهو يقاتل حاليا ضمن قاطع عمليات بيجي ضد تنظيم داعش الارهابي .
بعد عمليات تحرير قضاء بيجي بأيام قليلة بدت القنوات الفضائية المأجورة ببث دعاياتها المغرضة بسقوط المدينة من جديد بيد داعش ولكن محافظ صلاح الدين الدكتور رائد الجبوري اعلن بمؤتمر صحفي صريح أوضح فيه أن الانباء التي تتحدث عن سقوط بيجي عارية عن الصحة وأن ” بيجي لن تسقط ما دام فيها مقاتلين شجعان مثل أبناء تلعفر .. الذين يندفعون الى الصفوف الامامية في ساحة المواجهة ” وهذا ليس بجديد على أحفاد ثورة العشرين والتاريخ يشهد لأهالي تلعفر مواقفهم الشجاعة في ساحات الوغى .
نصر أخر يضاف لسجل منتسبي الشرطة الاتحادية لواء تلعفر تمثل بحصول ضباطهم على منح قدم ستة أشهر وترفيع المنتسبين الجنود رتبة واحدة ضمن السياقات العسكرية المعروفة بعد زفهم بشرى النصر مع اخوانهم المنتسبين من الحشد الشعبي والتشكيلات العسكرية الاخرى وتطهير محيط قضاء بلد من دنس تنظيم داعش الارهابي .
نحن نراهن على ابناء تلعفر في تحرير ارضنا ومدينتنا ..والأيام القادمة والأسابيع المقبلة ستجدون فيها ملاحم بطولية وشجاعة نادرة أخرى لهؤلاء الابطال المرابطين في قواطع العمليات المختلفة الذين ينتظرون فرصة تحرير مدينتهم بفارغ الصبر في رهان جديد وموعد جديد مع النصر النهائي لإنقاذ مدينتهم العزيزة تلعفر والمناطق التابعة لها من ايدي داعش بأذن الله وان غدا لناظره قريب .