تساءلنا كثيراً وكتبنا أكثر عن الموعد الذي يمكن أن يحدد ومن أي جهةٍ للسيطرة على نزيف الدم العراقي الذي لا نقول أصبح لا يهتم به أحد ، وإنما نقول أن عجلة الإرهاب التي بدأت صغيرة وكان يمكن التعامل معها والتخلّص منها في الأمس ، أصبحت كبيرة وهي تسحق كل ما تجده أمامها وكأنها أصبحت القدر الذي يتربّص بكل العراقيين الذين يتساقطون يومياً بالعشرات وفي أيام أخرى بالمئات ، وهذا الحال لا يقتصر فقط على العاصمة بغداد التي تتحمّل القسم الأعظم من العمليات الإرهابية المسلّحة ، إذ نادراً ما يمرّ يوم على بغداد من دون وقوع عدّة انفجارات ، تحصد أرواح الأبرياء الذين يسأل أهلهم وذووهم عن القادر على تخليصهم من براثن الموت المتربّص بهم ؟ بغداد الجميلة لا تجد من يرحمها وبقية المحافظات التي تصاعدت فيها أعمال العنف هي الأخرى لم تجد من يعيد إليها الأوضاع ، لا نقول الطبيعية الكاملة وإنما حتى وإن كانت النسبة معقولة ، ليعرف الناس أن هناك من يهتم لأمرهم وهنا نحب أن نوضّح أننا لا نبخس حق القوات الأمنية وما تقوم به ، لأنّها هي الأخرى أعطت الكثير من التضحيات التي تتواصل وبشكل يومي ، لان من يستهدف المواطن البسيط ، لا يغفل عن استهداف من يحميه ، لكي تخلو الساحة له لتنفيذ ما خطط له أو جاءه عبر تعليماتٍ من الخارج وكلّها لا تريد الخير للوطن العراقي الذي يبحث عن نخوة حقيقية تقول للإرهاب قف مكانك ، لكن هل نجد من ينتخون ليفعلوا هذا قبل أن نسمع عن ضحايا جدد يتساقطون ، لخليط من المواطنين رجال الأمن بكافة عناوينهم. هل هو البلاء الذي لن نتخلّص منه أبداً ؟ أم أن هناك فعل في الطريق يمكن له الحد من حالات القتل التي وضعت العراق كأخطر بلد في العالم ، بسبب عدد الشهداء والجرحى الذين يسقطون يومياً ، وأغلب جهات القرار لا تفعل شيء ، سوى إصدار الإحصائيات وغيرها تستنكر ما حدث اليوم وتستعد لكتابة بيان الاستنكار لضحايا الغد وهكذا دواليك ، تبقى عجلة الإرهاب تحصد كل شيء وإن استمر ذلك ، فإن ثقة المواطن ستتزعزع نهائياً بحكومته وهو ما يريده القائمون على الأعمال الإرهابية .. فهل تدعوهم يتمادون ويزيدون من أفعالهم وقتلهم لنا ، أم أننا سنرى الأفعال السريعة التي تعيد بناء الجسور التي تهدّم قسم كبير منها بيننا وبينكم ؟ بصراحة نحن لا نعرف ما يمكن لكم أن تفعلون لبسط القوة العراقية ، كوننا جربنا الكثير من العلاجات ولغاية اليوم نجدكم تجرّبون ، وما من علاج مفيد يمكن له أن يستأصل من يستهدفون كل الشعب العراقي. نتمنى أن نصحو غداً على يوم جديد من دون سقوط قطرة دم واحدة ، فهل حلمنا هذا صعب المنال ؟ الجواب عندكم !.