يخطيء من يظن او يحاول ايهام الاخرين ان العراق كان بخير بعد تموز عام ١٩٧٩ وهو التاريخ الذي تقلد فيه سفاح العوجة رئاسة العراق وليصبح الرجل الاول وصاحب كلمة الفصل في شؤون البلد بعد عقد من الزمان تقلد فيه مناصب مختلفة اي بعد ١٧ تموز ١٩٦٨ وكان همه الاول هو الوصول الى كرسي الرئاسة وعمل جاهدا بانتظار هذا اليوم المشؤوم على العراق بلدا وشعبا وبعد ان لاقى الكثير من الاعتراضات والخلافات والاختلافات من قبل رفاقه في الحزب والثورة ضد نزعته الفردية ورغبته في جعل الحزب والدولة ملكا للعائلة والعشيرة.
باختصار شديد استلم صدام حسين قيادة العراق وكان بلدا رائدا في الكثير من المجالات العلمية والصحية والاقتصادية والزراعية والصناعية وكانت المنظومة القيمية للشعب العراقي في ابهى حللها حيث كان المواطن العراقي يتمتع بالصدق والاخلاص والنزاهة والوطنية ونظافة اليد وكان له هيبة واحترام اينما حل وارتحل في دول العالم وكل ذلك جاء نتيجة عقود من العمل المضني لبناء هيكل الدولة واسسها ومؤسساتها واهتمامها بالمواطن العراقي ابتداءا من الحكم الملكي الى تسلم البعث السلطة في العراق فقد وجد صدام ورفاقه دولة قائمة ولم يكن دورهم سوى المواصلة في البناء والتنمية والتطوير حتى عام ١٩٨٠ وبداية مسلسل الحروب والخراب والدمار والقضاء على الاصوات المعارضة لتوجهاته الفردية والبوليسية المقيتة وليقضي على كل الجهود السابقة والخيرة في بناء العراق.
ترك صدام العراق وهو مديون وخرب ومتاخر في كثير من المجالات فلا تعليم ولا صحة ولا صناعة ولا نمو ولا اقتصاد متين ولا تنمية ولا تطور بشار اليه بالبنان وحتى المؤسسة العسكرية التي ازعج الاخرين بها اصبحت اضحوكة لدول العالم في مستلزماتها وتجهيزاتها واسلحتها البالية اللهم الا من الضباط الاكفاء والمهنيين، اما الشعب العراقي فقد انهكته الحروب والعقوبات الاقتصادية واصبح من حجم المعاناة تائها مكسورا لاجئا لدى الدول اما بحثا عن لقمة هنا ولجوء هناك وامتهنت كرامته وكل ذلك بفضل هذه القيادة المستبدة والتي يقف على رأسها صدام حسين.
الكلام يطول عن اخطاء واجرام وعبث صدام حسين الرئيس السابق للعراق ومن الافضل لك يا بنت الرئيس السابق ان تنزوين في جحور او قصور عمّان وتكرمينا بسكوتك فقد انطوت تلك الصفحة المؤلمة من اعمارنا ونحن ما زال امامنا الكثير من الصفحات البائسة في حياتنا بحاجة لطويها.