17 نوفمبر، 2024 11:41 م
Search
Close this search box.

رعيل بريمر

قضاء احمد الجلبي دون ان ندري منه ما الذي يعرفه عما جرى حقيقة و كيف جرى منذ بداية الولايات المتحدة التمهيد لغزو العراق الى يوم وفاته لم يكن سابقة، فصدام اعدم و لم يتح لنا ان نسمع منه عن ملابسات لقاء السفيرة الامريكية و اياه ابان غزو الكويت، مثلا، طارق عزيز لم يتح له ان يقول ما الذي كان يجري حقيقة خلف كواليس الحكم في العراق طيلة دوره لاعبا رئيسيا في المشهد، قتل القذافي و لم نعرف منه ما الذي قلب الغرب عليه بين ليلة و ضحاها، أخرس حسني مبارك و كانه ميت و لو لازال حيا يرزق فلا نسمع منه ما يعرفه حقيقة عن انقلاب الامور في مصر قبيل ازاحته و دور النظام العالمي الجديد في الاطاحة بعهده، عمر سليمان، نائبه، مستودع اسرار مصر الدفينة، مات فجأة حتى و لم يقل يا جماعة لقد مرضت، مع السلامة، و كثيرون غيرهم رحلوا و اسرارنا و اسرار الشرق الاوسط رحلت مكتومة معهم، اما عن جبال الاموال التي تبخرت بزوالهم، فلا تحدث.

لا يمكن ان يقضي الجلبي لوحده و البقية في رعيل بريمر يعمرون مع كل ما يعرفوه عن التاريخ السري الاسود منذ الغزو الامريكي للعراق و كيف سيرت شؤون البلاد و ملاذات اموال العراق التي جيرت باسمائهم شخصيا منذئذ، اذ لابد لهم ان يتقاطروا نحو نفس المصير واحدا بعد الاخر، فهم يعرفون ما لا نعرفه و يتذكرون عما كان يدور حقيقة في اروقة المنطقة الخضراء ما لم ندر عنه كما انهم راكموا اموالا في الخارج لا تقل عن اموال الشاه، نورييغا، صدام، ماركوس، مبارك، بن علي و حان للنظام المصرفي العالمي الاستيلاء عليها و كأنها بلا صاحب سيما و ان الازمة الاقتصادية العالمية تشتد مؤخرا و تتصاعد.

المالكي، صولاغ، عبد المهدي، الشهرستاني، موفق الربيعي، العامري و البقية من هذا الصف، بل وحتى علاوي و البرزاني.

1958، 1963، 1968، 1979، 1990، 2003 هي تواريخ منعطفات التغيير في العراق و متوسط معدل تكرارها هو 7.5 سنة و ليس هناك ما يدل على ان نسق السياق قد اوقفه او ابطأ في ايقاعه المنتظم مهندس الامم.

ان تغييرا جوهريا في مجريات الامور في العراق كان من الواجب حدوثه منذ بدايات عام 2011، لو اتبعنا نفس السياق الرياضياتي اعلاه، لكنه، و بغرابة، لم يحدث.

نعم، لعل ظهور داعش كان هو التغيير الاكبر منذ عام 2003 بما يكفي لملئ جدول منعطفات التقلبات الذي نراه ترك منقوصا منذ 2003، وربما لا، و انما التغيير المؤجل سنراه في رحيل رعيل بريمر واحدا واحدا قريبا و ما كان قضاء الجلبي إلا باكورته.

دعونا نرى و احسبوا معي واحد، اثنان، ثلاث…

المالكي، صولاغ، عبد المهدي، الشهرستاني، موفق الربيعي، العامري و البقية من هذا الصف، بل وحتى علاوي و البرزاني.

الجلبي كان محظوظا حينما حظى بجنازة و لو انها امتلأت بصور المبتهجين، لكننا لا ندري عن بقية رعيل بريمر ان كان سيرافقها نفس الحظ.

[email protected]

أحدث المقالات