23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
ولد الشهيد رعد كاطع نعمة، العام 1963 ، ولم يمضِ في دنيانا الفانية، سوى تسعة عشر عاما، إذ إستشهد في العام 1982 ، شابا ما زالت الريح، عذبة ملء رئتيه، والحياة تحلو بآمالها العريضة.
يحلم بعيش رغد كريم، يترفه خلاله الشعب بثرواته من دون حروب ولا معتقلات.. “شباننا تريد الهوى.. وصدام ما خلاها”.
نبعة من رياحين طيبة البصرة، قرناوي أصيل، ما زال طالبا في المرحلة الاعدادية، عندما إعتقل في مديرية أمن البصرة، بسبب معارضته لنظام الطاغية المقبور صدام حسين، وإعدامه شنقا.. حتى الموت، بعد محاكمة صورية.
عاش بين أفياء ثغر العراق الباسم، وديع الخلق طيبا، كجزء من طيبة أهالي  المدينة التي تحنو على الغريب وتكرم وفادة عابر السبيل، ولا تدعه يعود الى دياره، الا وحاجاته مقضية.
فالقرنة قلب البصرة، بوأته موقعا أخلاقيا متميزا بين زملائه في المدرسة، التي جرجروه منها، بعد ان إحتجزه جلاوزة اللجنة الاتحادية.. أذناب حزب البعث الجائر، وسلموه مقيدا الى مفرزة قدمت تأثم بالقبض عليه، ساقته الى المعتقل، وقضت  محكمتها الفكهة بإعدامه بدم بارد، كما لو أن القاضي يروي نكتة بين جمع من حشاشين وسط شلة السهرات البائدة،…
فتلك هي قيمة الانسان عند تشكيلات صدام وبعثه الطاغيان.. جهاز الامن لا يتورع عن الاقدام على سحق البشر، كما يسحق جيشُ سليمانَ قريةَ نملٍ! حفاظا على سطوة الكرسي السلطة يتحكم برقاب الابرياء جورا وظلما.
فهل يعف الجبان إذا تولى!؟
واصل جهاز أمن البصرة، مضايقة ذوي الشهيد رعد كاطع، بإستدعائهم.. يوميا تقريبا، بشكل جعل معيم الحياة من حولهم جحيما.