{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
شارك إبن الرمادي الأصيل.. الضابط الشهيد رعد دحام عواد عبد، في محاولة إنقلاب جادة، العام 1996؛ إيمانا منه، ومجموعة الرتب العسكرية، المنتظمة معه، بوجوب تصحيح الأخطاء التي ألحقها الطاغية المقبور صدام حسين، في حاضر ومستقبل العراق، متخبطا بإعقال أي عقل مفكر في البلد، وتبذير لثروات العراق على قوى سياسية خارية، لن تخدمنا بل تؤلب آخرين علينا، يتطاحنون تضادا بشأن قضايا لا تمس العراق من بعيد او قريب، لكنها إستنزفت الأموال، في حين الشعب جائع، عملا بمبدأ “جوع كلبك يتبعك” الذي سمعه المقربون منه، يرددوه، في مناسبات عدة.
بدأ حكمه وانهى وهو يسوقنا الى مقاتلة الجيران من دون أسباب مقنعة.. سواء في حربه ضد ايران التي خرج منها بإقتصاد منهار؛ فراح يعدم بهستيريا؛ أسفرت عن غزو دولة الكويت الشقيقة، وفي ليلة الغزو.. 2 آب 1990، أعدم مائة وخمسين ضابطا رفضوا الانصياع للأوامر…
علي حسن المجيد
هزم في الكويت وعاد ليقصف انتفاضة آذار 1991 بصواريخ “الارض ارض” والمدفعية العملاقة، التي سحقت مدنا بأهلها العزل، ومن لم يمت دفنه حيا، عقب تعذيب سادي فظيع.. تلذذ خلالها علي حسن المجيد..إبن عم صدام وووزير دفاعه حينها.. بإستخدام سيف عربي في الذبح، كالأفلام!
فهل يقف ضابط شريف مثل رعد دحام، ومن معه، مكتوفي الايدي، وشعبهم يباد على يد طاغية مسعور.. سادي.. مهووس بالدم والموت والضواري التي يخبئها تحت أرضية يتحكم بفتحها.. ألكتونيا، تحت قدمي من يشاء، وغلقها عليه مع كلاب آكلة للحوم البشر.
مظفر النواب
توالت المصائب التي لخصها الشاعر الكبير مظفر النواب بالقول: “مجيئه للحكم كارثة وحكمه كارثة وسقوطه كارثة” .
وللحفاظ على وحدة الموضوع، أعود الى العام 1996، حين لم يتخط الشهيد عبد، الواحدة والثلاثين من عمر إستكمله بالزواج؛ منشئا عائلة شاء ان يربيها على الالتزام والثقة؛ متحملا عناء الطاغية، وحزبه.. البعث الجائر.
أعد مجموعة الضباط، وبينهم رعد، العدة للإنقلاب على حكم صدام، لكن أحبطت الخطة، فأعدم جهز المخابرات، الثوار.. واحدا واحدا، متجاوزا صلاحياته؛ فهي قضية من شأن الإستخبارات العسكرية وليس المخابرات، لكن حين يداهم الحق، كرسي سلطة صدام الباطل، تتداخل الصلاحيات!
جبان إذا تولى لا يعف
أوصى القوى السلطوية، في الأنبار، من جهاز حزبي وأمن وشرطة محلية ودوائر خدمية وإدارات المدارس حيث ينتظم اولاده واولاد أشقائه وشقيقاته، بسوء المعاملة، والتنكيل الدائم، الذي يضطرهم للإنتقال الى حي آخر، علهم يبدأون حياةً جديدة، بمد شبكة علاقات إجتماعية ورسمية، غير مشمولة بالتوصية الصدامية السابقة، لكنهم يجدون الشيطان قد سبقهم، فتتلقاهم المنطقة اللاحقة بمثل ما لقوه قبل مغادرتهم الحي السابق، يضيق حياتهم،ضيق الله عليه الارض بما رحبت، ولم يبق له سوى (زاغور) منبوذا عند أطراف التكري.. في (الجولة) تائها يشيه مع رمل الفلاة السافي تبدده الريح.