قال لصاحبه:
إحذو حذوِ… فرد حانقا… أجننت!!!
كيف ذلك ومن احتذوا حذوك ضاعت وتاهت احذيتهم على باب الذي سرقوا الاحذية من الجامع الكبير… ثم غيروا الاسم الى كنيسة و صليب الى جانبه هلال.. فبات من يحتذِ حذو غيره ضاعت عليه مسارات و احذية من ساروا على الطريق الترابي ظنا منهم انه معبد حيث التوطين…
علينا الأخذ العبرة من خفي حنين… الذي اضاع فردة لم يحتذيها … فضاعت عليه الأولى والثانية بخيبته، كما أضاع الأدلة إلا من البعر المترامِ… فهبوا يا رعاة البعر والبعرور امسكوا عليكم مدرعاتكم التي عبثت فيها الريح ولاطت بأعضائكم حتى استمنيتم رغبة في الحرام المحلل تماما مثل الطرشي المخلل… فبواحته لا يمكنك ان تميز النتانة من العفونة أو من البداوة او التحضر وهكذا ضاع الحابل وبالنابل… فبعد ان كنتم تعيشون الرخاخ صرتم في مطلخم امركم لا تكيلون للوزن معيارا وزنة قسطاس… فمال الراس بالرأس واصطفقتم تراوحون بين خصية شيطان الحقيقة وسواد ليلة العبث بأسته.. فبادت قدراتكم حشحشة لا تستطيعون القيام بِبسبسة… كنتم تصدحون كالعنادل أما الآن فقد كُممت افواهكم فصرتم كما يقال فعل الايدي الخفية قد فشفنتكم شفنًا فما عاد لكم صوت و لا نهام يقص بطولاتكم او يذب عنكم الشبهة… صار كلامكم خثرود او متعقرط… إنها الدنيا التي صمختنا فبتنا متوزوزين بين هذه وتلك.. حتى اضعتم الأثنتين معا… فطالما وقفتم امام المرآة ورأى كل منكم نفسه متحفنشا مثل سوبرمان القرن الواحد و العشرين… بعدتم عن الطريق صرتم مثل القزع لا إلى هذه ولا إلى تلك… فالدين مقاييس معوجة…
الارباب كثر إن الارباب يا صاحب كالأباخس مختلفة الاطوال والاحجام… ما لكم من قبلة فقد ضيعت و غيبت منذ ذلك اليوم الذي زرعنا الخشخاش دخان لأنفاس عارية يستهويها الضلال ابواب هروب من الواقع او يتصور نفسه مثل العفنجج يرافقه الكردوم أو الأزور الذي لا يفرق بين الحقيقة والواقع … والى جانبهه تدق أجراس تعلن ان القادم سيغير مآذنكم.. سيصدح بالهالولويا في نفس الاوقات الخمس إنه عصر رعاة البقر على أرض رعاة البعر… يا لهو من واقع مزري مذري… اصحاب اولي الامر صاروا إما وخواخا أو من الأكاتم الكبيرة لا يرى تحت قدمه لكبرها، عاثت النفوس وماجت فركبت الخبائث قاعات سمر وطرب وراحت تبيع اثداء واجساد عارية بطراطيش كلام حتى فسقت النفوس وصارت بين الناطس والحطاط حليفتهم الغوائل ورفيقهم قارع الطبل والناقوس… فلا ترهقني بالقدوة وتجبرني على احتذاء من خرمته الوصايا الأكثر من عشر.. وتاه أربعين سنة ممن عبدوا العجل في زمن التيوس… فواحدهم صار كالأشرم يريد هدم الكعبة وهو جعسوس نافق ادرد احتف ملك كل الصفات التي جعلته لغوب منحط، يحمل الغوائل في صدره على البرية لا يكرم ارضا او إنسان، باع واشترى الولاء حتى دمر أرضه الأريضة الى جرداء تجعجع الاعمار وتذرها هباء منثورا… عالمك الذي تحتذيه لا عمر له ولا بقاء… هلم لملم قرون الاستشعار او اقطعها، أو كن كالنعام إدفن رأسك في التراب عل هناك من يلحق بجسدك بقيته مع رأسك… بعدما إورثوك الخشخاشة، طرحوك ارضا ثم نزعوا عنك هويتك لتكون من الغابرين، ام ترى كل حديثِ خثروط ليس له معنى؟ إلا لمن خاض عِراك وهم كما فعل كاليغولا أو ذاك الذي يسمى دون كيشوت.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي