11 أبريل، 2024 7:01 ص
Search
Close this search box.

رصاصه من تحت الماء

Facebook
Twitter
LinkedIn

تلاعبت بمشاعري كلمات اغنيه رساله من تحت الماء للشاعر المبدع نزار قبانى.والتي غناها المطرب عبد الحليم حافظ رحمهم الله…..ان كنت حبيبي ساعدني كي ارحل عنك .. اشتقت اليك فعلمنى ان لا اشتاق.. علمنى كيف اقص جذور هواك من الاعماق … اني اتنفس من تحت الماء … يا كل الحاضر والماضي ياعمر العمرالى نهايه الاغنيه اني اغرق اغرق …..!
لا اعرف لماذا هزتني كلمات الاغنيه وخطر ببالي انها كتبت لكل عراقى ترك وطنه ورحل لاسباب لا اريد ان أخوض في تفاصيلها لان لكل واحد منا قصة وكل قصة تحكي لنا وللاجيال حجم المعاناة والمأساة التي مر بها هذا الوطن الجريح .
في لحظات استنجدنا بحبيبنا العراق وطلبنا منه المساعده كي نرحل عنه حتى لانراه على ماهو عليه الان ولكن الشوق اليه والحنين له يعيش معنا في كل لحظه ولونعرف كيف نتعلم ان لانشتاق اليه او نجرؤ ان نقص جذوره من الاعماق  لفعلنا ولكن حبنا له يجعلنا نشعر بالغرق في كل لحظة ونحن بعيدين عنه ونشعر انه يغرق ونغرق معه .
انتهيت من سماع الاغنيه ورجعت الي الواقع بعد ان ذهب خيالي بعيدا وتذكرت ماتذكرت ايام الحزن بمرارتها وايام الفرح بحلاوتها وأيقظتني نشرة الاخبار وما ادراك ماذا تحمل من اخبار عن المنطقه العربيه عامة وعن العراق خاصة.
 مظاهرات واعتصامات ومحاكمات في مصر . تفجيرات في العاصمه العراقيه بغداد والمحافظات حصيلتها مئات من دماء الابرياء واتهامات بين الكتل السياسيه .
قتال في سوريا بين قوات الاسد والجيش الحر  . اضطرابات في هذا البلد العربي وذاك والنتيجة واحدة الاستهزاء بالمواطن البسيط الذى لاقيمه له فى نظر الحكام سوى انهم ارقام يمكن
 الاستفاده منهم فى الانتخابات.  وعلى الرغم اني لاأميل ولااحب التعامل بلغة الارقام ولكنى وجدت نفسى
 مضطرآ لأستخدامها لاجل كشف حقائق قد تكون غائبه عن البال!!!. 
و للمقارنة فقط بالعائدات النفطيه فأيرادات العراق منذ عام ١٩٧٠ لغايه ٢٠٠٣ هو (٢٦٢)مليار دولار بينما عائداته منذ عام
٢٠٠٣ الى نهايه ٢٠١٢ هو (٤٨٨) مليار دولار .!!!!
هذه العائدات تجعل المواطن في مستوى معاشي تحسده كل شعوب العالم ولكن ماهو الواقع كل شعوب العالم تتألم على حجم المعاناة التى يمر بها ابناء هذا البلد معاناته من الكهرباء ولحد الان بعد كل الوعود التي صرح بها المسؤلين ظلت
 هذه المشكله بدون حل وبطاقه تموينية هزيلة بمحتوياتها وملفات فساد نظرت من قبل هيئه النزاهه ولم يتقدم لحد الان احد للقضاء والوضع الامنى من سيئ الى اسوء وارتفاع مستويات البطاله بحيث هاجس الاحباط لدى الخريجين يتزايد يوما بعد اخر والتعيين اما بالرشاوي او الانتماء الى احد الاحزاب المتنفذة.
يتسائل ومعي الملايين من ابناء هذا الشعب الذى لم يجد حاكم ينصفه  اين ذهبت هذه المليارات !؟ هل نجد من يقنعنا ويقول للمواطن البسيط الذي لايستطيع ان يسد الاحتياجات البسيطه له ولعائلته  انكم حكومه نزيهة وبرلمان يعمل لسن
 قوانين ترفع المستوى المعاشي للمواطن او تحاسب الحكومة اين ذهبت هذه المليارات !؟ ام ان المليارات لا تكفي لسد احتياجات الكتل السياسية وعلى المواطن ان يجد له ثروات اخرى غير التي موجودة فى العراق هل من منقذ لهذا البلد ام ان سبب التاخير فى تقدم البلد الى الامام هم الصحافة ووسائل الاعلام لانها جهات مظللة للحقيقه وحسب كلام احد
 الساسه العراقيين  ونحن كعراقيين نسأل هذا السياسى العراقى هل ميزانية الدوله وتنفيذ المشاريع من مسؤليه الاعلام والصحافه فى العراق الجديد!؟ .
ولكننا لا نريد ان نظلم احد وللامانة نقولها ان العائدات النفطية رفعت المستوى المعاشي
للرئاسات الثلاث بنسب غير معقوله مما اصاب الجميع بالذهول وجعل كل وسائل الاعلام الداخليه والخارجيه تقوم بتسليط الضوء على هذه الرواتب والفرق  الشاسع بين راتب الموظف العراقى وراتب السياسى فى دوله العراق .؟
وانطلقت التظاهرات للمطالبة بألغاء تقاعد البرلمان وتعالت الاصوات بحيث من غير المعقول ان البرلمانى يقضى فى البرلمان اربع
 سنوات ليخرج ويتقاض راتب تقاعدي يجعله يعيش بترف بقيه حياته ويكفى لنا ان نعرف ان تقاعد السيد المشهداني حوالى (٤٨٠) ألف دولار سنويا وهو رئيس البرلمان السابق نتيجه خدمته فى البرلمان اربع سنوات بينما راتب الموظف
 العراقى يتراوح بين(٣٦٠٠) ثلاثه الأف وستمائه دولار و (٩٦٠٠) تسع الأف وستمائه دولار سنويآ والخدمه تكون ٢٥ سنه فما فوق .
هل يعقل هذا وهل علينا ان نكمم افواهنا ونسكت وثراوتنا تسرق وبلدنا يغرق 
كلنا نتذكر الايام الاولى للاحتلال ولااحد يمكن ان يسميه غير هذه التسميه وباعتراف بريمر فى مذكراته ( لاتستطيع ان تقنع العراقى ان بلده غير محتل وهو يشاهد حجم الدبابات التى تجول في شوارعه). عندما دخلت القوات الامريكيه
 وغيرت النظام كان حلم العراقيين البسطاء ان ابوب الجنه قد فتحت امامهم وسيصبح العراق في مصاف الدول المتقدمة والمتطوره في كل المجالات وسنعبر الدول باشواط في سباق مع الزمن وسيكون حال العراقي فى حال يحسد عليه نتيجه
 للرفاهيه والخير والديمقراطيه والامن والعمران والتطور في كل مجالات الحياه ولكن هذه الاحلام كلها تلاشت مع ادراج الرياح بعد بدأ العراق الجديد المملوء بلتفجيرات اليوميه والقتل على الهويه والتهجير حينها استيقظ الجميع على كابوس .!!!
 وبدأت مرحلة جديدة من الصراعات لنهب خيرات هذا الوطن ومن جهات داخليه وخارجيه
سرقت منا الايام وطن كنا نحلم ان يكون احلى الاوطان ودفعتنا الى غربه مضطرين لها ولان الخطوط المستقبليه واضحه
 وحتى لانموت بحسرتنا عليه رحلنا وتركنا الجمل بما حمل وتحملنا ماتحملنا من صعاب البعد عن الاهل والاحباب ولكننا تفاجئنا بعد كل هذه السنوات ان الذي بقى فى الداخل يعيش نفس الغربه ومعاناه اكثر وكأن الوطن غير الوطن والارض غير الارض والناس غير الناس وكأنهم غيروا حتى البشر وهذه هى المأساه الحقيقيه !.
فقدت كلمات المحبه معناهاوسادت  اصوات القنابل فلو كان قبانى بيننا ولم يرحل لما استطاع ان يكتب كلمات حب من تحت الماء ليغنيها حليم  ولكنه سيكتب لنا لنغنى  … اني اغرق… اني اغرق ونستبدل الرساله الى رصاصه من  تحت
 الماء عسى ان تصل الى أسماع من فقدوا الضمير ليوقفوا نزيف الدم فى هذا البلد وينصفوا اهله ويكتفوا من سرقه ثرواته ويتعلموا كيف تبنى الاوطان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب