23 ديسمبر، 2024 3:28 م

رصاصة الرحمة …. من يطلقها؟

رصاصة الرحمة …. من يطلقها؟

رصاصة تطلق في اللحظات الاخيرة على المحتضر في بعض المواقف سواء كان انسانا، او حيوان، ولأسباب قاهرة جدا، ليريحوا تلك الضحية، وحسب اسباب أو اعتقاد مطلق الرصاصة، أو كما يفعل الفريق المتقدم بكرة القدم بهدف واحد مقابل لا شئ ليسجل هدفا اخر في اللحظات الاخيرة ليجهض على امال الفريق المنافس بالتعادل على اقل تقدير.
اليوم؛ ونحن نعيش الاخفاقات المتكررة للحكومة العراقية لاسيما رئيسها السيد نوري المالكي، حيث عدم انسجام التشكيلة الوزارية، والفساد المستشري فيها، بالتالي جميع مفاصل الحكومة، ووزرائها، ودوائرها كافة سواء كانت خدمية، او امنية، وحتى ما يسمى بالإنتاجية؛ مما انعكس على الواقع، والحياة العامة مما جعل العراق يتصدر قائمة الفساد عالميا، ويبتعد عن اقرب منافسيه بقائمة النزاهة بفارق كبير جدا؛ وبحسابات كرة القدم اصبح العراق يعاني شبح الهبوط من الانسانية نتيجة عدم وجود الرقابة، ومحاسبة المقصر، والفاسد.
من حيث الاقتصاد، اصبح العراق البلد الوحيد تقريبا الذي يعتمد اعتمادا كليا على الاخر، وكأنه طفيلية تعيش على الغير؛ مما ساعد على تدهور الصناعة، والزراعة الوطنية، وبات النفط المصدر الرئيس لمعيشتنا، وان انقطع لا سامح الله لانقطع رزقنا (ودحنا بين الدول) كما عبر احد نوابنا الشر…. فاء)!.
الخدمات حدث ولا حرج فبغداد تغرق لسنتين متتاليتين وكأنه لا يوجد من يفكر، ويخطط لتلافي المشكلات، والطوارئ (من استوى يوماه فهو مغبون) فحكومتنا مغبونة مغبونة  مغبونة.
الامن؛ ذلك الهاجس الذي عانينا منه كثيرا، ولا نعرف السبب الذي يجعل الحكومة تقف عاجزة اماه؛ فانفجار السيارات المفخخة باكثر من خمسة عشر سيارات بوقت واحد متزامن يشكل تحديا كبيرا للحكومة ليؤشر على فشلها، وعدم اهتمامها بأرواح العراقيين” مادامت الاهداف الحيوية بعيدة عن مرمى الارهابيين” كما صرح رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية عن دولة القانون حسن السنيد، ناهيك عن مسلسل هروب الارهابيين الذي بات واضحا للعيان مدى تماهل الحكومة بهذا الملف، مما ولد قناعة كبيرة لدى المواطن بعدم وجود سيطرة للحكومة على مفاصل الحياة في العراق، سيما بغداد العاصمة، او اشتراك الحكومة، او القيادات الامنية بهذا المسلسل.
حكومتنا الموقرة انعكفت، وتقوقعت على نفسها (بخضراء الدمن)، وتناست هموم شعبها، وفاقته؛ ولم تفكر بيوم من الايام منذ اربع سنوات تقريبا، وسنين ثمان للسيد المالكي، وما يقارب التسع سنين لحكم حزب الدعوة بكافة اطرافه؛ لم يفكر احد منهم بتوزيع الاراضي للفقراء، والأيتام الذين يسكنون الطرقات، وبيوت الصفيح مساكن لا تقيهم حر الصيف، او برودة الشتاء .
الان؛ لقرب الانتخابات البرلمانية، ولإحساس البعض،  ومنهم السيد المالكي بان عرشه ايل للسقوط، حسب اغلب الاحصائيات الداخلية، والخارجية، وعدم الحصول على التأييد من حلفائه ولاسيما بعد الزيارتين الفاشلتين لأمريكا، وإيران اصبح السيد المالكي اكثر حراكا، وزيارة للمحافظات الجنوبية، وافتتاح المشاريع، وتوزيع الاراضي كما في البصرة، والكوت (الذي يحس بان شعبيته تضاءلت فيهما) موهما البعض باهتمامه بالمواطن، وبات يغدق العطايا محاولةً منه لشراء الذمم، وتوزيع المنح للأندية الرياضية، والرياضيين، والإعلاميين.
 في الختام احب ان اذكر بعض فتاوى سماحة سيدنا المفدى السيد السيستاني (ادام الله ظله الوارف) على لسان امام جمعة كربلاء الشيخ الكربلائي التي تؤكد عدم استخدام المال العام كدعاية انتخابية؛ كذلك عدم استخدام قوة الدولة للتأثير على المواطن كالتعيينات، وإغراءات اخرى.
يبقى السؤال متداولا من يطلق رصاصة الرحمة على حكومة أو آمال المالكي؟ هل هي المرجعيات؟ ام المواطن؟ ام افعاله وحزبه؟