تكمن أهمية الشرق الأوسط في ثروته النفطية، لذلك تتجه انظار العالم نحوه، مما يجعله بعض الدول، محط اهتمام للدول الكبرى، وأطماعها، ولهذا السبب، تجدها عرضة للمؤامرات، والتدخل في شؤنها، وسياساتها غير المتزنة، أو لمصلحه خاصة وقد تكون مشبوهة، وهذا يجعله تابع للأجندات الخارجية التي غالبا ما تكون مع الغرب، حفاظا على الملك والتسلط على رقاب شعوبهم، والشعوب لاحول لهم ولا قوة.
السياسات الخاطئة، طريق يقود الشعوب إلى الذل والفقر، وغالبا ما يقوم بهذه السياسة تجدهم من أكثر الرجال حماقةً.
العراق من بين هذه الدول؛ التي خسرت كثيرا، نتيجة السياسات الانفعالية، خصوصا بعد عام(2003)، لم يرى العراقيين خيرا، بل واجهتهم موجة من القتل الجماعي، بالسيارات المفخخة، والقتل على الهوية، والعجب كل العجب! أن من يُقتل هم الأغلبية المظلومة؛ المغضوب عليهم.
في وقت الدكتاتورية، والديمقراطية، التي كان الشعب يتمنى أن يعشها ويذق طعمها، تلك التي تسمى حكم الشعب لنفسه؛ ماهي الا قتل بطريقة جديدة، وعلى يد دخلاء على البلد، الفرق الوحيد ما بين العقدين، القتلة منهم جاء من الخارج، ومنهم حاضنة في الداخل، لكن يجمعهم قاسم مشترك، قتل الروافض!
بعد أن دقت ساعة الصفر، معلنة الزحف الداعشي، وأصبح سقوط بغداد قاب قوسين أو أدنى، دوت فتوى السيد السيستاني، بالرد السريع والوقوف، الحقيقي لصد هذه الهجمة الشرسة، انكشفت الغبرة، وقد انتصرت كلمة الحق وازالت الباطل من جذوره، بعد هذا الرد القوي، أدركت دول العالم انهم فشلوا بتفكيك اللحمة الوطنية.
انتصرت إرادة المرجعية، بعد ان أعطت الفرصة للشعب في الانتخابات، ووجهت خطابها نحو التغير، لان من كان يقود البلد، لا يستطع حل المشاكل والخلافات، التي تواجهه لأنها أكبر منه، ولا يفهم، ولا يدرك الحلول، بل لا يعرف الطريق إلى حلها، مما جعلها ان تصر على التغير.
اليوم العراق بدأ يعود إلى الطريق الصحيح، حلحلت المشاكل وتفكيكها، هو إرادة، وأدراك لوضع حلول مناسبة للخروج من بودقة التعصب، والانفعالية، وذهاب الى الحوار، هو أصل الحل، إذا فكرت أن تنتصر على داعش، عليك ترتيب اوراقك الداخلية.
لهذا كان اتفاق أربيل صدمة، ورصاصة رحمة، في رؤوس الذين فشلوا طيلة ثمان سنوات، نتيجة حكمهم، ومزاجهم الانفعالي، فسار بهم نحو الهاوية، مما أدى إلى سوء إدارة كارثي، كلف العراق، أموال طائلة، وارواح غالية، تحملها الشعب نتيجة الفساد، واستهتار المسؤولين، والاستهانة بمقدرات المجتمع.
الحوار مع الكورد، ليس صعبا، لكنهم كانوا يريدون من يحاورنه يثقون به، فوجدوا عبد المهدي اهل للثقة، وكلامه سند لا يتراجع عنه، لهذا الفريقين الحكومي، والكوردي، يرسمون الطريق من جديد؛ أساسه الثقة، التي رسمت الخطوط العريضة، لحل جميع المشاكل بين المركز والاقليم.