قرات للباحث العراقي رشيد خيون مقالة تحت عنوان (فلسفتنا.. ردود لا فلسفة ) تناول فيها ماهية اولا: فلسفة (محمد باقر الصدر) في كتاب فلسفتنا بالخصوص وثانيا: قام الاستاذ رشيدخيون بتقييم شخصي لهذه الفلسفة ليخرج بالنتائج الاتية :اولا : طرح بسيط ولايعول عليه كنقض لفلسفة ، او تاسيس لفلسفة .ثانيا : ظن الكاتب الاستاذ رشيد خيون ان محمد باقر الصدر لو قدر له الامتداد في الحياة لأعاد النظرفي كثير مما طرح في كتاب فلسفتنا من افكار !!.والحقيقة وباعتبار انني من الذين كتب حول كتاب (( فلسفتنا )) للسيد الشهيد الصدر دراسات تناولت فيها ما لم يتناوله الكتاب من تفصيلات وطرحت شخصيا اكثر من عشرين بحثا او حلقة او محورا حول فقط مقدمة كتاب فلسفتنا اوتمهيده(تمهيد الكتاب) بالاضافة الى انني بتماس فكري مع الفلسفة كتابة وبحثا ، وما يطرح حولها ومن الداعين لاعادة (احياء مشروعها العربي الاسلامي) احببت ان يكون لي مداخلة حول ما كتبه الاستاذ خيون بهذا الصدد ، لتفعيل الطرح الفكري لا السياسي ولا الايدلوجي ولا الحزبي ، لاسيما ما اشار اليه من محوري :اولا : بساطة ما طرح فلسفيا في كتاب فلسفتنا للصدر ، وعدم التعويل عليه كمادة نقض فلسفية او قدرته على تاسيس فلسفة !.ثانيا : في ان السيد باقر لو قدر له الاستمرار بالانتاج الفكري لاطاح بالكثير من الافكار الموجودة بكتاب فلسفتنا !.ثم يستشهد الاستاذ رشيدخيون ببعض الوقائع التاريخية التي يعتقد انها ترفد فكرة (بساطة المحتوى الفلسفي الصدري المطروح من جهة وان فلسفة الصدر ماهي ، الا ردود فعل فكرية ، وليست طرحا فلسفيا ، او تاسيسا لطرح فلسفي جديد ) !.ولهذا كانت امالي الدكتور ( طالب الرفاعي) حاضرة في مقال الاستاذ خيون ، لتكون هي المؤرخة ، لقصة ولادة كتاب فلسفتنا ، وكيفية هذه الولادة ولماذية هذا الكتاب !.ثم يصل الاستاذ خيون الى الاستنتاجات الاتية :اولا : ان كتاب فلسفتنا كان له الاثر القوي على القوى المضادة للفكر الماركسي بل انه لعب دور المادة التي تبناها التيار المضاد للماركسية (اعتقد يقصد التيارات الاسلامية ) للانطلاق منه واتخاذ فلسفة الصدر كمرجعية فكرية لمناهضة الماركسية الشيوعية في العراق !.ثانيا : ان كتاب فلسفتنا للصدر (محمد با قر) كان له الاثر الاكبر على الفقهاء باصدار فتوى التكفير التي استغلت (حسب ظن خيون) سياسيا للتنكيل بالشيوعيين العراقيين ابان حكم القوميين في 1963 م ومابعد ذالك !.ثالثا :ان كتاب فلسفتنا لايصلح ان يكون نقضا او تاسيسا لسبب بسيط (( لان اي نقض لفلسفة ، او علم يحتاج الى قراءته بلغته ، ومعلوم ان الصدر لم يكن يجيد لغة اخرى ولم يقرأ غير المترجم الى العربية ) !.لعل هذه هي اهم المحاور التي تناولها الاستاذ (رشيد خيون) في مقاله لتقييم كتاب فلسفتنابصورة عامة وسوق الادلةالتي تثبت مدعى بساطة فلسفة الصدروعدم اهليتها لتكون نقضا لفلسفة ما (باليقين يقصد خيون نقض فلسفتنا للاطروحة الماركسية)او تاسيسا لمشروع فلسفي متكامل !.والحقيقة نحن عندمانحاول تناول مثل هذا الطرح النقدي للفلسفة سواء كان للاستاذ خيون ، او لغيره من الكتاب ، الذين يحاولون ان يتناولوا الفلسفة على مستواها الفردي في تناول هذا الفيلسوف ، او ذاك من الفلاسفة العرب ، والمسلمين تاريخيا ، وحتى اليوم ، او على مستواها كمشروع (وهذا ما نتبناه نحن كرؤية للفلسفة)يصدمنا ماهية المطروح نقديا لاسيما ان كانت رؤية نقدية متاثرة بالايدلوجي السياسي اكثر من تاثرها بالفكر العلمي والفلسفي الحروالمتيقض فانه حتما سيصيب مثل هذه النقودات الفكرية العميق من الهزال في الطرح اولا ، والكثير من التسطيح للفكرة النقدية من جانب اخر ثانيا !.نعم كان على الاستاذ (خيون ) واضرابه من المثقفين لاسيما العراقيين ان يدركوا قبل ان يطرحوا اي نقد لموضوع فيلسوف اوفلسفة تاريخيا وحتى وقتنا المعاصر : ان الفلسفة بتكوينها وشخصيتها الفكرية لاتقبل الاختزال (كباقي العلوم والادبيات الشعرية ) ولا الاختصار والتجزئة الفكرية ، و معروف عن الفلسفة انها علم او موضوع في كثيره رؤية ويقين وعلم ، وفي قليله شك وقلق وضبابية في الرؤية واذا كان امثال الاستاذ رشيد خيون يحاول ان يطرح نقدا فلسفيا موضوعيا للفيلسوف محمد باقر الصدر، وكتابه فلسفتنا على وجه الخصوص ، فنربأ به ان يطرح مقالا من بضع كلمات ليرصع اوله ب : ( ببساطة هذا الطرح وعدم التعويل عليه)ويختم اخره ب(بالتحريض سياسياعلى فكر فلسفي طرحه الصدر في خمسينيات القرن المنصرم ، للفلسفة ، وموضوعها فحسب وليس للسياسة وزواريبها المظلمه ) !!.نعم نحن نشد على يد وقلم الاستاذ رشيد خيون اذا كانت لديه اطروحة فلسفية متكاملة لنقد مشروع السيد الصدر محمد باقر ، كما نتامل من كل كاتب نقد فلسفي لاسيمامن الكتاب العراقيين ان يطرحوا باستفاضة رؤيتهم لمشروع الفلسفة الانسانية ، منذ ولادتها يونانيا ، وحتى انزال ترحالها غربيا وشرقيا اليوم ، وبعد ذاك يصبح لائقا جدا ان نقيم فلسفة الصدر بمقال صغير نصف من خلاله فلسفتنا للسيد الصدر على انه ذا محتوى بسيط وعديم قدرة على عملية نقد او نقض او تاسيس مشروع فلسفة مختلفة !.هنا نحن بصددالدفاع عن مشروع فلسفةلايدركها الا ذووها وهنا نحن بصدد الاحتفاظ للفلسفة بهيبتها العلمية ، كي لايتطفل عليها المتطفلون كما يحصل الان في مشروع العلم الديني ، او الادبي ، او الفني الذي اصبح مباحا لكل من هبّ ودب !!.ومع ادراكنا : ان الفلسفة ، وفلاسفتها اعلى كعبا من ان يتجرأ عليها المتطفلون ، ومع ايماننا ان شخصية الفلسفة ، كموضوع فكر انساني لايسمح للاقتراب من عرينه الا اصحاب الكفاءة والاقتدار ، لكن هذا لاينفي ان هناك من يحاول التطاول على الفلسفة بلا علم او يحاول ان يجيّر مفهوم الفلسفة ، وموضوعها ومسماها لايدلوجيته السياسية او الحزبية او الاجتماعية او حتى النفسية الفردية هنا وهناك !.ومن هذا المنطلق سنحاول في هذا المقال وغيره من المقالات الاخرى ان نتناول ماطرحه الاستاذ (خيون ) بصدد كتاب فلسفتنا نقدا او تقييما ونترك التوسعة الى ما يرتايه نقادكتاب فلسفتنا (ان وجدوا) في توسيع الجدل والحوار او اختصاره على ان يكون النقد ، والحوار منطلقا من كتّاب اصحاب بحث ورؤية في الفلسفة ومشروعها الانساني !!.ولنتناول ( في القسم الثاني ) : اولا: بساطة الطرح الفلسفي الصدري وعدم كفاءته النقضية الفلسفية .ثانيا : مفهوم تاسيس الفلسفة