23 ديسمبر، 2024 1:38 ص

رسوم الحكومة المتحركة

رسوم الحكومة المتحركة

كلنا يتذكر أفلام الرسوم المتحركة منذ طفولتنا،حتى ونحن في خريف عمرنا مازال أبطال هذه الرسوم يحتفظ بشبابه ووجهه ومغامراته ! توم وجيري (القط والفأر) وميكي ماوس وبباي والسندباد وغيرها.. هذه الشخصيات الكارتونية تنافسها الآن شخصيات أخرى حديثة كسبونج بوب وكامبل وكريندايزر وبوكيمون.. عشرات الساعات وملايين الدولارات والسيناريوهات والمعدين والممثلين والفنيين عملهم إخراج هذه الرسوم كي يراها الأطفال ويتمتعون بها بل أن دولا كبرى تشرف على شركات ومؤسسات تصدر هذه السلعة الإعلامية وتجني بسببها ثروات كبيرة ! الأمر الأهم أبطال هذه الرسوم وزيادة عدد المعجبين بهم فبوكيمون تحول من بطل في أفلام الرسوم المتحركة إلى لعبة تتناقلها وسائل الإتصال الحديثة.. وبباي تحول إلى علامة تجارية وكذلك بقية الأبطال الكارتونيين، هؤلاء كلهم ليس لهم وجود أصلا بل هم كانوا وسيبقون بيد من رسمهم وحركهم ونشرهم وكتب لهم القصص والسيناريوهات.. كانوا في عقول المتاجرين والرابحين والمضاربين بسوق تجارة الأفلام المتحركة.. هؤلاء نهايتهم مكتوبة مسبقا في حال قلة الطلب عليهم تستبدل وجوههم ويصبحون في قوائم النسيان بلا ضجيج وبهدوء ..
الحكومات العراقية المتعاقبة أو المتلاحقة ، سموها ماشئتم لم تتمكن من إحراز خطوة واحدة للإستقلال بالقرارات التي تتخذها أو تقترحها أو تنفذها بل ظلت وستظل أسيرة لتجاذبات حزبية وتأثيرات لكتل تنحاز أصلا لدول أخرى.. فالوزراء جميعهم مقيدون ومكبلون لكتلهم ومن أوصلهم إلى مقاعدهم الوزارية بعد كل دورة إنتخابية وهو إستسلام مطلق لإرادات مجهولة لاتريد للعراق الأمان أو الإستقرار ..كيف نتخلص من رسامي الشخصيات الكارتونية وأين يقبعون؟ الكل يعتقد أن واشنطن وطهران وأنقرة هم من يحملون فرشاة رسم القيادات العراقية وأنا أرى العكس تماما.. فمن يعلن تدخله في رسم السياسة العراقية علانية أقل خطورة من كهوف لدول مجهولة هدفها صناعة فلم كارتوني نهائي للعراق ولحكومته الكارتونية..
ولله الأمر