5 نوفمبر، 2024 6:19 م
Search
Close this search box.

رسول الله (ص) أفضل ما خلق الله سبحانه وتعالى

رسول الله (ص) أفضل ما خلق الله سبحانه وتعالى

يعجز العقل ويتعب اللسان ويضيع القلم وتنبهر العيون وتشح الكلمات عندما يريد الواصف وصف رسول الله (ص) الذي مدحه الكامل جلّ أسمه بأعظم مدح ولم يمدح قبله أو بعده بمثل هذا المدح أذ قال سبحانه وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) فهل بعد هذا المدح من العلي الأعلى سيكون مدحا بل تطفل وأكتساب المدح بمدحه لأنه العظيم الذي لا يعرفه الكون بأسره إلا الله سبحانه وتعالى وأبا الحسن (ع) إذ قال رسول الله (ص) (يا علي لا يعرفني إلا الله وأنت ) , ولكن الذي وصل إلينا من سجيات أخلاقه إلا عبارة عن إنعكاسات من إشعاعات فيوضاته الربانية رحمة بنا وعطفاً علينا حتى نسلك طريق الحق القويم الذي أختاره الله لنا بثقة وطمأنينة , فأصبح رسول الله (ص) النبع الذي يرتوي منه كل عطشان للصفات الحميدة وقد جعله الله سبحانه وتعالى الأسوة الحسنة التي يجب أن تتبع أذ قال الله سبحانه وتعالى ( ولكم في رسول الله أسوةٌ حسنة) ,(ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا) وقد جعل إتباعه مصدراً لمحبة الله سبحانه وتعالى وغفرانا للذنوب قال الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) ( 1) , فأخلاق رسول الله (ص) كألحديقة الغناء المملؤة بالورود والرياحين فالداخل إليها يحتار أي ورد يقطف وأي عطر يشم عندها سيغمض العينين ويختار ما يشاء فأنه الجميل والعظيم ، لهذا فقد أخترنا لكم بعض القصص لكي تكون لنا عبرة قال الله سبحانه وتعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)  لكي نتذكر ونقتدي بأخلاقه الكريمة (ص) ، فقد كان رسول الله (ص) الرحيم على كل شئ ( وما  أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وهذه صفة من صفات الله سبحانه وتعالى  أعطاها المولى عزة قدره لرسوله الكريم (ص)  لشدة رحمته وعطفه بالمخلوقات كافة فقد روى الواقدي في مغازيه ج2ص802 (لما سار رسول الله (ص) من المدينة الى مكة في عام الفتح نظر في منتصف الطريق كلبة تهرّ على أولادها وهم حولها يرضعون منها ،  فأمر النبي (ص) رجلاً من أصحابه يقال له جُعيل بن سراقة أن يقوم عندها حتى لا يتعرض لها ولجرائها أحد من الجيش ) وفي عدله مع أصحابه كان (ص) يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر الى ذا وينظر الى ذا بالسوية , وفي جوده وكرمه يروي صاحب نور الأبصار ص46 (لقد فاجئ أحد المشركين رسول الله (ص) يوماً وشد عليه بالسيف ثم قال له من ينجيك مني يا محمد , فقال النبي (ص) ربي وربك , فجاء جبرئيل فطرحه على الأرض وقام النبي (ص) وأخذ السيف وجلس على صدره وقال من ينجيك مني ؟ فقال المشرك جودك وكرمك فتركه وذهب .

فقد كان رسول الله (ص) أعظم الرسل والأنبياء بسبب أصعبيّة مهمته وأوسعيّة رسالته حيث كانت أبدية وعبوديته المطلقة التي أمتاز بها على جميع الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين وهذه بعض المواقف التي تبين ذلك : آدم (ع) آكل من الحنطة وهي ممنوعة عليه قال الله سبحانه وتعالى (ويا آدمُ أسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) ( 2) , والنبي (ص) مات ولم يآكل من الحنطة شئ وهي حلال عليه ، ففي الحديث (ما أكل خبز بُرّ قط )…..(3) , نوح (ع) دعى على قومه , والنبي (ص) عندما نزل جبرئيل بالعذاب على قومه قال (أللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون)….(4) , إبراهيم (ع) جادل مع الله تعالى في قوم لوط قال تعالى ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط )..(5) والنبي (ص) في قضية تغير القبلة بالرغم من شدة معاناته وتعيير اليهود له إلا أنه حتى لم يطلب من الله تعالى طلباً ولا خاطبه حتى قال تعالى في ذلك ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها )…(6) , داود (ع) وإستعجاله في الحكم قال تعالى ( فغفرنا له ذلك يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ..)…(7) , يونس ذهب مغاضباً قال تعالى ( وذا النون أذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )…(8) , موسى (ع) خوفه حتى عاتبه الله تعالى فقال (إني لا يخاف لديّ المرسلون )….(9) ومواقفه الإستعجالية مع الخضر (ع) .

بالإضافة لهذه المواقف لرسول الله (ص) مقارنةً ببقية الرسل والأنبياء سلام الله عليهم أجميعنً , فقد تحمل الشدائد والصعاب في سبيل تحقيق مهمته وتنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى على أكمل وجه مما لم يتحمله غيره من الأنبياء والرسل صلوات الله عليه وعليهم أجمعين فقد تحمل أنواعاً كثيرة من العذاب والآذى حتى قال صلوات الله عليه ( ما أوذي نبيّ مثل ما أوذيت)……(10) , والله سبحانه وتعالى قد كافئ  النبي (ص) أكبر مكافئة عندما إختاره أشرف الأنبياء والمرسلين بل جعل جميع الأنبياء مقدمة لنبوته (ص) كما قال الله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتابٍ وحكمةٍ ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا قال فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)….(11) وعن أبي الحسن (ع) قال ( ولن يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد (ص) )….(12) بالإضافة الى هذه المكافئة فقد جعله الله سبحانه وتعالى حبيباً لنفسه وهذا المقام يفوق مقام الخليل والكليم ، ونلاحظ الخليل يطلب البركات والأفضال الإلهية والخيرات ولكن الحبيب تأتيه البركات والأفضال الإلهية مرغمة بأمرٍ من الله سبحانه  وتعالى دون طلباً منه وهذه بعض الأدلة إبراهيم (ع) قال ( إني ذاهب الى ربي )…(13) الرسول (ص) (أسرى بعبده ليلاً )….(14) ,إبراهيم (ع) ( والذي أطمع أن يغفر لي )…(15) الرسول (ص) ( ليغفر لك الله )..(16) ,إبراهيم (ع) قال وسط النار( ولا تخزني يوم يبعثون ..)….(17) و الرسول (ص) (يوم لا يخزي الله النبي )……(18) ولم ينادي الله سبحانه وتعالى حبيبه المصطفى (ص) بأسمه قط بل كان يناديه ب يا ايها النبي ويا ايها الرسول (ص) إكراماً وإجلالاً له (ص) وأما الخليل فكان يناديه باسمه (وناديناه أن يا إبراهيم ) ( 19) وغيرها من الأدلة التي تثبت علو مقام رسول الله (ص) عن بقيت الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعينً , بالإضافة لهذه العظمة التي أمتاز بها رسول الله (ص) فأن له عظمة كبيرة جداً هي تحمله الشدائد والصعاب من قبل نفسه من أجل إسعاد البشرية وإنقاذهم الى يوم القيامة من الضلال والإنحراف عن الطريق القويم الذي رسمه الله سبحانه وتعالى وهذه المسؤولية أعظم من مسؤولية النبوة والرسالة لأن النبوة والرسالة ما هما إلا مقدمة لهداية الناس وإرشادهم , لذا فأن هداية البشرية والسعادة التي حصلوا عليها الى يوم القيامة والتي سينالوها في الآخرة سيكون فضلها جميعاً للنبي (ص) لذا فكل ما نقدمه لرسول الله (ص) لا يوافي جزء يسير من معاناته التي وصفها المولى عزة قدره بالشقاء من أجل أن يصل إلينا الإيمان ويبعدنا من الضلال بالرغم من الفترة الزمنية  الطويلة التي تفصلنا عنه (ص) ولكنه بالرغم من ذلك لم يطلب الآجر والثمن ، بل طلب منا شيء واحد لا غير وهوالمودة والمحبة لآهل بيته  سلام الله عليهم قال  سبحانه وتعالى ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في  القربى)…(20) وعن أبن عباس (أنها لما نزلت هذه الأية قالوا من قرابتك هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم قال (ص) (على وفاطمة وولدهما )…(21) ولكن نلاحظ الأمة اليوم تعطي ظهرها لطلب رسول الله (ص) بل تعمل بعكسه تماماً وهو الجفاء لأهل البيت سلام الله عليهم بل تفتخر عندما تقتل أو تعذب من يحب ويتودد لآل البيت عليهم السلام  كما طلب منا رسول الله (ص) ، وتلاحق محبيهم من بلد الى بلد وتتعاون مع أعداء الإسلام من أجل التخلص من شيعة أهل البيت فكأن رسول الله (ص) طلب منهم العداء لأهل بيته لا التودد والتحبب فأنهم قد ذهبوا بعيداً بجفاءهم وبغضهم لأهل بيته فما أتعس هذه الأمة التي لم تستجب لطلب رسول الله (ص) بحب أهل بيته والتودد لهم ، فسلام عليك يا سيدي يا رسول الله (ص) حين ولدت والدنيا تموج بالكفر والظلم وعبادة الأوثان وسلام عليك حين استشهدت وقد أوضحت طريق الهدى وعبدته لجميع البشرية وسلام عليك حين تبعث حيى على الحوض تسقي من سلك الطريق الذي عبدته وهم شيعيتك وشيعة عترتك الطاهرين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين .

(1) سورة آل عمران آية 31(2) سورة الأعراف آية 19(3) وسائل الشيعة ج24 ص435 (4) بحار الأنوار ج11ص298(5) سورة هود آية 74(6) سورة البقرة آية 144(7) سورة ص آية25-26(8) 6سورة الأنبياء آية87(9) سورة النمل آية 10(10) بحار الأنوار ج39ص56(11) سورة عمران آية81(12) الكافي ج1ص437(13) سورة الصافات آية 99(14) سورة الاسراءآية1(15) سورة الشعراء أية 82(16)سورة الفتح أية 2(17) سورة الشعراء آية87(18) سورة التحريم آية8 (19) الصافات آية 104 (20) سورة الشورى آية 22 , (21) تفسير جوامع الجوامع- الشيخ الطبرسي ج3ص283

أحدث المقالات

أحدث المقالات