18 ديسمبر، 2024 7:09 م

رسالتي الى السيد مقتدى الصدر المحترم

رسالتي الى السيد مقتدى الصدر المحترم

هل هو فرض أم سنة
في ليلة التاسع على العاشر من شهر صفر من عام ( 37 ) للهجرة أمر عمرو بن العاص قائد جيش معاوية في واقعة صفين المحزنة التي ذهب ضحيتها آلاف الصحابة والتابعين إنقياداً للفتنة جنوده برفع المصاحف على أسنة الرماح سعياً للتحكيم والمصالحة ، ووافق سيدنا الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالأمر بعد ضغط مباشر من عدد من أتباعه وهم نفسهم الخوارج الّذين تآمروا على قتله فيما بعد .. المصاحف تُرفع على أسنة الرماح وهو أمرٌ لم يكن المسلمون على معرفةٍ به أبداً .. لأن القرآن الكريم يمتلك هيبةً وعزةً وتفرداً لدى عامة المسلمين وبخاصة آنذاك في الوقت الذي كان عدد المصاحف المطبوعة لايقاس بالوقت الحاضر لأنها كانت تُكتب باليد .. وتم إيقاف القتال بعد التحكيم وهو امرٌ يمكن الرجوع إلى تفاصيله في اكثر كتب المؤرخين المنصفين .. ولستُ هنا في مجال الشك أو التصحيح أو إعادة المآسي والكوارث التي تعرض لها المسلمون وما زالوا .. لكنَّ ما يؤسف له حتماً قيام الآلاف من المتظاهرين والمحتجين والمعتصمين خلال التظاهرات الملونية في بغداد والمحافظات الاخرى اليوم والمنددين لهذا الأمر أو ذاك برفع المصاحف بلا أي مبرر وأينما سنحت الفرصة ومتى ما سنحت !
ألم يجد هؤلاء غير القرآن لرفعه بتلك الصورة المرعبة والمُستفزة لمشاعر المسلمين (( هل هو فرض أم سنة ))
من منح رافعي المصاحف تلك الصلاحيات في كل بلاد المسلمين ولأسباب متفاوتة .. لماذا لايخرج علينا رجال الدين والفقهاء بفتوى واحدة تحسم هذا الأمر وتمنع الناس من رفع القرآن الكريم بهذا الأسلوب .. أغيثوا القرآن الكريم ممن يعتقد أنه يُقدم خدمةً له وللمسلمين وهو لايعلم أنه يرتكب إثماً كبيراً ولايجد من يمنعه .. هناك لافتات وأساليب أخرى من الممكن جداً أن تعبر عن إحتجاج أو تنديد أو ظلمٍ اصاب الكثير من الناس .. أما رفع المصاحف فهو من الأمور التي ستفتح لنا أبواباً لايمكن غلقها الآن أو في المستقبل تسيء أولاً وأخيراً إلى أقدس واعظم وأشرف كتابٍ أنزله الله وهو القرآن الكريم