22 ديسمبر، 2024 3:40 م

رسالتي إليك يا حضرة الوزير

رسالتي إليك يا حضرة الوزير

فتشتُ كثيراً، وبحثتُ أكثرَ، متنقلةً بين المحافظات الواحدة تلوَ الأخرى، وسألتُ عن العوائلِ التي في جذورها الحسجةُ، والكرمُ، ونصرةُ المستضعفينَ، ولِجتُ في التأريخِ وتفحصتُأوراقَهُ، وقرأتُ عناوينَ كثيرةً، ولكن الحق والحقَ أقولُ، أوقفتني تلك المرأة في عمورية وهي تستنجد بالخليفةِالعباسيِّ وتصرخ بصوت جهوري- وا إسلاما! وامعتصِماه!

وكما يقولون ( لو خُلِيت قُلِبَت). أهلُ الخيرِ موجودون في كلِ مكانٍ، وربما أصبحوا قلةً وفي قلتِهم هم أوتادُ الأرضِومنتصرون، وبصماتُ هؤلاءِ الخيِّرينَ من الحُكامِ من سلاطينَ، وأمراءِ، ورؤساءِ، ووزراء يَكتبُ عنهم التاريخُبحروفٍ من نورٍ مُخَلَدِينَ رَغما عن أُنُوفِ الحاقدينَوالمُرائينَ، فأهلُ الصدقِ بصدقِهم ينجُون، وأهلُ الكذبِوالرياءِ باقونَ، بل إنهم المنافقون، وفي الدركِ الأسفلِ من النار دائمون، وحسبنا الله.

يا أرضَ الرافدين, كمْ نجبت من العظماء مُخَلَدين، وكم أنتِمباركة يا أرضَ العراقِ، مهد الأممِ، والحضاراتِ، والرسالاتِ، بذي قارَ أَنتم مفتخرون، سؤالي إليكَ يا حضرة الوزيرِ,هل أنتم للطلب ِمستجيبون, وللسائلِ مفرحون أم أنتم بالروتين باقون؟

إن لأهالي الجنوب صولاتٌ وجولاتٌ شاهدين، وكفى فخراًبذي قارَ وأهلها يفتخرون، مَن أبكى الإنكليز يا ترى وبتاريخ أفعالهم شاهدي وبصولات أجدادنا في ثورة العشرين خالدون؟ وأطلقوا على شجرتهم بالشجرة الخبيثةالمباركة، هم أهلنا وعزوتنا، وأنا إليهم لمنتميين، ذي قار آهات ثم آهات يا ذي قار لكم كل الحب وأنتم منتصرون، قال عنها رسول الرحمة [هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم] فماذا أقول يا أهلنا، وكفانا بشخص الوزير مستبشرون.

نعم أقول الحق، والحق أقول يا أهلَ ذي قارَ الكرام، أنتم أهل الحسجة والعرفان والدواوين باقون، والإعلاميُّ طبيبٌّ على آهات الناس ولجراحاتهم مداوٍ ، ناقلاً ما يدور في فلك العالم شاهدُ عينٍ قريبة من آلامِ الناس ، وفي الابتسامة مستبشرٌ، وكما يقولون أنَّ اللبيبَ بالإشارة يفهم، وكما تُقرأُالظروفُ من عناوينها .

يا حضرة الوزير ، فهل أنتم للسائل مكافئون، وللطلب مستجيبون؟ وكما قال رسولنا (ص) بتعاليم قراننا من جهز طالب علم فله نفس أجره فهل أنتم للثواب ساعون؟ وهل أنتم دافعون الماعون أم حاجبون؟

لكل إنسان سجية، ولكل مدينة نكهة ولغة يعرف بها أهلها، فإن قلنا عراقيا، يقف السامع ويتجلى أمامه العراق؛ لأنه هو أمه، كذلك هو الحال مع خليل الله إبراهيم وإذ تبارينا على الشجاعة فلا منافس لشجاعة أهلنا، وإذا قلنا الكرم يبدأ الكرم من سفرة كربلاء، وصولا إلى البصرة الحبيبة المتمثلة بأهل الجنوب، وكذلك الوسط والغربية.

إنَّ كاتبَ هذه السطورِ مفجوعٌ في أمرهِ لا يبتغي مالاً، ولا كسباً تجارياً، ولا منصباً رئاسياً، ولكن يريد عِلماً كما قال رسول الله محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) اطلب العلم من المهد إلى اللحد،“واطلب العلم ولو كان في الصين”،“والعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة” أين نحن من ذلك الأمر يا حضرة الوزير؟

اكتبُ مقالتي هذه للتاريخ ؛لأن الأيامَ تتوالى، والوجوهَ تتغيرُ، كمْ كان من الناسِ في أعلى السلمِ وهبط إلى وادٍ سحيقٍلسوءِ عملهِ، وكمْ بسيطاً وذو خلق وسمعته محبة الناس فيه فبقي خالدا لصلاح أمره، وإني أعدكم من أهل ذلك.

وقال تعالى ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ هذه حجتي وبيان أمري فهل من مجيب؟ وهل من منتفذ؟قضيتي مطروحةٌ امام وزير التعليم العالي والبحث العلمي،والرأي العام فهل نخوة العراقيين تستجيب للملهوفصاحب الحاجة؟ ليكون في ميزان حسناتكم إن شاء الله ،فاذا سُدت بعض الابواب بصيغة الروتين فإن من يفتحها هو أنتَ، واقول التجربة حبلى، فان كان عملا لله فهو ينمو ويترعرع، وأنا على ثقة أن الوزيرَ المحترم سوف يأخذُ بيدِكاتبِ المقالةِ؛ لغرضِ أن يشرحَ ما لديه.

آه ثم آه! يا حضرة الوزير من مرارة الحرمانِ، وقلةِ الناصرِ، ولكن قال تعالى: في محكم كتابه ﴿ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ وأنني أراكَ من المستبصرين الذين هم من أهلِالخيرِ، والفلاحِ، والصلاح والإصلاح دائمون، وللكلام بقية،ونحن منتظرون، هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[email protected]