26 نوفمبر، 2024 7:01 ص
Search
Close this search box.

رسالتان من آنا أخماتوفا الى ستالين

رسالتان من آنا أخماتوفا الى ستالين

من وثائق الادب الروسي
الرسالة الاولى
1935
1 تشرين الثاني/ نوفمبر

يوسف فاسيريونوفيتش الموقر
قررت ان أتوجه اليكم بهذه الرسالة, لاني اعرف موقفكم تجاه القوى الثقافية للبلاد, وبالاخص تجاه الادباء. لقد اعتقلت قوميسارية الشؤون الداخلية في 23 تشرين الاول/ اكتوبر في لينينغراد زوجي نيقولاي نيقولايفتش ( البروفيسور في اكاديمية الفنون) وابني ليف نيقولايفتش غوميليوف( الطالب في جامعة لينينغراد الحكومية).
يوسف فاسيريونوفيتش – انا لا اعرف بماذا يتهمونهما, لكني اعطيكم كلمة شرف , بانهما ليسا من الفاشست ولا من الجواسيس ولا من المشاركين في الجمعيات المضادة للثورة.
اني اعيش في اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية منذ بداية الثورة, ولم أرغب بتاتا بمغادرة البلاد التي يشدني اليها عقلي وقلبي, على الرغم من ان اشعاري لا يطبعونها, والتقييمات النقدية تجاهي تسبب لي الكثير من اللحظات المريرة , لكن عزيمتي لم تنهار,وانا مستمرة بالعمل في ظروف معنوية ومادية في غاية الصعوبة, واصدرت عملا عن بوشكين, والعمل الثاني معد للطبع. اني اعيش في لينينغراد بانعزالية تامة, وغالبا ما اتمرض ولفترات طويلة. ان اعتقال أقرب اثنين لي هو ضربة لا استطيع ان اتحملها.
أرجوكم, يا يوسف فاسيريونوفيتش , اعادة زوجي وابني اليّ, وانا متأكّدة, انه لن يأسف أحد بخصوص ذلك ابدا.
آنا أخماتوفا

++++++++++++++++++++++++++

الرسالة الثانية

6 نيسان/ابريل – 1939
يوسف فاسيريونوفيتش الموقر
أتوجه اليكم برجاء حول انقاذ ابني الوحيد ليف نيقولايفتش غوميليوف, الطالب في الصف الرابع بكلية التاريخ في جامعة لينينغراد الحكومية. ان ابني معتقل منذ ( 13) شهرا, وهو في السجن. لقد حكموه, ثم الغي الحكم بعدئذ, والان عادت القضية الى مرحلتها الاولية من جديد( وقد مضى على ذلك خمسة اشهر).
ان الاعتقال الطويل لابني سيؤدي به وبي الى عواقب وخيمة. اني في الوقت الحالي أعيش بعزلة تامة, واصبت بمرض شديد ( سرطان الوجه), وقد انفصلت عن زوجي. ان عدم وجود ابني, وهو أقرب انسان لي, يسلبني كل امكانيات الحياة.
ابني مؤرخ موهوب, ويمكن للاكاديمي ستروفه وللبروفيسور ارتامونوف ان يشهدا بان عمله المقبول للنشر يستحق الانتباه.
اني واثقة, ان ابني غير مذنب بتاتا امام الوطن والحكومة, وقد كان يحاول دائما بعمله ان يبرر تلك الثقة العالية التي اوليتموها لنا, عندما أعدتم اليّ ابني في عام 1935.
بارتباك هائل , وانا اشعر بضخامة طلبي, اتوجه اليكم مرة اخرى.
يوسف فاسيريونوفيتش- انقذوا مؤرخا سوفيتيا, وامنحوني امكانية ان احيا واعمل من جديد.
آنا أخماتوفا

ننشر الوثيقتين بلا تعليق , ونترك للقارئ بلورة الرأي بشأنهما,لكننا نود ان نشير هنا فقط , الى انهما ينشران – حسب علمنا المتواضع – لاول مرة بالعربية.

أحدث المقالات