18 ديسمبر، 2024 8:15 م

رسالة مهمة من صديق تعليق على مقالنا الانتخابات العراقية ..

رسالة مهمة من صديق تعليق على مقالنا الانتخابات العراقية ..

اشارة الى مقالي المنشور على موقع كتابات يوم 2021/1/19 بعنوان ( الانتخابات العراقية تساؤلات واجوبة وماهو الحل والى اين ) . تسلمت رسالة من صديق احترم رأيه فيها تعليق على المقال اعلاه انشرها كما هي .. مع شكري له على اهتمامه بالشأن العراقي واغناء النقاش بارائه الحكيمة

الرسالة تبدأ

قرأت مقالكم المنشور على موقع كتابات يوم 1/19 والمقال جدير بالقراءة … اتفق معكم فيما ادرجتم من اراء وملاحظات حول الانتخابات العراقية وموقفكم منها وخصوصا موقفكم بالدعوة لمقاطعتها وفي الفقرة الاخيرة من المقال دعوتم الى الثورة المسلحة ..

الموضوع الذي طرحتموه على قدر كبير من الاهمية والخطورة ويستدعي الوقوف عنده تاملا وامعانا في الرؤية .. عليه اود ان ابدي الملاحظات بخصوص ماقدمتم في مقالكم انف الذكر

اؤيد دعوتكم جماهير شعبنا عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع ومقاطعة وعزل السلطة على مستوى الشارع هذا العزل الذي سيفقرها حتى من جماهيرها والمقاطعة هي الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح .. فالمقاطعة ستخلق مناخا جديدا ويمنع للسلطة وادارتها من الولوج في صفوف جماهير الانتفاضة ولاتستطيع احزاب السلطة ان تقوم بلدغ جماهيرشعبنا مجددا كما قدمتم في بداية مقالكم . واذا ماسارت جماهير الانتفاضة في مقاطعة الانتخابات الى خواتيمها فعلى الانتفاضة وقيادتها ان تسال نفسها ثم ماذا بعد او ماالعمل اذا كان الجواب لديكم وكما طرحتموه هو الثورة المسلحة عليه سؤالي لكم هو هل الوضع العراقي مهيئا للثورة المسلحة وهل الوضع العراقي نضج بالكامل لرفع شعار اسقاط الطغمة الحاكمة علما ان شعارات المنتفضين ومطالبهم كانت ملاحقة الفاسدين وتنظيف الاجهزة الحكومية منهم واجراء انتخابات حرة ونزيه وتحقيق العدالة في مختلف وجوهها بين المواطنين ولم يكن شعار اسقاط السلطة ضمن مطالب وشعارات المنتفضين . ان شعار اسقاط النظام ( وانا لااتردد في تاييده ) يحتاج الى دربا طويلا وخصوصا في الظروف العراقية الحالية ذلك الدرب يجب ان يوضع وفق استراتيجية يعتمدها الثوار وقياداتهم . ان الفعل الثوري يبدأ بالكلمة والكلمة تغنى بالوعي الجماهيري وهو الخطوة الاولى لكي تفهم جماهيرنا الى اي مستنقع جرتها السلطة الفاسدة . ان القهر والاستغلال لايكفي لخلق تمرد الجماهير بل ما يخلق التمرد هو ايمان الجماهير ان السلطة لاتعاملهم بمساواة وعدل وان الظلم والقهر والقتل واقع عليهم بلا عدالة كل ذلك لايتم الاعن طريق الكلمة التي تزيد الوعي الثوري والايمان الثوري الذي هو الخطوة الاولى للفعل الثوري حيث تكون الجماهير مستعدة للانخراط فيه … لاننسى ان الثورة اي كان شكلها تحتاج الى شرطين الاول هو الشرط الذاتي والثاني هو الشرط الموضوعي واذا كان الشرط الذاتي يعني وعي الجماهير وايمانها بحقها في الحرية والعدل ويعني تنظيمها وامتلاكها الوسائل السياسية والتنظيمية والقيادية فان الشرط الموضوعي متحقق نظرا للوضع العراقي البائس وعلى كل المستويات والذي اوجدته وربته الطغمة الحاكمة هذا الوضع البائس والكارثي المتمثل ليس بتدمير الثروة وتبذيرها بل اسقاط الانسان العراقي من حساباتها حيث ان الانسان اّخر ما تفكر به احزاب السلطة ولاتضعه في مكان الغاية والوسيلة للتغيير وبناء حياة انسانية كريمة له وجعل العراق بلدا ينعم بسيادة الانسان العراقي على ارضه.. اعتقد انكم ترون ان التغيير في العراق ( اسقاط النظام ) يتم اما عن طريق الانقلاب العسكري او الثورة المسلحة وفي الحالتين هناك عقبات داخلية وخارجية تؤخر العمليتين او تجهضها داخليا الانقلاب العسكري يفترض دخول القوات المسلحة بمختاف صنوفها المعترك السياسي فالجيش يملئه الدمج وعناصر احزاب السلطة واحزاب السلطة لديها تنظيمات مسلحة وتحت اسماء وعناوين مختلفة ان عسكرة الحياة السياسية والحزبية في الوضع العراقي الحالي هو السائد في المجتمع العراقي وفئاته بدءا بالمليشيات الى رجال الدين ( وهو عامل يجهض الانقلاب العسكري ) وفي اعتقادي ان العامل الخارجي سيكون له قصب السبق في اجهاض اي تغيير حقيقي في العراق الا اذا كان هذا التغيير يخدم امريكا ودول الجوار التي تتدخل بالشان العراقي الداخلي .. فبالنسبة لامريكا مازال العراق وسيبقى ضمن استراتيجيتها هو وسيلة للهيمنة والنفوذ على المنطقة والعمل على إخضاعها بشتى الوسائل ولعل عملية غزو العراق وتفتيت المنطقة الى مكونات تتصارع ومنذ مايسمى الربيع العربي ظاهرة اصبحت فاضحة ولايخطئها المراقب او المحلل ( تفتيت العراق تفتيت سوريا تفتيت ليبيا الحرب على اليمن )

عليه اقول ان العامل الداخلي والعامل الخارجي لايساعد بل يعرقل اي عملية تغيير فامريكا ودول الجوار ستؤيد التغيير اي كان شكله واسلوبه مادام ذلك التغيير يخدم مصالحهم ونفوذهم في العراق والمنطقة ودون ذلك ستكون له بالمرصاد .. لذا على جماهير شعبنا المنتفضة وقواها الحية وقياداتها الوطنية ان تدرك المخاطر والعقبات التي امامها وليس امامنا الا وضع استراتيجية للعمل وتحقيق اهداف جماهير شعبنا .. وتقبلوا تحياتي ودعائي للثورة بالنصر )) انتهت الرسالة

شكرا لك عزيزي لقد اغنيت النقاش ( وجعلته بحاجة الى الفكر والنظرية للثورة ) مما يجعلني ان اعود الى هذا الموضوع .