10 أبريل، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

رسالة من نيوجرسي الى جيرالد فورد وايزنهاور

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما وصلت المدمِّرة الأميركية نيوجيرسي الى شواطئ لبنان عام ١٩٨٣.. ونزول اكثر من الفي جندي من قوات المارينز والمئات من الجنود الفرنسيين على الاراضي اللبنانية ، اصيب الثوريون الوطنيون والاسلاميون اللبنانيون وحلفاؤهم الفلسطينيون ومن خلفهم العرب ، اصيبوا بحالة من الذهول والصدمة ، واعتقد البعض ان الانزال الاميركي الفرنسي هو بداية احتلال غربي يحل محل الاحتلال الاسرائيلي الذي طرد من العاصمة اللبنانية ومحيطها بعد قتال ضار استشهد خلاله الاف المقاومين .
في تلك الحقبة ، كان حزب الله في طور التأسيس ، وفي حالة تردد ، بين ان يعلن عن نفسه ام يستخدم تسمية ( منظمة الجهاد الاسلامي ) عنوانا لعملياته العسكرية وذلك في ذروة انتشاء القوى الرجعية في لبنان والمنطقة واعتقادها ان هذا الإنتشار الغربي هو الانطلاقة لوأد الموجة الثورية في المنطقة التي انبثقت عن الثورة الاسلامية في ايران .
كانت اسلحة الرشاشات الخفيفة وقاذفات آر.بي.جي هي افضل مالدى مقاتلي الحزب وبقية الفصائل المنخرطة في جبهة تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي والغربي الداعم للقوى الرجعية .
بالمقابل ،نزول القوات الاميركية والفرنسية واستقرارها في بيروت ،مدعومة بالبارجة نيوجيرسي وعدة سفن اميركية وفرنسية ،شكل تحديا كبيرا من شانه الاخلال بمعادلة الصراع الدائر في لبنان والمنطقة .
ترافقت تلك التحشدات مع مغادرة الالاف من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية الى ليبيا ، في اطار صفقة ادارها المفاوض الاميركي ( فيليب حبيب ) فاصبح خروجهم ثمنا لانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من جنوب مدينة بيروت .
بالمجمل ، كان وضع القوى الوطنية والاسلامية اللبنانية يتداخل مع جملة تعقيدات وتعدد محاور الاشتباك ، حيث كانت تقاتل القوى الثورية على عدة جبهات مع حرب استنزاف جراء الحرب الاهلية رافقتها ضغوط ومؤامرات غربية وعربية.
وانذاك ، صرح رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ايهود باراك بان ( حدودك يا اسرائيل اضحت جنوب بيروت .. ) .
اخرون لم يخفو شماتتهم بتهجير ثلثي سكان الجنوب نحو الضاحية الجنوبية وهم حاضنة المقاومة التي كانت تخوض حرب التحرير. هذا فيما ثلث الشعب اللبناني هجر او هاجر الى اوروبا وقبرص وسورية والاردن .
في ذروة تلك الاوضاع الامنية والسياسية الصعبة، كتب القيادي في حزب الكتائب جوزف أبو خليل منتشيا ومستقويا بالمارينز وبوصول البارجة نيوجيرسي ،متسائلا : (( أين رب المستضعفين أمام جبروت نيوجيرسي ‏. )) ؟؟
هي اشارة تحدي كانت موجهة نحو انصار ايران الثورية والامام الخميني تحديدا والذي وصف الحرب في لبنان انذاك انها حرب المستضعفين في مواجهة المستكبرين .
بعد ذلك بأيام ،هاجمت شاحنتان محملة بعشرة اطنان من المتفجرات ثكنة المارينز والقوات الفرنسية في بيروت فتناثرت جثث (307) من القوات الغربية بينهم ( 241) جنديا من المارينز ليتبين فيما بعد ان الشاب عماد مغنية وراء العملية حينما وجدوا توقيعه على جثث المارينز و كتب عليها عبارة (( هنا رب المستضعفين فأين جبروت نيوجيرسي..)) ؟؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب