12 أبريل، 2024 1:18 ص
Search
Close this search box.

رسالة من نوري باشا السعيد.. الى رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي

Facebook
Twitter
LinkedIn

ـ أيها ألكاظمي:
استهل كلامي.. بتعجب.. حددت بشكل مباشر في كلمته الأولى.. إن مطالب المتظاهرين أمانة تحترم.. هذا أيها ألكاظمي: كلام أدبي.. وليس رئيس وزراء تنفيذي.. قل: مطالبكم مشروعة ووزارتي استثنائية مهمتها الأولى تنفيذ مطالبكم.. خاصة إجراء الانتخابات النيابية بوقت لا يتجاوز ست الى ثمان أشهر.. وبمحاسبة قتلة أبناء الشعب.. والمطالب الأخرى الرئيسية!!
ـ أيها ألكاظمي.. إذا أردتً أن تكون قائداً سياسياً..عليكً احتراف السياسة وسيلةً..لا غايةً.
ـ واسأل نفسكً.. لماذا تريد أن تكون قائداً سياسياً؟.. لأجل منصب.. جاه.. مال.. أم خدمة حقيقية.
ـ حدد أهدافكً.. ومشروعاتكً.. بشكل علمي وواقعي.. ينسجم مع واقع بلدكً.. وثقافةِ شعبكً.
ـ وازن بواقعية.. وعلمية نواحي طاقتكً.. بين تحقيق هذه الأهداف والمشروعات.. وقدراتكً.
ـ أيها ألكاظمي.. تذكر دائماً إن واجباتكً.. تفوق حقوقكً كمواطن.. فهل فكرتً في هذه الواجبات؟
ـ أنتً مسؤول.. نحو نفسك ووزارتك.. ونحو وطنكً..والأهم الأهم نحو شعبكً بكل توجهاته.
ـ أنت مسؤول لرفع مستوى بلدكً ورقيه.. ومعالجة قضاياه.. بقدرات متميزة وجديدة.
ـ أنت مسؤول لتحقيق مصالحِ شعبكً.. وليس مصالحكً.. أو مصالح من اختارك أو اختاروك.. أو أقرباءكً.. أو مريدكً.
ـ تأكد إن العمل السياسي: خاضع لقدرة الإنسان على ممارسته بكفاءة.. ومسؤولية عاليتين.
ـ أيها ألكاظمي..هل درستً طاقتكً وقدراتكً ؟ لتضمن نجاحكً.. هل درستً كل المخاطر والمعرقلات ؟ وأسوأ الاحتمالات التي ستواجهك؟
ـ لا يكفي أن يقول الناس عنكً.. انكً قائدُ سياسيُ.. ولم تسجل عليك شبهات فساد.. بل يضيفوا انكً شجاع.. وتحقق مصالح شعبكً.
ـ عليكً أن تضمن جوابكً للناس أن تساءلوا: ماذا يشغلك كسياسي؟.. ولماذا أنت القائد؟.
ـ ما هي آمالكً ؟ أين جهودكً ؟ أين رأيكً وصوتكً ؟ أين وسائلكً على الواقع وليس بالكلام.
ـ أيها ألكاظمي.. كل أسبوع صارح نفسكً بواقعية.. هل خدمة وطنكً.. وشعبكً.. وحافظة عليهما.. وكيف؟!
ـ أيها ألكاظمي.. لا نجاح لك كقائد سياسي.. إن لم تكن طموحاً.. وتعمل بجد لتحقيق طموحكً.
ـ أقولُ لك: الطموح.. ولا أقول لك الأنانية.. وأنادي بالتحفز.. وتبنى الآمال الواسعة المشروعة.
ـ والتطلع الى المستقبل بعزم.. وثقة.. واطمئنان.. لا يكفي أن تقضي عمركً.. وأنت تراوح..
ـ بين مستقل.. أو وزيراً.. أو رئيس وزراء.. لماذا لا تكون أنت زعيم الفقراء.. وقائد الشعب ؟
ـ شرط أن تكون ناجحاً في قيادة الدولة.. وتحقق منهاجكً.. وآمال شعبكً.. وعزةِ ورقي بلدكً.
ـ أيها ألكاظمي ..يجب أن لا يغريكً.. أو يعزيكً وضعً بلدكً على ما هو عليه.. لا تتحدث كثيراً.. ولا تكذب أبداً.. صحيح أن السياسة تتطلب المراوغة والكذب أحياناً.. بل قل: (لا تعليق)!!
ـ يجب أن يكون لديكً الطموح..لتعمل على توسيع رفعة بلدكً.. ولا تتنازل عن حق بلدكً أبداً.
ـ اعمل لزيادة موارد بلدكً..ورفع مستواه.. وقبوله المكان الأسمى بين دول العالم.. بالواقع.
ـ فالطموح عامل أساسي في حياة كل سياسي ناجح.. طموح حقيقي مشروع.. وليس سرقة.
ـ طموح ذاتي.. وطموح عام.. لخير شعبكً.. وبلدكً.. ولخير العالم.. ولخير الإنسانية !!
ـ لا تطمح أن تكون أفضل من الآخرين.. بل أطمح دوماً أن تكون أفضل من نفسكً بالأمس.
ـ لا تجزع من الفشل.. والإخفاقات المتكررة.. بل اعمل مستفيداً من فشلكً.. وفشل الآخرين.
ـ لا يصيبكً الغرور بالانتصار في حرب على الفاسدين.. فالانتصار الحقيقي بالسلام.. وتنمية وتقدم بلدكً.
ـ أيها ألكاظمي.. لا تؤمن.. ولا تمارس أبداً مبدأ ميكافيلي: “الغاية تبرر الوسيلة أو الواسطة”.
ـ أقمْ علاقات مع كل دول العالم لخدمة بلدكً ومصالحه.. إلا إسرائيل فلا.. حتى لا تخسر بلدكً.
ـ أيها ألكاظمي.. كنْ دبلوماسياً بنجاح.. وكن صعباً بنجاح.. مثلما تكن مرناً بنجاح.. حتى لا تُكسر.. فتخسر.
ـ أيها ألكاظمي: أكرر.. كنْ صادقاً تماماً.. وتحدث بلغة يفهمها المواطن البسيط.. وبالتأكيد سيفهمها المثقف والعالِم.
ـ لا تتحدث بالأرقام الصماء.. فلن يصدقكً أحد.. حتى المختصين وحتى نفسك لا تصدق أرقامكً.
ـ تحدث كمواطن.. ومسؤول دولة.. وليس وزير إعلام.. أو كمدير وكالة أنباء تجمل سلعتها.
ـ لا تجب عن أي سؤالٍ..أو أية قضيةٍ على الفور.. بل ادرسها تماماً ليكن ردكً صائباً وعملياً.
ـ تأكد إن الفساد في العراق ينخر الدولة بل يهدم كل بناء..اسأل الملك فيصل الأول.. اسألني.
ـ أيها ألكاظمي.. محاربة الفساد ليس بالأقوال.. بل بضربات ذكية بالقانون وفوق القانون.. ولا تخشى أحداً.
ـ لا تجامل أحداً على حساب مصلحة الشعب.. أستقيل.. بل انتحر.. ولا تجامل على مصالح بلدكً.
ـ أنا يا رجل: أحسدُ عبد المحسن السعدون.. وجعفر العسكري.. وناجي السويدي.. ماتوا بشرف.
ـ أيها ألعبادي.. إذا أذنتْ الساعة وجه رصاصكً للأعداء مهما كانوا.. وأولهم الفاسدين فهم أول الفارين.
ـ إن قتلتً دفاعا عن شعبك ووطنك.. فالوطن يبقى ويعلو.. ولن ينكسر.. ويسجل التاريخ: إنك بطلُ شهيد.
ـ أيها ألكاظمي: أؤكد لك إن السياسة: فن الممكن.. وتحقيق المصالح.. وتغيير المواقف.. والتوجهات.
ـ وأيضاً: تعديل وتغيير الخطط.. لا تحالفات دائمة.. لا تقاطعات دائمة .. ولا شعارات ثابتة.
ـ لا أصدقاء دائميون.. لا أعداء دائميون.. مادامت الحياة باستمرار في تطور..وتغيير.. وتقدم.
ـ إذن تتطلب المزيد من الأفكار والخطط.. وأدوات جديدة للتنفيذ.. هذه هي السياسة بمعناها الحقيقي.
ـ أيها ألكاظمي.. وبعد أقول لك يا رئيس الوزراء المكلف: فكرْ جلياً إنً:
ـ السياسة تضحية..السياسة صراحة.. السياسة: صدق.. وذكاء.. وقوة.. والعكس غير صحيح.
ـ السياسة الايجابية.. هي السياسة الناجحة.. لا تعني التنازل مهما كان.. بل: خذ.. وطالب.
ـ تحمل المسؤولية.. لكي تنجح !! فالسياسي الناجح.. سياسيٌ شجاعُ.. ويمثل شعبهُ حقاً.
ـ اسمع وأنصت الى أصحاب الشأن المسؤولين معك وحاورهم.. فإن عزمتً فتوكل على الله.
ـ أيها ألكاظمي..أقول لكً السياسة بلا ثقافة حقيقية.. وبلا عقلية اقتصادية مرنة.. وذكاء.. وتضحية.. هي تخبط !!
ـ والإنتاج الحقيقي المثمر.. واجب السياسي !!
ـ أيها ألكاظمي.. كن صديقا حقيقياً لدولة عظمى.. بمصالح مشتركة حقيقية لبلديكما وشعبيكما.. ولا تنظر لصغائر الدول.. ودول المصالح الضيقة التي تريد الاستحواذ على بلدك بكل المبررات.. أو تدق على وتر حساس.. بل أجعل مصالح شعبك وبلدك الحقيقة أساس الصداقة والتحالف.
ـ أيها ألكاظمي..إن أي انتصار عسكري.. يعني مهام جديدة.. وجسيمة على الصعد.. السياسية.. والاقتصادية.. والاجتماعية.. فكن أهلاً لها.. ولا تسقط كديغول.
ـ أيها ألكاظمي.. أخيراً كن حريصاً على المال العام.. أكثر من حرصك على نفسك.. فهو شرفك.. فأن تلاعبت بدينار واحد من المال العام.. سقطت في وحل الرذيلة.. ولن تكون بعدها إلا ساقطاً في كل المقاييس. وإذا حافظت على المال العام حافظت على شرفك.. والتاريخ يرحمكم.. بل يبقى اسمك عالياً.. تذكر الآن رجالات العراق النزيهين قديماً وحديثاً هم جواهر التاريخ.. وقامات العراق الشامخة وهم في قبورهم!!

(التوقيع : نوري باشا السعيد).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب