23 ديسمبر، 2024 8:55 ص

رسالة من نوري باشا السعيد.. الى حيدر العبادي

رسالة من نوري باشا السعيد.. الى حيدر العبادي

ـ أيها ألعبادي.. إذا أردتً أن تكون قائداً سياسياً..عليكً احتراف السياسة وسيلةً..لا غايةً.
ـ واسأل نفسكً.. لماذا تريد أن تكون قائداً سياسياً؟..لأجل منصب..جاه..مال..أم خدمة حقيقية.
ـ حدد أهدافكً.. ومشروعاتكً.. بشكل علمي وواقعي.. ينسجم مع واقع بلدكً.. وثقافةِ شعبكً.
ـ وازن بواقعية. وعلمية نواحي طاقتكً.. بين تحقيق هذه الأهداف والمشروعات.. وقدراتكً.
ـ أيها ألعبادي..تذكر دائماً إن واجباتكً.. تفوق حقوقكً كمواطن.. فهل فكرتً في هذه الواجبات؟
ـ أنتً مسؤول.. نحو حزبكً..ونحو وطنكً..ونحو نفسكً..والأهم الأهم نحو شعبكً بكل توجهاته.
ـ أنت مسؤول لرفع مستوى بلدكً ورقيه.. ومعالجة قضاياه.. بقدرات متميزة وجديدة.
ـ أنت مسؤول لتحقيق مصالحِ شعبكً..وليس مصالحكً..أو مصالح حزبكً..أو أقرباءكً..أو مريدكً.
ـ تأكد إن العمل السياسي: خاضع لقدرة الإنسان على ممارسته بكفاءة.. ومسؤولية عاليتين.
ـ أيها ألعبادي..هل درستً طاقتكً وقدراتكً؟ لتضمن نجاحكً..هل درستً كل المخاطر والمعرقلات؟
ـ لا يكفي أن يقول الناس عنكً.. انكً قائدُ سياسيُ.. بل يضيفوا انكً شجاع.. وتحقق مصالح شعبكً.
ـ عليكً أن تضمن جوابكً للناس أن تساءلوا: ماذا يشغلك كسياسي؟.. ولماذا أنت القائد؟.
ـ ما هي آمالكً ؟ أين جهودكً ؟ أين رأيكً وصوتكً ؟ أين وسائلكً على الواقع وليس بالكلام.
ـ أيها ألعبادي..كل أسبوع صارح نفسكً بواقعية..هل خدمة وطنكً..وشعبكً..وحافظة عليهما.. وكيف؟!
ـ أيها ألعبادي.. لا نجاح لك كقائد سياسي..إن لم تكن طموحاً.. وتعمل بجد لتحقيق طموحكً.
ـ أقولُ لك: الطموح..ولا أقول لك الأنانية.. وأنادي بالتحفز..وتبنى الآمال الواسعة المشروعة:
ـ والتطلع الى المستقبل بعزم.. وثقة.. واطمئنان.. لا يكفي أن تقضي عمركً.. وأنت تراوح.
ـ عضواً في حزب..أو وزيراً..أو رئيس وزراء..لماذا لا تكون أنت زعيم الحزب وقائد الشعب؟
ـ شرط أن تكون ناجحاً في قيادة الدولة.. وتحقق منهاجكً.. وآمال شعبكً.. وعزةِ ورقي بلدكً.
ـ أيها ألعبادي..يجب أن لا يغريكً..أو يعزيكً وضعً بلدكً على ما هو عليه..لا تتحدث كثيراً..ولا تكذب.
ـ يجب أن يكون لديكً الطموح..لتعمل على توسيع رفعة بلدكً.. ولا تتنازل عن حق بلدكً أبداً.
ـ اعمل لزيادة موارد بلدكً..ورفع مستواه.. وقبوله المكان الأسمى بين دول العالم.. بالواقع.
ـ فالطموح عامل أساسي في حياة كل سياسي ناجح.. طموح حقيقي مشروع.. وليس سرقة.
ـ طموح ذاتي.. وطموح عام.. لخير شعبكً.. وبلدكً.. ولخير العالم.. ولخير الإنسانية !!
ـ لا تطمح أن تكون أفضل من الآخرين.. بل أطمح دوماً أن تكون أفضل من نفسكً بالأمس.
ـ لا تجزع من الفشل.. والإخفاقات المتكررة.. بل اعمل مستفيداً من فشلكً.. وفشل الآخرين.
ـ لا يصيبكً الغرور بالانتصار في الحرب.. فالانتصار الحقيقي بالسلام.. وتنمية وتقدم بلدكً..
ـ أيها ألعبادي..لا تؤمن..ولا تمارس أبداً بمبدأ ميكافيلي: “الغاية تبرر الوسيلة أو الواسطة”.
ـ أقمْ علاقات مع كل دول العالم لخدمة بلدكً ومصالحه.. إلا إسرائيل فلا..حتى لا تخسر بلدكً.
ـ أيها ألعبادي..كنْ دبلوماسياً بنجاح..وكن صعباً بنجاح..مثلما تكن مرناً بنجاح..حتى لا تُكسر فتخسر.
ـ كنْ صادقاً تماماً..وتحدث بلغة يفهمها المواطن البسيط..وبالتأكيد سيفهمها المثقف والعالِم.
ـ لا تتحدث بالأرقام الصماء..فلن يصدقكً أحد..حتى المختصين وحتى نفسك لا تصدق أرقامكً.
ـ تحدث كمواطن.. ومسؤول دولة.. وليس وزير إعلام.. أو كمدير وكالة أنباء تجمل سلعتها.
ـ لا تجب عن أي سؤالٍ..أو أية قضيةٍ على الفور..بل ادرسها تماماً ليكن ردكً صائباً وعملياً.
ـ تأكد إن الفساد في العراق ينخر الدولة بل يهدم كل بناء..اسأل الملك فيصل الأول.. اسألني.
ـ أيها ألعبادي..محاربة الفساد ليس بالأقوال..بل بضربات ذكية بالقانون وفوق القانون..ولا تخشى أحداً.
ـ لا تجامل أحداً على حساب مصلحة الشعب..أستقيل..بل انتحر..ولا تجامل على مصالح بلدكً.
ـ أنا يا رجل:أحسدُ عبد المحسن السعدون..وجعفر العسكري..وناجي السويدي..ماتوا بشرف.
ـ أيها ألعبادي..إذا أذنتْ الساعة وجه رصاصكً للأعداء مهما كانوا..وأولهم الفاسدين فهم أول الفارين.
ـ إن قتلت دفاعا عن شعبك ووطنك..فالوطن يبقى ويعلو..ولن ينكسر..ويسجل التاريخ اسمكً بأنك بطلُ شهيد.
ـ أيها ألعبادي: أؤكد لك إن السياسة فن الممكن..وتحقيق المصالح..وتغيير المواقف.. والتوجهات.
ـ وأيضاً: تعديل وتغيير الخطط.. لا تحالفات دائمة.. لا تقاطعات دائمة .. ولا شعارات ثابتة.
ـ لا أصدقاء دائميون.. لا أعداء دائميون.. مادامت الحياة باستمرار في تطور..وتغيير..وتقدم.
ـ إذن تتطلب المزيد من الأفكار والخطط وأدوات جديدة للتنفيذ..هذه هي السياسة بمعناها الحقيقي.
ـ أيها ألعبادي.. وبعد أقول لك يا رئيس الوزراء: فكرْ جلياً إن:
ـ السياسة تضحية..السياسة صراحة.. السياسة: صدق.. وذكاء.. وقوة..والعكس غير صحيح.
ـ السياسة الايجابية.. هي السياسة الناجحة.. لا تعني التنازل مهما كان.. بل: خذ.. وطالب.
ـ تحمل المسؤولية.. لكي تنجح !! فالسياسي الناجح.. سياسيٌ شجاعُ .. ويمثل شعبهُ حقاً.
ـ اسمع وأنصت الى أصحاب الشأن المسؤولين معك وحاورهم..فإن عزمت فتوكل على الله.
ـ أيها ألعبادي..أقول لكً السياسة بلا ثقافة حقيقية..وبلا عقلية اقتصادية مرنة..وذكاء.. وتضحية..هي تخبط !!
ـ والإنتاج الحقيقي المثمر.. واجب السياسي !!
ـ أيها ألعبادي.. كن صديقا حقيقياً لدولة عظمى.. بمصالح مشتركة حقيقية لبلديكما وشعبيكما.. ولا تنظر لصغائر الدول.. إلا من خلال مصالح شعبك.
ـ وأخيراً أقول لك أيها ألعبادي..إن أي انتصار عسكري.. يعني مهام جديدة.. وجسيمة على الصعد.. السياسية.. الاقتصادية.. والاجتماعية.. فكن أهلاً لها.. ولا تسقط كديغول.
(التوقيع : نوري باشا السعيد) ..