بسم الله الرحمن الرحيم

(( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق)) صدق الله العظيم

من هنا من جبال سارت عليها اقدام مطهرة

من جوار بيت الله الحرام،

ومن بين تكبيرات الطائفين، ودموع المشتاقين،

أبعث إليكم هذه الكلمات وامامي الالاف من البشر يدعون ويستغفرون وقلوبهم محمّلة بعبق الإيمان،

ومسطّرة بأنفاس الخشوع.

من هنا لاتوجد فروقات بين ملك جبار او وزير او غني يملك الاموال… لا يوجد هنا فرق بين ابيض واسود… هنا حيث تتلاشى الفوارق،

هنا يجتمع ابناء كل بقاع الارض….

 هنا يجتمع القاصي والداني على محبة الله،

اليوم وفي هذه الجمعه المباركه ومن ارض الحرمين الشريفين ومن امام الكعبه المشرفه أدعو لكم بقلبي قبل لساني، وادعو لكم الله أن يشرح صدوركم، ويقضي حوائجكم، وأن يكتب لكم زيارة قريبة الى هذا المكان..،

تروون فيها ظمأ الروح، وتغتسل قلوبكم بالنور. تعيشون لحظات لا يمكن لكم ان تنسوها..

 لحظات تجدون فيها روحانيه وطمانينه تدخل الى ارواحكم وبدون ان تشعرون تجدون دموعكم قد غطت وجوهكم… ما اسعدكم ايها المؤمنون بالله ايها القاصدون بيت الله الحرام وانتم ترددون

((لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك))

نعم انه الاعتراف المطلق بوحدانية الرب… انه الاعتراف المطلق بالايمان وبالكتب السماويه والرسل من الانبياء والمرسلين ما اجملها من لحظات وما اعظم الشعور حين ترى الكعبة لأول مرة، وكانك تعيش ولادة روح جديدة

وكأن القلب وُلد من جديد،وكأن الدمع اصبح صلاة وتسابيح ورحمة للنفس، وانت تشاهد السكينة تمشي على الأرض.

من مكة، أكتب لكم،شيء مختلف شيء يعبر عن الشعور بين الخالق والمخلوق..شيء بعيد عن تشخيص اخطاءنا الدنيوية وبعيدا عن المجاملات وكلمات الحياء وذكر بعضنا لبعض..

لا أحمل معي لكم هدية مادية اومعنوية ولكنني احمل لكم  دعاء في جوف الليل،

وسجدة شكر عند المقام،

فادعوا الله أن يتقبل منا ومنكم ، وأن يجمعنا هنا جميعا في  يوماً آخر وفي رحاب الطهر، ومهد الرسالة… في ضيافة ام القرى… وفي ضيافة جبل ثور وجبل النور.. وجبل عرفات وبئر زمزم.. وآثار سوق عكاظ.. من مكة المكرمة.. من مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.اكتب لكم هذه الكلمات…

محبكم واخوكم في الله،

من جوار الكعبة المشرفة

الكاتب العراقي ابراهيم المحجوب