5 مارس، 2024 2:30 ص
Search
Close this search box.

رسالة من عبد الكريم قاسم الى مصطفى الكاظمي

Facebook
Twitter
LinkedIn

( في الامتحان يكرم المرء او يهان )
مبروك لكم تسنم منصب رئيس الوزراء متمنين لكم النجاح وان تكون اليد التي تطوي صفحة الخزي والعار التي كتبها الشواذ والمنحرفون والسراق والمزورون وخونة الشعب من العملاء والدجالين
اخي العزيز انا متأكد انك قد سمعت من المرحوم والدك او كبار السن ممن عايش فترة العهد الملكي والعهد الجمهوري وكيف استطاع الشهيد عبد الكريم قاسم ووزراءه الاكفاء الوطنيين المخلصين ان ينفذ مئات المشاريع التي لم يستطع الحكم الملكي ان ينفذ عشر منها خلال اربعين سنة ورغم تكالب المستعمرين ودول الجوار والخونة والذين تضررت مصالحهم من جراء الوضع الجديد والحصار الاقتصادي والمؤامرات التي حيكت لاسقاط الحكم الوطني ورغم التفاف السواد الاعظم من الشعب حول السلطة ودعمها الا ان الزعيم كان متسامحا مع اعدائه وكثيرا ما كان يردد ( الرحمة فوق العدل ) ( وعفا الله عما سلف ) وعندما تمكن منه اعداء الشعب قتلوه شر قتلة واستكثروا حتى ان يكون له قبر حقدا وكراهية وهم على علم ان هذا القبر سيكون في المستقبل هدفا لكل وطني غيور ولا يمحى من الذكرى للاجيال المتوراثة ورغم ذلك فقد دفن جسده الشريف واسمه في قلوب وعقول الذي عاصروه والاجيال التي ستقرا التاريخ الذي لا ينسى الوطني او الخائن
اخي الكريم الانسان يعيش مره ويموت مره ولكن الذي لا يموت هو الفعل الذي يقوم به البشر ويكتب التاريخ هذا مخلص وشريف وعادل وهذا خائن وفاقد الشرف وظالم … العراقيون لا يهمهم من يكون ربان سسفينتهم من هذا الدين او ذاك الدين او من هذه الطائفة او تلك الطائفة او من هذه القومية او تلك المهم ان يكون عادل ولا يفرق بين ابناء الوطن الواحد ويطبق القانون على الجميع بعدالة بلا تمييز او انحياز ..
اكتب مجدك وقد تهيأت لك الفرصة التاريخية … اعلم ان اعدائك كثيرون وخبثاء وسوف يحاولون ازاحتك بكل السبل الخبيثة والظالمة ولكن الشعب اقوى من الاستعمار والطامعين والعملاء فكن للشعب واحرص ان لا تخدش كرامته او الابتعاد عن حقوقه … الشيء الذي مكن الانقلابيون من عبد الكريم قاسم انه جمد عمل المخلصين له وسعى لارضاء اعداء الشعب وحتى الساعات الاخيرة رفض ان يسلم السلاح لابناء الشعب الذين خرجوا بالالاف يطالبون بالسلاح للدفاع عن الثورة والقضاء على الانقلابين ولكن غلبت عليه الانفراد برأيه ولا يريد ان يكون القتال بين الجماعات التي تساند الانقلاب والمافعين عن الثورة وزعيمها
ان اي عمل تقوم به لصالح الشعب سوف تهدم جزءا من بناء الخونة والمارقين واللصوص وتضع لبنة في مستقبل العراق , عليك عدم التعجل وانما ان يكون اسلوبك القضم خطوة خطوة في كل الاتجاهات الخونة والخارجين عن سلطة الدولة والسراق والمزورين واعلم ان الشعب الصخرة التي يتكسر عليها جميع المؤامرات
الشعب العراقي وعى وتبصر وانكشف امامه المستور وهاهو اماماك مثل حي لما جرى من اكتوبر والى اليوم فرغم قتل حوالي 700 مواطن وجرح واعاقة اكثر من عشرين الف مواطن واستعمال كافة الاساليب الخسيسة فأن الوحدة الوطنية والتضامن وتجاوز كل السلبيات التي افتعلها من تسلط على امور البلاد واسطف في جبهة الثوار الادباء والفنانين والكتاب والعلماء والمثقفين والنقابات والاتحادات ودخلت المرأة العراقية بكل ثقلها وقدمت فلذة اكبادها على مذبح الحرية كما هم الطلبة والاساتذة وكل ابناء الشعب الاغنياء والفقراء واعلم وليعلم من تسلط عل زمام السلطة منذ 2003 وليومنا هذا ان حدث الانفجار فأنه لا يبقي ولا يذر والنصر دائما حليف الشعوب

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب