هكذا كان المفروض ان يكون طرح وبيان الحزب الشيوعي بشقيه العراقي والكردستاني
او كما ارى انها تمثل الحد الادنى من الموقف الشيوعي الوطني والمبدئي الناجع في هكذا ظروف
ولكن هيهات منا الصراحة والواقعية
الوسطية والانتهازية والتبعية … منا والينا
نقلا من صفحة الصديق العزيز فارس يوسف ججو ( ناظم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حول الاستفتاء … رسالة الى السيد كاك مسعود المحترم
السيد كاك مسعود البارزاني المحترم..
تحية النضال والپيشمه رگه الابطال….
نرسل لسيادتكم هذه الرسالة ( كـ بيشمه رگه ) ناضل من اجل كادحي الشعب العراقي بكل اطيافه وناضل لنيل حقوقه ضد الطغاة والانظمة المتعسفة.
كان النضال في كردستان في صفوف حركة الانصار -البيشمه رگه – الحزب الشيوعي العراقي سنوات الثمانينات وحتى الانتفاضة الاذارية المجيدة ١٩٩١ وما بعدها ايضاً…حتى عام ٢٠٠٣.
كانت مصلحة الشعب العراقي الكادح ( بعربه وكرده) ومصلحة شعبنا من الكلدان السريان الاشوريين والارمن ( المسيحيين) وكذلك الايزديين والصابئة المندائيين والشبك والكاكائيين وغيرهم هي الدافع لهذا النضال … ولا زلنا نثق بان القيم النضالية التي حملها البيشمه رگه
الابطال ضد الدكتاتورية والطغاة لا تزال باقية وصحيحة ومطلوبة من اجل السلام وسعادة الناس وحريتهم وحقوقهم العادلة في العيش الكريم والأمن .
ندرك حجم الضغط الهائل والمصالح وردود الفعل المختلفة تجاه الذهاب الى عملية (الاستفتاء) للشعب في اقليم كردستان وما تطمحون الى تحقيقه له…
أوضحت بجلاء هذه القضية من خلال ردود الفعل بأية طريقة يفكر الاخرون وبشكل صارخ وواضح من أطراف محلية و وطنية و اقلبمبة و دولية.
كتاريخ، الحركة الكردية التحررية امتازت بنفس كفاحي طويل لا يمكن لأحد الا ان يقف بإجلال واحترام أمامها للدماء التي سالت من اجلها وللشهداء الذين أعطوا عمرهم لها .
في عام ١٩٦١ توترت العلاقات بين الشهيد عبد الكريم قاسم والقائد ملة مصطفى البارزاني فاصدر الحزب الشيوعي العراقي بيانه الشهير للتوقيع عليه لدرء حرب وقتال لا تنفع احداً حمل اسم “السلم في كردستان” والتف حول البيان ووقعه الكثير من ابناء الوسط والجنوب
والشمال بحيث وصل الرقم الى اكثر من مليون توقيع على البيان تعاطفاً وتاييداً للشعب الكردي في نضاله التحرري لنيل حقوقه المشروعة وهذا رقم كبير جداً آنذاك اذا علمنا ان الشعب العراقي كان عدد نفوسه اكثر من ( ٦ مليون) نسمة .
وبنفس الوقت كانت هناك إنجازات كبيرة حققتها الحركة الكردية كأي حركة سياسية تحمل النجاح وايضاً تحمل اخطاء سياسية وقعت بها القيادات الكردية
بفترات مختلفة وظروف مختلفة ومنها:-
١- اتفاقها مع الانقلابيين الدمويين من الحرس القومي في ٨/شباط ١٩٦٣، بداية. وتبين لاحقاً دناءة وغدر انقلابي الحرس القومي تجاه الشعب الكردي فانسحبت القيادة الكردية الى الجبل لمقارعة الطغاة . فتحول موقفها من الخطأ الى الصح بالتصدي الشجاع
للانقلابيين .
٢- موقف الحركة الكردية بعد حصول الشعب الكردي على قانون الحكم الذاتي عام ١٩٧٠ كان صحيحاً وممتازاً ولكن التفاف النظام الدكتاتوري على القانون وتفريغه من محتواه جعل القيادة الكردية آنذاك تنسحب الى الجبل وتبحث عن صديق لقضيتها فكان اعتمادها
على حكومة الشاه وأمريكا لدعم مقاومتها المسلحة ضد الطغاة في ١٩٧٤ ولم تلتفت الى حلفاء لها في الوطن وهم الأفضل دوما للقضية الكردية وللشعب الكردي والعراقي الكادح فغدر نظام الشاه والامريكان وإسرائيل ودول المنطقة بها وتمت محاصرتها وغلّقت الحدود
المعروفة بين ايران وكردستان العراق آنذاك اثر توقيع الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي اتفاقية جديدة مع الدكتاتور صدام حسين لغلق الحدود الامر الذي أدى الى تسليم الألاف من البيشمه رگه الكرد وانتهاء الحركة المسلحة في ١٩٧٤في كردستان اثر ذلك. وغادر الزعيم
الراحل القائد ملة مصطفى البارزاني ارض العراق وكردستان مجبرا والالم يغص ويملأ قلبه وهو يرى ابناء شعبه ضحية لدناءة المصالح وقذارة وغدر السياسة الدولية للحركة الكردية والشعب الكردي.
افتقدت البعد الوطني الحركة آنذاك فكانت تلك النتيجة متوقعة.
٣ – وفِي فترة الحركة البارتيزانية الثانية ( الانصار – البيشمه ركه) الثانية ١٩٧٩-١٩٩١ وشارك فيها الجميع كرداً وعرباً وكلدان آشوريين سريان وأرمن وأيزيدية وتركمان وكاكائية وصابئة مندائيين في هذه الفترة نشبت الحرب العراقية الارامية ( ١٩٨٠-١٩٨٨) فاخطأت
الحركة الكردية في اعتمادها على استمرار الحرب لاسقاط النظام من خلالها وكان خطأً التعويل على ايران ابان الحرب العراقية الإيرانية لاسقاط النظام الدكتاتوري فقام النظام بمجازره الوحشية المروعة مرتكباً جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ضد المواطنين الكرد الأبرياء
في مناطق بارزان عام ١٩٨٣وايضاً ضد مدينة حلبجة الشهيدة بقصفها بالسلاح الكيمياوي عام ١٩٨٨ فذهب ما يقارب ٣ آلاف شهيد من بارزان و٥ آلاف شهيد من حلبجة جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ .
حققت هذه الحركة انجازاً عظيماً لوجود البعد الوطني فيها وتشابك وتعقيدات الحرب بين العراق وإيران وحرب تحرير الكويت في انتفاضة الجماهير في العراق كله وكان لجماهير كردستان بتلاحمهم مع الانصار – البيشمه رگه ومن مختلف الاحزاب الشيوعي والديمقراطي
والاتحاد الوطني الكردستاني وغيرهم ( عرفت بالجبهة الكوردستانية) الدور الرائد في تنظيم حركة وهبة الجماهير ومنذ تلك الايام التي شارك فيها الجميع تجسدت القضية الكردية في شكل فدرالي كنظام للحكم وادار الاقليم نفسه وسط صعوبات جمة تمثل بالنظام الدكتاتوري
من جهة والحصار الاقتصادي للعراق من جهة ثانية وفق قرارات للامم المتحدة صدرت ضد النظام الدكتاتوري وخاصة القرار ٩٨٧،
٤- للاسف اخطأ القادة الكرد وخاصة قيادتي الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الاتحاد الكردستاني بتغليب مصالح ذاتية على مصالح كادحي شعب كردستان في الاقليم بعد الانتفاضة المجيدة عام ١٩٩١ فانقسمت السلطات بينهم الى ما عرف آنذاك ب ( fifty
fifty ) فبدأت جذور مشاكل الاقليم بعدم وحدته ببن القيادات السياسية منذ تلك الايام ووصلت الى حد الاستنجاد بالنظام الدكتاتوري في آب ١٩٩٦ لحسم الوجود في اربيل بين حدك و اوك وكانت خطاً جسيماً تلك السياسة افقد الثقة بين الاحزاب الكردية التي أعطت
شهداء ودماء لآجل كردستان الجميلة والقضية الكردية .
٥- أدى سقوط النظام الدكتاتوري في ٩/نيسان/٢٠٠٣بواسطة العامل الخارجي ( قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا) الى جلب تعقيدات وصراعات مصالح هائلة للعراق من جهة وخلق إمكانية بناء دولة ديمقراطية مدنية متطورة من جهة اخرى، لم يحصل هذا الاحتمال
للاسف لان التركيبة السياسية للدولة بنيت على اساس المحاصصة والطائفية فأنتجت فساداً وارهاباً ارجع العراق عشرات السنوات الى الوراء ولكن حضور الكرد رغم كل ذلك في الدولة أعطاها طعماً وقيمةً حقيقية لشكلها كفدرالبة وديمقراطية سياسية لا زالت تحتفظ
بامكانيات التطور نحو الأفضل اذا تمسك التحالف الكردستاني وغيره من القوى السياسية الواعية في العمل اللاحق بدولة المواطنة الحقة بالفعل وليس بالقول للعراق وللإقليم ونعتقد كما كانت كردستان قلعة لمقاومة الفاشية البعثية والطغاة فترة حكم الدكتاتورية ١٩٧٩-
١٩٩١ بامكانها ان تكون قلعة لترسيخ الديمقراطية والحريات السياسية والمواطنة وحقوق الانسان لشعب العراق كله وللاقليم وهنا ستكون قوة وتماسك القضية الكردية حيث العامل الداخلي سيمتنها ويقويها وستكون الحقوق والمطالب مفهومة ومدعومة بتأييد القوى الخيرة
والواعية والكادحة للشعب العراقي وهذا ما لا يتوفر الان بسبب التوجس والتهديد والشوفينية والتطرف ودق طبول الحرب بسبب الاستفتاء التي ينتهزها تجار السياسة والطائفيين والفاسدين للتهرب من المحاسبة بما أنتجته ايديهم وممارساتهم من وyيلات لشعب العراق فاذا ما
اصطفت برأينا قوى التحالف الكردستاني المؤمنة بدولة المواطنة والمدنية الديمقراطية والحقوق العادلة في المرحلة القادمة مع القوى الديمقراطية والمدنية واليسارية في العراق كله لقطع الطريق امام القوى الطائفية والمذهبية من الاستئثار في القرار الاتحادي، ستكون الضمانة
الأمينة لحق تقرير المصير لشعوب العراق بعد الاتفاق دستورياً على ذلك بتغيير المواد التي لم يعد الواقع العراقي يستوعبها ويستجيب لها وأصبحت معرقلة لتطور الشعب وتقدمه. .
خلال أربعة عشر عاماً بعد سقوط النظام الدكتاتوري كانت هناك إنجازات وإخفاقات بحق الشعب الكردي والعراقي جاءت نتيجة البناء الخاطيء للدولة العراقية على أساس المحاصصة والطائفية وكانت الاحزاب السياسية الكردية جزءا من هذا النظام ورضوا به ووضعوا
الدستور وصوتوا عليه واليهم يعود فضلاً كبيراً باحتواءه مواداً ذات مضامين ديمقراطية.
بعد هذا العرض التاريخي الموجز للقضية الكردية وتطوراتها وتداخلاتها وصراعاتها مع الغير او فيما بينها وللاستفادة من التجربة والممارسة التاريخية وحساب موازين القوى المتصارعة والمتداخلة في العراق وفِي الاقليم وحوله نرى بان :-
– ترسيخ الثقة والعمل الجاد لتوحيد الاقليم والحكومة والبرلمان لتجاوز عثرات الماضي واخطائه لاجل مصالح كادحي وفقراء شعب الاقليم والكرد وكل القاطنين فيه هو الوجهة الصحيحة للعمل السياسي الراهن ، وكانت جلسة انعقاد البرلمان الاخيرة ١٥/٩/٢٠١٧ خطوة في
الاتجاه الصحيح لدفع الجميع للالتئام داخل المؤسسة التشريعية في كردستان العراق الموافقة والمعارضة على الاستفتاء لاعادة الهيبة للمؤسسة التشريعية ولكل موسسات الحكومة.لتنهض بواجبها بشكل جديد .
ومن جانب اخر ومع كل الاعتزاز بمشاعر الشعب الكردي التواق الى تقرير مصيره وهو حق لا يختلف عليه اثنان نرى بان موعد الاستفتاء فيه عُجالة، لا تسرعوا بإجراءه يوم ٢٥ أيلول الجاري وسط هذه الظروف المعقدة التي تبّين للجميع من ابناء شعبنا في الاقليم في
هذا الموقف المحك كيف تنظر الدول المحيطة ودول التحالف الى القضية الكردية وعلينا عدم نسيان تجربة الحركة الكردية عام ١٩٧٤ وكيف تواطئت الأنظمة لافشال حركة ألقائد الراحل للكرد ملة مصطفى البارزاني وماذا كان ثمن الخطأ السياسي الذي دفعه الشعب
الكردي آنذاك ؟ فلا يجب ان نسمح للتاريخ ان يكرر نفسه بشكل اخر هذه المرة . رغم ان الحلم كبير ومشروع لكن الواقع هو المهم لتحقيق الانجاز وحساب توازنات القوى والمصالح المتضاربة يجب ضبطه بدقة .ولاجل كسب معركة الاستفتاء وطنياً وسياسياً وقانونيا
ودولياً فلا بد من :-
– توفير الغطاء القانوني في حكومة الاقليم وفِي حكومة بغداد، وللكرد اكثر من ٦٠ نائبا في البرلمان الاتحادي بامكانهم تقديم طلب لإجراء الاستفتاء بشكل يعتمد على نصوص الدستور ليكسب قانونيا ودستورياً الحق بذلك وسيكون هناك تعاطف مع الكرد في المؤسسة
التشريعية في بغداد. وكذا الحال في مجلس الوزراء من حلال الوزراء الكرد.
– استثمار الفدرالية بشكل كامل اذ لازالت في الخطوات الاولى بمقاييس التطور في الاقليم ولا تزال هناك إمكانيات كبيرة كامنة فيها لتطوير الجانب الاقتصادي والسياسي والقانوني والثقافي والتربوي للإقليم من خلال الفدرالية والتي ازدهر الاقليم فيها رغم الخلافات مع
الحكومة الاتحادية. ومن الحيف ان تتراجع هذه الانجازات ( لا قدر الله) ان دخل الاقليم مجبراً في صراع بسبب الاستفتاء مع غيره . وهو ما ليس بحاجة له إطلاقاً
– خطاب السلام والتعايش السلمي المشترك والحوار المتمدن الراقي هو السلاح الأمضى لنيل الحقوق في هذه الفترة…والاقليم يلتزم بذلك وهذا نقطة كبيرة له.
– التركيز على دولة المواطنة التي تؤمن الحقوق بشكل عادل في السلام والحياة الكريمة وممارسة الحريات العامة والخاصة وفصل الدين عن الدولة هذه هي المطالَب المهمة للمرحلة القادمة ليشعر الجميع بالانتماء والاطمئنان الى هذا البلد والوطن سواء في العراق او
الاقليم.
– اعتبار مصلحة الاقليم الاولى هي مع الامتداد الجغرافي العراقي له وليس مع الاخرين وهي من تمنحه القوة والحصانة والحماية والتطور والضمانة وكذلك الامتداد العراقي هو الذي سيجد في الاقليم كل القوة والحماية والحصانة له مما يعني ان مصالح الجميع ستتحقق
بشكل متبادل وطبيعي وبالاخص الكادحين والفقراء والمهجرين وضحايا الارهاب ومحدودي الدخل لكي لا يكونوا مرة اخرى وقود صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل اذا حصل الاستفتاء وجاءت ردود فعل الاخرين بنتائج عكسية للشعب الكردي في الاقليم وهو احتمال وارد ولا
يجب ان بغيب عن بال الجميع الذين لهم حرص على هذا الشعب رغم كل العواطف الصادقة تجاهه ( تجاه الاستفتاء) من قبل الشعب الكردي في العراق ومن يؤازره .
نطرح ذلك لكم يا سيادة الرئيس كاك مسعود لحرصنا وشعورنا العالي تجاه ابناء شعبنا العراقي جميعاً والكرد خاصة هذه الايام لاننا لن ننسى ابداً أولئك الفلاحين الكرد والكلدان الاشوريين والايزديين الفقراء في دشت اربيل او دشت الموصل او باليسان او قرداغ او گارا او
حلبجة او شهرزور او دشت نهلة او بامرني او بارزان او به روه ر او گرميان او برده سپي او متين او العمادية او لولان او خواكورك وغيرها كثير من مناطق فلاحي وفقراء كردستان الذين احتضنوا الانصار والبيشمه رگه وشاركوهم ماءهم وخبزهم ومنامهم و تعلمنا منهم
الصبرالجميل والتحمل والمقاومة والتضحية في سبيل العيش بكرامة وسلام ومستقبل آمن…..سيستمر الكافح والنضال والعمل لاجل حقوق شعبنا الكادح جميعاً.
لا بد ان يتحقق لهم ذلك بعقلية القادة الحكماء والمناضلين الشجعان وبسعة الصدر والأفق المفتوح في الحوار والاحترام المتبادل ببن الجميع والرهان سيكون على ذلك.
فلنرجع خطوة الى الوراء لكي نتقدم خطوات أسرع الى الامام . هنا الانتصار الحقيقي سيكون.
اتمنى ان تتقبلوا رسالتنا هذه بصدر رحب وان تصلكم بالسرعة الممكنة.
فكلنا نحب العراق وشعبه ونحب كردستان العراق وشعبها
البيشمه رگه – النصير-
فارس يوسف ججو ( ناظم )