إنّ الخبر الأكثر تداولا اليوم في الساحة العراقية بعد الإنتكاسات الأمنية الأخيرة ( المُفتعل منها والمُفتعل ) على حد سواء !!! … هو وجود نيّة ( الله أعلم ببواعثها !!! ) عند الرئيس العراقي ( المداري نفسه هواية ! ) جلال الطالباني فور عودته إلى العراق بعد رحلة المساج والعلاج في ألمانيا … وحرصه على جمع الشركاء المتشاكسين علاوي والبرزاني والمالكي في جلسة خاصة لحل عقد العملية السياسية التي فاقت تعقيداتها عقد سحر وكهانة مشركي قريش وسائر الجاهلين في زمانهم !!! .
من هنا يا علاوي … وقبل أن تحمل حقيبتك التفاوضية الفارغة كما عودتنا في كل مرة !!! … أقول لك : ( ولسان حال جل العراقيين يقول مثلما أقول ) لقد كنت يا علاوي وبعد كل جولة تفاوضية تخوضها ( وتسود وتسخم وجوهنا بها ) … تذكرنا بتلك الهوسة التي قام بها ذاك العراقي في زمن النظام البائد عندما زارهم القائد الأوحد !!! … فقام الرجل يقول : ها خوتي ها … ها … هذا الطيح حظنا !!!… هذا الطيح حظنا !!! … ولما سُحبت الأقسام وتحضر الأزلام … إستعدادا للإنقضاض عليه تدارك الشاعر الأمر وقال : كلنتون كال البوش … هذا الطيح حظنا … كلنتون كال البوش !!! … واليوم … نقولها لك ياعلاوي ولا نخشى أقسامك ولا شواجيرك وقد علمنا أنها كلها بوش !!! … ولا ننتظر من كلنتون أن يقول أي شيء إلى بوش! … نقول: أنت من طيح حظ المساكين والمغفلين والمستهدفين الذين لوثوا أصابعهم بصبغة انتخابك … ظناً منهم أنك حامي الحمى … وفارس إسترجاع الحقوق … والمدعوم إقليميا ودوليا !!! … وقد آن الأوان اليوم لهم أن يفهموا اللعبة السياسية في العراق الجديد … فلا يفاوض الصف القوي إلا صف قوي … والوطن الواحد ( في زمن الغاب الذي نعيش ) يسع المتكافئين قوة من الأقران والأتراب … وإلاّ أكل القوي منهم الضعيف ! … والأمانة لا يحملها إلا صاحب قضية ورجل ميدان .
المهم يا علاوي … إذا ما حزمت أمرك وخرجت لمثل ذاك اللقاء … وسارعت جواريك خلفك لسكب طاسة من ماء !!! … لتعود لهنّ محفوظا من ربّ السماء !!! … تذكر إنّ أولوية التفاوض اليوم هي في معالجة الملف الأمني وإصلاحه … بعد أن ذاق ناخبوك ذل العيش كمواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم … وقد هجروا مناطقهم … وفقدوا ذويهم … وأمتلأت السجون والغيابات بأولادهم … وهم يعيشون عيشة الخوف والفزع ما بين ضنك موجود وترقب مجهول ! … وحتى لا نتعبك يا علاوي ونحن نعرف أنك كثير الإنشغال !!! … نكتب إليك مطالب جماهيرك في الملف الأمني بالدقة والتحديد … لنكشف بها حقيقة سيفك كان من ( تنك ) أم من حديد ! … وهي :
1. الشروع بالتوازن العادل داخل القوات الأمنية والعسكرية ليشمل القادة الإداريين منهم والميدانيين وسائر المراتب .
2. بناء مؤسسة قضائية كفوءة ونزيهة وشفافة وغير مرتبطة برجالات الدولة أو أحزابها ، وبعيدة عن أجندات الصراع الطائفي وتدخلات دول الجوار .
3. إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء .
4. إلغاء المداهمات والإعتقالات العشوائية .
5. رفع الحصار والتضييق والإستهداف لمناطق معينة وبدوافع طائفية .
6. رفع المظاهر والتعاملات الطائفية من السيطرات العسكرية .
7. منع حالات الأعتداء الجسدي والإهانة المعنوية والسب الطائفي وإثارة الرعب عند المداهمة والتفتيش .
8. منع حالات العقاب الجماعي للمناطق نتيجة الأحداث والتفجيرات ( وأكثرها مفتعل ) واتباع المهنية في تعقب الجناة.
9. غلق ملف المخبر السري ( الجواسيس ) الذين صاروا تجارا برؤوس المساكين من العراقيين … وهم مجرمون يحملون أجندات حزبية وطائفية .
10. القضاء على الفساد المستشري ( حتى النخاع ) في القيادات الأمنية والمراتب في المعتقلات ومراكز الشرطة حيث الرشاوى ( والخاوات ) عوضا عن النصب والإحتيال على المعتقلين وذويهم .
11. إعادة النظر في إستلام حزب سياسي لوزارة العدل ، فيجعل منها تجارة له وميدانا يعبث فيه منتسبيه … والحرص على إستقلاليتها .
12. إعادة هيكلة وتجهيز السجون بما يتلائم وكرامة الإنسان .
13. منع عمليات التعذيب داخل السجون ، وانتزاع الإعترافات بالإكراه والتهديد بالروح والعرض والجسد .
14. الإختيار الأمثل للكوادر التأهيلية العاملة داخل السجون بما يتلائم وعملية الإصلاح المرجوة من هذا العمل .
15. إبعاد الجامعات والوزارات والدوائر الرسمية عن مظاهر وتوترات الجو الطائفي المقيت .
16. إيجاد آلية لعودة المهجرين إلى مناطق سكناهم من خلال القضاء على الرؤوس المجرمة التي تمنع ذلك وتقتات على تلك الجرائم .
17. إعطاء صلاحيات حقيقية لجمعيات حقوق الإنسان لمراقبة عمل السجون والمعتقلات لتكون العين الرقيبة لمنع حصول الإنتهاكات الإنسانية .
18. صناعة جهد إعلامي حقيقي لتسويق هذه المبادئ والقيم ونشر روح التعايش والعدالة والمساواة ، بدل الإعلام المقنع الذي يبث روح الكراهية والفرقة .
19. الكشف عن السجون العراقية … وإغلاق السجون السرية .
20. إيجاد الآلية الصحيحة لمتابعة ذوي المعتقلين لأبنائهم ومعرفة أماكن تواجدهم .
21. وأخيرا … بث روح التعايش والمحبة والمساواة بين العراقيين … دون النظر إلى عرق أو مذهب أو دين .
هذه هي مطالبنا يا علاوي … وهذا هو ملفنا الذي فيه حياتنا وكرامتنا … ولا نريد منك اليوم غيره … فان جئت بهذا الخير جاء الخير كله بعده … فما إن ينصب ميزان العدالة … والعدل أساس الملك حتى تعود الحياة لمفاصل العراق وعروقه .
وإن كنت عاجزا يا علاوي عن مثل هذا العمل الجبار … فما أحراك أن تعلن ذلك وبشجاعة وتنسحب من العملية السياسية التي فاحت رائحتها التي تزكم الأنوف بكم وبشركائكم … ولتحتفظ بآخر قطرة حياء في وجهك … وتأخذ معك غير مأسوف عليهم القرقوز صالح المطلك وحرامي الصفقات جمال الكربولي والملسون حيدر الملا وست الحسن والجمال ميسون الدملوجي وآخرون لا نعلمهم الله يعلمهم !!! من شلة الأنس التي استرخصت دماء أهل السنة وقد تصورت أن ثمن ما يعانيه أهلنا وهم يُقتلون ويغيبون في ظلمات السجون ودهاليزها … هو الإكتفاء بالتصريحات والمناوشات الإعلامية … ولنا بعد اللقاء حديث .