23 ديسمبر، 2024 11:20 م

رسالة من ديفيد الى .. عليوي

رسالة من ديفيد الى .. عليوي

بعض  الوقائع والاحداث تتشابه من نواح عديدة. هذا المقال كنت قد نشرته عام 2009 اثناء انسحاب الاميركان من المدن وما رافق ذلك الانسحاب من “وطنيات” معظم ابطالها ممن جاءوا من الاميركان.. واليوم حيث نقف على اعتاب مرحلة مابعد الانسحاب النهائي من العراق يتكرر المشهد نفسه مع “صيحات وطنية” اكبر.. لهذا السبب اعيد نشر هذا المقال الذي هو عبارة عن رسالة افتراضية بعث بها جندي اميركي “محتل” اليوم “محرر” قبل سنوات الى صديقه من ايام المعارضة عليوي. عثر على هذه الرسالة  بعد 342 سنة من قبل  فرق التنقيب في احد المعكسرات القديمة للجيش الاميركي في العراق.   الرسالة موجهة من جندي اميركي اسمه الاول (ديفيد) الى مواطن عراقي اسمه الاول والاخير وبالنص وعلى الحواف .. (عليوي).  عزيزي (االيوي) لان ديفيد لايستطيع لفط حرف العين .. هل هذه هي الاصول يا صديقي االيوي .. مازلت اتذكر وانا اغادر مدينتك يوم الثلاثين من حزيران عام 2009 الى منطقة قريبة منها هي عبارة عن قاعدة عسكرية لنا انك كنت تجلس معي على ظهر نفس الدبابة التي دخلنا بها بغداد.  كنا معا كتفا لكتف نتجاذب اطراف الحديث طوال تلك الرحلة.. كنت يا عليوي لاتكل ولاتمل من مدحي وصبغي بكل انواع الاصباغ التي تصبغون بها الان شوارعكم وجدرانكم وحوائطكم الكونكريتية كجزء اصيل من حملة الاعمار والبناء. كنت تقول لي ياديفيد ساظل مدينا لك مدى الحياة فلولاك لما تمكنت من العودة الى بغداد. وكنت تكرر القول ماالذي يمكن ان اعمله لك ويمكن ان يفي بحقك؟ هل ابني لك تمثالا في كل ساحة وكل شارع .. هل اطلق اسمك على كل نهر وشط وجسر وشارع وزقاق ومركز شرطة؟  كنت في داخلي اردد ان عليوي غشيم او يتغاشم.فما جئنا  لسواد عيونه  وليس لانه احد اولاد الملحة اوالخايبة بل من اجل اشياء كثيرة قد لاتخطر على بال الصديق عليوي ولامجال لذكرها في هذه الرسالة خشية ان تقع بيد المخبر السري. وتمضي الرسالة بالقول .. عند دخولنا بغداد علمتني بيت شعر  مشهور لديكم يقول ..”ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وانت رب المنزل”.. لكن ما هاي  الا ايام حتى وقع (الهبد) علينا .. هاطيق وها طاق .. واذا بك يا عليوي بعد ان تحصنت في المنطقة الخضراء التي صنعناها نحن  لك ولرفاقك  بدات تتحدث عن نيل السيادة .. فقلنا ميخالف هذه جزء من السيناريو .. ثم بدات تتحدث عن المقاومة والاحتلال فبدات اردد مع نفسي قولكم المشهور .. ما عدا مما بدا .. ثم بدات تتنصل عن كل وعودك لي التي لم اكن انا الذي طلبتها بل انت من تبرع بها.. فانا ياعليوي كنت خجلا وانا ادخل مدنكم محتلا بينما انت تصفني بالبطل العظيم والهمام والمغوار والغضنفر والهزبر واللوذعي ( اللوذعي حلوة عليوي عاشت ايدك  ). واليوم يا عليوي (تسويها ظلمة علي) لانني خرجت من المدن ليس بعيدا عنك فما زلت داخل اراضيك واستطيع ان افجر في كل يوم عبوة هنا واخرى هناك واجعلك (كل شوية ) تتصل بي بالرغم من التشويش .. الحك ياديفيد  مع ذلك بلعتها وسكتت يا صديقي عليوي .. الخلف بالله وصدك لو كال مطربكم عبد فلك .. ماكو وفة.