8 أبريل، 2024 5:24 ص
Search
Close this search box.

رسالة من ثائر عراقي الى المرجع السيستاني

Facebook
Twitter
LinkedIn

بسم الله الرحمن الرحيم ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) صدق الله العظيم

سماحة السيد السيستاني

اكتب لك هذه الرسالة باللغة العربية والتي اقدسها لانها لغة القران وإني على ثقة أنكم ايضا تقدسونها . وارجو ان يتسع صدرك لما اقوله واني اعتذر عن اي كلمة قد تفسر فيها اساءة ل ( قدسيتكم ) فذلك ليس هدفي ولكن النفس قد ضاقت بما لايطاق .. واني اعتقد هناك قدسية واحدة هي لله وبالتالي فان كلمة الحق لاتمس من احترام احد ولاتقلل من شانه .. ان البشر غير معصومين او مقدسين عدا الانبياء والائمة والان انتهى عهد الانبياء والائمة ولحين ظهور الامام المهدي المعصوم … وانا متاكد انكم اول من يعرف هذه الحقيقة فليس من المنطقي ان كل من يلبس العمامة السوداء هو معصوم ومقدس ويصبح من الشرك الاعتقاد بقدسية عمار او قيس او مقتدى او الصغير او مئات غيرهم ولايمكن توجيه النقد اليهم وقد تدفع حياتك ثمنا لذلك .. ان كلمة الحق هي أكبر من كل كلمة ( لا يؤنسنك إلا الحق ولا يوحشنك الا الباطل ) صدق أبا الحسن عليه السلام

اعود بكم الى عهد الرسول العربي محمد بن عبد الله الف الصلاة والسلام عليه ومابعده .. بدأت خلافات المسلمين بعد الرسول في السياسة ولم تبدأ بالدين وتركزت الخلافات في موضوع الخلافة واصول الحكم وفلسفته .. لم يختلف المسلمون على لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ولا على الإيمان بالغيب ولا على الملائكة ولا على الرسل كما انهم لم يختلفوا على جوهر الصلاة والصوم والحج وحتى الخلاف على الزكاة والتي نتج عنها بما يسمى حروب الردة حتى هذا كان خلافا اقتصاديا لا دينيا .. وحتى اجتماع السقيفة ( وربما هناك الكثير ممن لايؤيد هذا الرأي ) انه كان اجتماعا سياسيا الى حد ما ومعروف كيف تم الخلاف بين الانصار والمهاجرين … كان الانصار كفئة مهمة في المجتمع يرون في أنفسهم انهم مؤهلون لقيادة الامة… وتفاصيل ماحدث معروفة لكم وبالخلاصة كان الامر سياسيا ولم يكن دينيا .. واريد ان اثبت امرا انا اعتقد به ان اغنياء قريش اصطفوا ضد الامام علي عليه السلام واصطف الفقراء معه.. والمسلمون لم يقاتل بعضهم بعضا لأسباب دينية وانما لأسباب سياسية ويقول الشهرستاني ( اعظم خلاف بين الامة كان خلاف الامامة اذ ما سل سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الامامة ) .. قال بعض اليهود لاْمير المؤمنين ( مادفنتم نبيكم حتى اختلفتم عليه ) وقال الإمام علي عليه السلام انما اختلفنا عنه لا فيه …

أكتب لسماحتكم وكلي امل في ان تكون لكلمتكم التي ينتظرها العراقيون حول بوادر الفتنة التي يعمل البعض على ايقاد نارها ( كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لايحب المفسدين ) صدق الله العظيم .. سيكون لها الاثر الكبير في وأد الفتنة في مهدها وهي تطبخ على نار هادئة لقد خرج علينا البعض ليقول بهدم ضريح ابي حنيفة وازالة تمثال أبي جعفر المنصور باني بغداد الاسلامية .. يعلم سماحتكم ان شعبنا بانتفاضته التشرينية الباسلة قد غادر الخندق الطائفي ذلك الخندق الذي عرفته بلادنا لسنوات بعد 2003 وتلك سنوات اريق فيها الدم العراقي وهو الغالي علينا جميعا .. ان مثل هذه الدعوات اي كان مصدرها ومروجيها تخفي وراءها اجندات واغراض مسمومة يحاول مطلقوها ومن ورائهم تهيئة العقل الجمعي العراقي لما هو قادم والعودة بالمجتمع العراقي الى سنوات سوداء جديدة حاكمها الفيصل السيف والدم .. ولعل ابرز تلك الاغراض هي حرف الأنظار عن اهداف ثورة تشرين الباسلة واهدافها المشروعة وعلى رأسها بناء وطن عراقي يخلو من السرقة والفساد والطائفية والمذهبية والمناطقية .. مجتمع عراقي يخلو من الافات الاجتماعية والاخلاقية ومن الظواهر المنحرفة التي سادت مجتمعنا منذ عام 2003 وبعد الغزو الامريكي البغيض لبلادنا .. والتي لم يشهد بلدنا قبل 2003 مثل هذه الظواهر الشاذة .. تعلمون سماحتكم انه في عهد ( الدكتاتور ) صدام حسين كان العراق خاليا من المخدرات وبشهادة المنظمات الدولية المسؤولة عن مكافحة المخدرات وماذا في عهد ( الديمقراطية وعهد المعممون ) اصبحت المخدرات منتشرة في العراق بشكل مخيف واصبح العراق واحد من اخطر البلدان ممرا للمخدرات ومكانا لزراعة وصناعة المخدرات وكله بفضل الجارة ايران والكويت وبفضل التجار ومنهم رجال الدين ..

تعلمون سماحتكم انه في عهد ( الكفرة البعثيون ) لم يكن هناك لواط ولم يكن هناك شواذ ويحكم بالاعدام على من يمارسه وماذا بعد عام 2003 ازدادت نسبة الشذوذ الجنسي بشكل مخيف بل اصبح بعض رجال الدين هم المسؤولين عن هذه المهنة واشاعتها بين الشباب وهم يقودون ادارة شوارع البتاويين في بغداد انه افساد منظم للشباب ! من وراءه ؟؟

تعرفون في عهد ( البعثيون الكفرة ) كانت الدعارة ممنوعة وموجودة باقل نسبة وكان يحاسب من يثبت عليه تهمة السمسرة (القوادة ) وتصل الاحكام حتى الى الاعدام اما من يغوي فتاة على الدعارة فالويل له .. اما في عهد ( المؤمنون ) فيقال اصبحت نسبة الدعارة في الجامعات اكثر من 80% منتشرة بين الفتيات بفضل رجال الدين وزواج المتعة والطامة الكبرى كل السماسرة هم من المعممين والمحجبات وهذا ماشاهدناه على التلفزيون واعتراف احدى المحجبات ..

لقد اكتشفنا (وكنا نشك بذلك ) ان اوامر قتل ثوار تشرين تأتي من رجال دين او على الاقل يتكلمون باسم الدين والتي تأتيهم الاوامر مباشرة من طهران هل تعلم بذلك ياسماحة المرجع وهذه مشكلة لا نعرف كيف ستعالجونها ان لها انعكاسات خطيرة عليكم وعلى الحوزة وعلى شيعة العراق عندما يكتشف شباب الشيعة ان من يقتلهم هم رجال الدين الشيعة حقيقة انه احراج كبير

ان احزاب الاسلام السياسي شيعتها وسنتها التي وضعتها خلفها ثورة تشرين بل تجاوزتها بعد ان فقدت تلك الاحزاب مصداقيتها وشعبيتها وحضورها لدى جماهير شعبنا من الشمال الى الجنوب .. واسمحوا لي القول ان تلك الاحزاب جميعها ولا استثني منهم احدا يرومون استغلال اجواء الفتنة المرتقبة للعودة للتسلط على البلاد والعباد بعد ان فشلوا فشلا ذريعا في ادارة السلطة وبناء دولة المؤسسات والقانون بل اجادوا تخريب كل ماوجدوه من مؤسسات الدولة العراقية التي بناها العراقيون ولعقود طويلة فافقدوا العراق استقلاله وسيادته ولم نجد فيه الان اي مظهر من مظاهر التقدم والحضارة او اي مظهر من مظاهر الدولة حيث نعيش الان في اللادولة !!

لقد أثيرت مثل هذه الدعوات المشبوه ونحن على ابواب الانتخابات التي يقولون انهم يريدونها ان تكون نزيهة وحرة وعدم تكرار ماحدث في الانتخابات السابقة التي شابها الكثير من التزوير من قبل احزاب الاسلام السياسي و المنتفعين والمتسلقين وسياسي الصدفة وآكلي السحت الحرام . واكلي اموال الفقراء من شعبنا .. انا واثق ان سماحتكم على اطلاع لما الت اليه احوال الطبقة الفقيرة وذوي الدخل المحدود ووصلت ارقام العاطلين الى ارقام عالية جدا وهناك مئات الّاف لايكسبون دولارا واحدا في اليوم هل يجوز ذلك ونحن بلد النفط و الخمس والزكاة والصدقة ؟؟

كل ذلك جاء بعد ان فشلت سلطة الاحتلال واحزابها ومنذ 2003 من بناء ولو مشروع استراتيجي واحد سواء كان زراعيا او صناعيا بل لم يرمموا مشروعا واحدا من التي تركها النظام السابق ( والذي يسمونه النظام الدكتاتوري الكافر ) بل تنافسوا على بيعها بالمفرده والخرده .. أمر محزن ومؤسف .. انها الحقيقة !!

يعلم سماحتكم ان ابي حنيفة كان معارضا للسلطة السياسية وزجته تلك السلطة في سجنها لما له من اراء عدة تعارض السلطة ومساعدته ذو النفس الزكية معروفة بكل المصادر .. كما انه كان تلميذا للإمام جعفر الصادق عليه السلام ولمدة سنتين وقولته المشهورة ( لولا السنتان لهلك النعمان) …

ان دعوات التحريض المسمومة هي رفض لتاريخنا بكل ما حمل لنا حلوه ومره علينا القبول بهذا التاريخ وهذا ماتسير عليه كل الأمم والشعوب ان تقبل بتاريخها اي كان شكله ومحتواه .. ولم نسمع بدولة او امة تريد ان تصحح تاريخها بمحو اثارها ولم نسمع ان ايران ازالت كل قصور الشاه وهدمت كل مابناه في ايران فما زالت قصور الشاه كما هي وحتى ملابسه واغراضه الشخصية معروضة كمتاحف للناس .. وهذا الامر ينطبق على كل امم الارض والا كان على مصر ان تهدم الاهرامات العظيمة لان فرعون بناها وان فرعون قد طغى .. هذا امر غير مقبول وهو مبني على جهل تام . والا هل من المعقول يجب ازالة كل مايمت بصلة الى ابي جعفر المنصور الذي بنى واحدة من عجائب الانسانية وهي مدينة بغداد هل من المنطق ازالة كل اثاره وهدم بغداد لانه قد اختلف مع علماء عصره ورجال الدين . ونهدم مدينة الطب لانها بنيت في عهد البعث ونهدم كل الجسور التي بنيت في عهد صدام وتهديم قصور صدام حسين التي سكنها القادة الجدد هذا امر غير مقبول .. ويأتي من يريد ان يكفر اخيه الانسان بل ويريد تهديم مدينة عظيمة بحجة الخلاف على المذهب ؟؟ بأسم اجتثاث البعث تم تدمير العراق وتدمير البنية التحتية وتم تهجير خيرة العلماء والاطباء .. علما وهذه للتاريخ وللحقيقة الجميع يعرف ان نظام حزب البعث وبالذات رئيس الجمهورية صدام حسين لم يكن نظاما دينيا او طائفيا . صحيح هو منع نشاطات الأحزاب الدينية وخاصة حزب الدعوة بسبب نشاطهم السياسي وليس لأنه حزب شيعي والنظام عمل نفس الامر مع حزب الاخوان المسلمين مع انه حزب سني ولكنه اعتبره حزبا سياسيا له نشاط سياسي .

احد النواب يقول لايمكن ترميم وتنظيف شارع الرشيد لان اسمه فيه طائفية .. هل هذا الامر مقبول ؟ يجب وضع حد لهذه الفوضى التي تسعى الى تدمير العراق والبنية التحتية فيه ان تصحيح اخطاء الماضي يتم ببناء حاضر متقدم وبناء مستقبل زاهر للانسان والانسانية فقط بهذه الطريقة يتم تصحيح أخطاء الماضي وهذا ما أوصانا به الله تعالى في كتابه الكريم والا لماذا يقص علينا قصص الاولين لنتعض ونبني مجتمعا مفيدا للانسانية مبني على المحبة ..سأذكر لكم ماقاله الامام علي عليه السلام الى مالك الاشتر في رسالته حول كيفية ادارة الدولة .. قال الامام فيها ان الرعية اثنان اخ لك في الدين ( مسلم ) وشبيه لك في الخلق وهذا اعلى مراتب الفكر الانساني والقانوني فاين منا ما تقدم ؟ اليس الاجدر بنا ان نضع هذا القانون موضع التطبيق لم يطلب امير المؤمنين التفرقة بين المسلمين بين من ناصره عمن عاداه .. اليس جديرا بالمسلمين الاقتداء بما تفضل به امير المؤمنين اليس جديرا بمن يدعون التدين وليس الدين الرجوع الى ذلك وعدم الخوض في مسارات تهلك الحرث والنسل .. وهؤلاء الذين يدعون الدين الرجوع الى تلك المقولة العظيمة وتطبيقها والتي هي اعلى مراتب الفكر الانساني والقانوني وشرعته الامم المتحدة في قوانينها واحتاجت البشرية اربع عشرة قرنا لتصل الى ماقاله امير المؤمنين .. على الاحزاب السياسية الدينية منها ان تختار بين السلطة والدين اذ لايمكن الجمع بينهما .. وعلى الاسلام السياسي ومن يدعيه محاربة الفتنة في مهدها وعدم جر العراق الى مثل هذه الفتنة فكفى العراق تمزقا منذعام 2003 منذ ان وطيء الامريكي ارضنا وقسم البلاد والعباد الى مذاهب وطوائف ومناطق وعشائر وقبائل .. ان من يغلو في التسنن او التشيع ماهم الا اعداء التسنن واعداء التشيع .. مايريده العراقي ابن الموصل و الانبار او ابن كربلاء والنجف ليس صب الزيت على نار الفتنة بل غاية مايريده كل العراقيين هو الأمن والأمان والعيش الكريم ودوام الاخوة بين ابناء هذا الوطن وليس المضي في الفتنة ولعن الله من يريد ان يوقظها … ان ايقاظ الفتنة هي في المحصلة خدمة للمشروع الذي يهدف الى تدمير المنطقة اما من يدفع الى ذلك فهم كثر ابتداء من اسرائيل وايران والكويت وحتى تركيا ودول اخرى ومع الاسف حتى دول عربية تشترك به وحتى الاكراد .. انه مشروع يرمي الى تقسيم المشرق العربي الى دويلات وطوائف ومع الاسف يسير مع تنفيذ هذا المشروع الجهال ورجال التدين وليس الدين .. مايقوم به هؤلاء هو خدمة لمصالحهم وامتيازاتهم ومكاسبهم من السحت الحرام ..

سماحة السيد

يعلم سماحتكم علم اليقين ان اثارة الفتنة مجددا ستكون ارضية صالحة لتدخل دول المنطقة ودول اخرى في الشان العراقي ونحن والحمد لله قد شبعنا ماسي من تلك التدخلات واثارها على كل مناحي حياتنا ان تدخل الدول قريبها وبعيدها بشؤوننا الداخلية هي التي افسدت حياة العراقيين وجرعتهم المر بعد ان قسمتهم الى مذاهب وطوائف واثنيات ان التدخل الاجنبي اي كان شكله سيزيد من الانقسام الداخلي ويزيد تهديد العراق بامنه الوطني …

اقول لسماحتكم ان كلمتكم للعراقيين ونصحكم لهم في واد الفتنة ومحاربتها ستكون الكلمة التي ينتظرها العراقيون .. ونحن كثائرين ننتظر منكم كلمة تحمي فيها الشباب الذي يطارد كلمة حق تحميه من القتلة

هل تعلم ياسيد المرجع عما يحصل من جهل باسم الدين هل تعرف هناك جهلة من يعبد الحيوانات والخرفان وحتى الصخور واعمدة الكهرباء بادعاء انها مباركة ..

هل يعرف سماحتكم ان العراق استورد خضروات وفواكه من ايران ب 11 مليار دولار هل تصدق ذلك في الوقت الذي كانت طماطة الزبير تصدر الى الدول المجاورة وهل من المعقول ان العراق يستورد طرشي ولبن .. والفقراء يبحثون في المزابل عن اكل وخبز وهل يمكن التصور ان الشعب العراقي سيبقى ساكتا على هذا الامر كلا كلا

هل تريد الاحزاب الشيعية السلطة ام الدين اذا يريدون الاثنين فان ذلك لن يحصل في العراق فاختاروا اما الدين او السلطة .

نحن كثوار نريد دولة مدنية ولانريد دولة دينية لانه لايمكن الجمع في العراق بين السلطة والدين والا ستكون النتائج وخيمة لان السلطة مفسدة فكيف يمكن التوفيق بين المفسدة والدين ..

واخيرا اقول لك كلمة وعن طريقك الى ايران والى الشيعة في العراق وهي ان الفتنة اذا انتشرت لن يفلت منها احد لاشيعة ولاسنة ولااكراد ولاتركمان وستغرق شوارع العراق بدماء الفتنة .. كلمة حق مطلوبة كلمة واحدة تنقذ بلد كلمة حق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب