هذه ليست قصيدة كلماتها للرائع الراحل نزار قباني، او ربما تكون شبيهة لذلك، انها معاناة شعب يغرق.
الأمطار فاتحة خير على كل الشعوب، وفأل حسن، الا في بلدي تكون أسوء ما قد يتمناه العراقي في فصل الشتاء، لسوء الخدمات والفيضانات التي اجتاحت كل محافظات العراق حتى اصبحنا في مدن عائمة، والمشكلة اني ماعندي تجربة ولا عندي زورق.
بعد ثلاثة ايام من الغرق يعلن السيد رئيس مجلس الوزراء عن حالة الطوارئ!! ويشكل لجنة وزارية عليا بهذا الشأن. هذا التأخير دليل على ان دولته لم يكترث للأمر، بل صب جل اهتمامه على افتتاح معرض بغداد في العاصمة العائمة، سيدي انت تعمل على اخفاقات متكررة يدفع ثمنها ابناء الشعب المغلوب على امره، فهل اطلعت على احوال النازحين مثلا؟ او زرت مدينة الصدر؟ وهل تعلم يا دولة الرئيس ان هناك 19 انسان او اكثر استشهدوا من جراء مياه الامطار؟ ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لاتدري فالمصيبة اعظم.
الغرق لم يقتصر على مياه الامطار فقط فهناك غرق اقتصادي خطير قد يؤدي الى افلاس العراق نتيجة سياسات خاطئه تمارسها الحكومة الحالية، واعتمادها على حلول ترقيعيه تتلخص في اقتراض العراق مبالغ مالية بفوائد عاليه دون وضع دراسة اقتصادية حقيقية، وانما اقتصر الامر على تخمينات وامنيات بنيت على ارتفاع اسعار النفط.
ومن غرق الى غرق اخر، واخفاق يتبعه فشل، كان هذا فيضان اخر يتمثل بالعمليات الارهابية التي نشطت في الاونة الاخيرة، وتمثلت مابين قتل واختطاف وسرقات وحتى اطلاق صواريخ ولم نرى مذنبا واحدا او تحركا امنيا حول المشتبه بهم مع اعلان المنفذين للهجمات مسؤلياتهم عن ذلك.
ان كنت قويا.. اخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا اعرف فنَّ العوم
اني اتنفس تحت الماء…
اني اغرق…
اغرق..
اغرق.